رام الله: ندوة تؤكد عمق العلاقات الفلسطينية العمانية
أكد مشاركون في ندوة نظمتها جامعة القدس المفتوحة، اليوم السبت، على عمق العلاقات الفلسطينية العمانية، مؤكدين ضرورة تكثيف الزيارات العربية إلى فلسطين لكشر الحصار الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية وتحدي الإجراءات الاحتلالية المفروضة على شعبنا.
وكانت الجامعة نظمت وتحت رعاية رئيس مجلس أمنائها المهندس عدنان سمارة، ندوة بعنوان: ' العلاقات العمانية الفلسطينية بين الماضي والمستقبل، في مدينة رام الله بحضور وفد من جمعية الصحفيين العمانيين الزائر لفلسطين.
وأشار المشاركون في الندوة إلى أن التعاون الفلسطيني العماني يجب أن يشكل نموذجًا للتعاون بين مختلف الدول العربية وفلسطين، داعين إلى تفعيل الزيارات للإعلاميين من مختلف الدول العربية ليشاهدوا بأم أعينهم ما يقوم به الاحتلال من انتهاكات على الأرض.
وشدد المشاركون على أن زيارة العرب لفلسطين ورؤية الوضع على الأرض يمكن أن يسهم في تشكيل صورة أفضل لما يحتاجه شعبنا من أشقائه العرب، خصوصا أن شعبنا يتعرض لمحاولات مسعورة لطرده من أرضه.
ولفت الوفد العماني إلى أنهم تفاجئوا من قدرة الشعب الفلسطيني على الصمود في وجه الاحتلال وقدرته على التكيف وتحدي المعيقات التي يضعها الاحتلال في كل مكان أمامه.
وشدد الإعلاميون الفلسطينيون والعمانيون على أن المعركة في الوقت الحالي هي معركة إعلامية بامتياز، ويجب أن يجري التركيز على الإعلام لنقل ما يحدث داخل فلسطين إلى العالم أجمع.
وكان رئيس مجلس أمناء الجامعة افتتح الندوة بكلمة، رحب فيها بالضيوف القادمين من سلطة عمان رغم الصعاب التي واجهوها من قبل الاحتلال الإسرائيلي، مشيرا إلى أن سلطة عمان دولة عريقة أسهمت في نشر الإسلام والعروبة في كل أنحاء العالم، والجاليات العمانية منتشرة في كل مكان.
وأكد أن الجامعة جاءت نتيجة ظروف صعبة وحاجة لشعبنا لتوفير التعليم لطلابنا الذين كان من الصعب عليهم التعلم جراء إجراءات الاحتلال فقررت القيادة التاريخية لشعبنا إنشاء الجامعة ورفعت شعار 'أن تذهب إلى الجامعة إلى الطالب ما دام الطالب لا يستطيع الوصول إلى الجامعة'، مشيرًا إلى أن الجامعة تطورت وأصبح لديها 23 مركزًا في مختلف محافظات الوطن.
إلى ذلك، رحب رئيس الجامعة يونس عمرو، بالحضور من العمانيين وبالشعب العماني الشقيق الذي يقف إلى جانب شعبنا في محنته تحت الاحتلال الإسرائيلي البغيض.
وأشار إلى أن الجامعة أمل للكبار قد تحقق، مشيرًا إلى أن القيادة حلمت ذات يوم أن تخلص أبناء شعبنا من الاحتلال البغيض فقررت نمطا من التعليم بالتعاون مع 'اليونسكو' وبعض الخبراء لنقل الجامعة إلى الطالب فكان التعليم المفتوح، موضحا أن فلسفة الجامعة تقوم على محاضرات صفية تتبعها ساعات مكتبية يلتقي الطالب فيها بأستاذه مدعما ذلك بوسائط تعليمية على رأسها الكتاب الجامعي الذي يعتمد على نهج وأسلوب يساعد الطالب في تحصيله والعلمي الذاتي، ويتحول الأستاذ من ملقن إلى مرشد.
