مأواه الأخير.. مغارة
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
رشا حرزالله - من أمام مجمع فلسطين الطبي في رام الله، انطلق مئات المواطنين يحملون جثمان الشهيد محمد عاصي، حيث ووري جثمانه الثرى في مسقط رأسه بقرية بيت لقيا بعد صلاة ظهر اليوم الأربعاء.
محمد 'شهيد المغارة' الصغيرة الواقعة في منتصف جبل يفصل بين قريتي بلعين وكفر نعمة غربي رام الله بالكاد اتسعت لجسده، احتمى داخلها فترة من الزمن هربا من بطش دولة لا تعرف للإنسانية أي معنى.
تمام الرابعة صباح أمس الثلاثاء، نام محمد عاصي في مغارته دون أن يفكر بأنها ستكون الأبدية، تقول المواطنة أم باسم منصور من بلعين إن كمية الذخيرة التي أطلقتها قوات الاحتلال على المغارة جعلتها تظن أن هناك حربا تدور في المنطقة.
منصور تلصصت النظر من نافذة غرفتها فشاهدت أرتالا من الآليات العسكرية الإسرائيلية تقترب من مكان المغارة، ظنت للوهلة الأولى أنه أمر اعتيادي خاصة في ظل ما تشهده القرية من اعتداءات متكررة من قبل الاحتلال، لكن سرعان ما بدأ إطلاق القنابل الصوتية والرصاص الحي الذي استمر لأكثر من ثلاث ساعات.
مئات الجنود انتشروا في محيط المكان الذي تواجد به الشهيد محمد، أطلقوا الأعيرة المطاطية والغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية، لمنع المواطنين من الاقتراب من المكان.. حاربوا كل شي، الهواء والبشر والشجر الذي احترق نتيجة هذه الغازات.
على أعلى قمة الجبل المطل على المغارة وقف المواطنون في حالة ترقب لما يجري، وسرعان ما أخرج الجنود جثمان الشهيد من داخلها لتبدأ معها صيحات وهتافات الشبان الذين حاولوا جاهدين انتزاع جثمانه، لكن الجنود حملوه بثيابه الممزقة التي اختلطت بها رائحة الدم والتراب والبارود.
أحدهم صرخ 'هاجموهم بالحجارة' وقال آخر 'لا تدعوهم يأخذوه' غير أن قنابل الغاز والصوت تربصت بهم، فيما أمُّ باسم ترقب من على سطح منزلها الحدث وتحتمي بشالها الأبيض من المسيل للدموع.
الجنود 'جروا محمد' من داخل المغارة حيث ترك على الأرض لأكثر من نصف ساعة، دماؤه سالت بغزارة، خاصة من منطقة الوجه، لف بغطاء أزرق شاهده أفراد عائلته الذين سمع صراخهم ونحيبهم وعراكهم مع الجنود لاسترداد جثمان ابنهم .
عائلته التي لم تره منذ أن أصبح مطلوبا لقوات الاحتلال، توقعت أن تقوم هذه القوات باغتياله، خاصة أنها داهمت منزله أكثر من مرة خلال العام الجاري واعتقلت شقيقه فؤاد بهدف الضغط عليه لتسليم نفسه.
ضربت أم باسم كفيها، بكت وترحمت عليه ودعت لوالدته بالصبر ورددت 'مئات الجنود المدججين بأعتى أنواع الأسلحة، ضد شاب لم يتجاوز الخامسة والعشرين من عمره، ويقولون الجيش الذي لا يقهر؟' .
haرشا حرزالله - من أمام مجمع فلسطين الطبي في رام الله، انطلق مئات المواطنين يحملون جثمان الشهيد محمد عاصي، حيث ووري جثمانه الثرى في مسقط رأسه بقرية بيت لقيا بعد صلاة ظهر اليوم الأربعاء.
محمد 'شهيد المغارة' الصغيرة الواقعة في منتصف جبل يفصل بين قريتي بلعين وكفر نعمة غربي رام الله بالكاد اتسعت لجسده، احتمى داخلها فترة من الزمن هربا من بطش دولة لا تعرف للإنسانية أي معنى.
تمام الرابعة صباح أمس الثلاثاء، نام محمد عاصي في مغارته دون أن يفكر بأنها ستكون الأبدية، تقول المواطنة أم باسم منصور من بلعين إن كمية الذخيرة التي أطلقتها قوات الاحتلال على المغارة جعلتها تظن أن هناك حربا تدور في المنطقة.
منصور تلصصت النظر من نافذة غرفتها فشاهدت أرتالا من الآليات العسكرية الإسرائيلية تقترب من مكان المغارة، ظنت للوهلة الأولى أنه أمر اعتيادي خاصة في ظل ما تشهده القرية من اعتداءات متكررة من قبل الاحتلال، لكن سرعان ما بدأ إطلاق القنابل الصوتية والرصاص الحي الذي استمر لأكثر من ثلاث ساعات.
مئات الجنود انتشروا في محيط المكان الذي تواجد به الشهيد محمد، أطلقوا الأعيرة المطاطية والغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية، لمنع المواطنين من الاقتراب من المكان.. حاربوا كل شي، الهواء والبشر والشجر الذي احترق نتيجة هذه الغازات.
على أعلى قمة الجبل المطل على المغارة وقف المواطنون في حالة ترقب لما يجري، وسرعان ما أخرج الجنود جثمان الشهيد من داخلها لتبدأ معها صيحات وهتافات الشبان الذين حاولوا جاهدين انتزاع جثمانه، لكن الجنود حملوه بثيابه الممزقة التي اختلطت بها رائحة الدم والتراب والبارود.
أحدهم صرخ 'هاجموهم بالحجارة' وقال آخر 'لا تدعوهم يأخذوه' غير أن قنابل الغاز والصوت تربصت بهم، فيما أمُّ باسم ترقب من على سطح منزلها الحدث وتحتمي بشالها الأبيض من المسيل للدموع.
الجنود 'جروا محمد' من داخل المغارة حيث ترك على الأرض لأكثر من نصف ساعة، دماؤه سالت بغزارة، خاصة من منطقة الوجه، لف بغطاء أزرق شاهده أفراد عائلته الذين سمع صراخهم ونحيبهم وعراكهم مع الجنود لاسترداد جثمان ابنهم .
عائلته التي لم تره منذ أن أصبح مطلوبا لقوات الاحتلال، توقعت أن تقوم هذه القوات باغتياله، خاصة أنها داهمت منزله أكثر من مرة خلال العام الجاري واعتقلت شقيقه فؤاد بهدف الضغط عليه لتسليم نفسه.
ضربت أم باسم كفيها، بكت وترحمت عليه ودعت لوالدته بالصبر ورددت 'مئات الجنود المدججين بأعتى أنواع الأسلحة، ضد شاب لم يتجاوز الخامسة والعشرين من عمره، ويقولون الجيش الذي لا يقهر؟' .