وأشار إلى أن الجامعة حولت الكتب الخطية إلى مناهج الكترونية وقد أنجزت حوالي 70% من كتبها الخطية إلى كتب الكترونية، وتبث محاضرتها عبر الفيديو المتدفق، والصفوف الافتراضية والبوابة الأكاديمية ووسائط الاتصالات الأخرى ليستطيع الطالب أن يتلقى المحاضرة المباشرة من خلال بث الفيديو المتدفق،ويستطيع أن يدخل الطالب ويناقش أستاذه وزملاءه.
وفي ذات السياق، تقدم رئيس جمعية الصحفيين العمانية عوض سعيد باقوير، إلى فخامة الرئيس محمود عباس وإلى الحكومة بالشكر الجزيل على إتاحة الفرصة لهم لزيارة أرض الرباط أرض فلسطين، فالاحتلال الإسرائيلي يحاول مرارًا وتكرارًا منع أي عربي ومسلم من الوصول إلى الأرض الفلسطينية ومنع نقل الصورة لما يجري في الداخل.
وقال' الوصول إلى أرض فلسطين يمثل حلما لنا، فلم نصدق أننا وصلنا إلى فلسطين ولكن هذا شيء من فضل الله، فالصراع في فلسطين قديم جديد، والقضية الفلسطينية هي ضمن سلم أولويات كل عربي'.
وبين باقوير، أن القادم لفلسطين يرى شيئا مختلفًا عما يسمع، منوها إلى أن الوفد اطلع عن قرب على تقطيع أوصال المناطق الفلسطينية، متسائلاً' أين العالم وأين المجتمع الدولي الذي يتحدثون عنه؟'.
وأشار إلى أن سلطة عمان ستواصل وقوفها مع الشعب الفلسطيني، منوهًا إلى أن سياسة عمان تركز على العمل بصمت. وأضاف' سنعمل في جمعية الصحفيين العمانيين على إطلاق قوافل الصحفيين العرب لزيارة فلسطين ونقل ما يحدث، وزيارتنا هي خطوة كبيرة سيتبعها خطوات أكبر'.
من جانبه، قال نقيب الصحفيين عبد الناصر النجار، إن المعركة الإعلامية مع الاحتلال في الوقت الحالي هي المعركة الأساسية، وكان وصول الوفد العماني إلى أرض فلسطين حلما تحقق، وقد أصدر سيادة الرئيس أوامره باستقدام مزيد من الوفود الإعلامية العربية إلى فلسطين من أجل نقل ما يحدث في فلسطين.
وأوضح أن مجمل الاتفاقيات التي وقعت مع سلطنة عمان هي كثيرة، منوهًا إلى أنه تم توقيع 12 اتفاقية بين فلسطين وعمان العام الماضي لإقامة مشاريع خدمية في كل المحافظات الفلسطينية، مضيفًا' اليوم في كل محافظة فلسطينية يوجد مؤسسة أو مؤسستين على الأقل بتمويل عماني سواء في المجال التعليمي أو الصحي أو مجالات أخرى'.
وأضاف' نحن كصحفيين فلسطينيين دفعنا الثمن الباهظ من أجل نبقى جنودًا أوفياء في هذه المعركة وهناك 15 شهيدًا فلسطينيًا سقطوا برصاص الاحتلال خلال السنوات الماضية، ومئات المصابين من الصحفيين وعشرات الأسرى، والاعتداءات متواصلة'.
وأشار إلى أن الزيارة جاءت لتؤكد على العمق الفلسطيني العماني، وليشاهدوا حقيقة ما يدور على الأرض الفلسطينية.
وكان وفد من جمعية الصحفيين العمانيين تجول في كلية مسقط واطلع على مرافقها، وكان في استقباله نائب رئيس الجامعة للشؤون الأكاديمية سمير النجدي، ونائب رئيس الجامعة للشؤون الإدارية مروان درويش، ونائب رئيس الجامعة للشؤون المالية عصام خليل، ومدير فرع رام الله رسلان محمد، وعميد شؤون الطلبة محمد شاهين، ومديرة العلاقات العامة لوسي حشمة، وعدد من مسؤولي الجامعة.