أم الأسير رامي جودت بربخ، لم يخرج رامي لكن كل الأسرى المحررين رامي
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
وصلنا إلى بيت رامي بربخ بعد المغرب مباشرة من مساء اليوم الثلاثاء، استقبلنا أخويه زكي ومحمد ومجموعة من الشباب، سألنا عن الأخت المناضلة والصابرة أم رامي بربخ، فقالوا لنا أنها خرجت قبل ساعة تقريبا متجهة إلى معبر بيت حانون لتكون أول من يستقبل الأسرى ويزغرد لهم كما فعلت في استقبال الدفعة الأولى .
دخلنا البيت ووجدناه قد تم إزالة الجدار الفاصل بين صالون الغرفة وبين الغرفة المجاورة بحيث أصبح المكان متسع لأكثر من خمسين شخص مرة واحدة ، ولاحظ زكي ملاحظتنا، ابتسم وقال تعرفون أصدقاء رامي كثر، والشباب لا يفارقون البيت، لهذا قررنا أن نوسع الببت ونعمل تغييرات فيه .
وقال زكي شقيق رامي، الحجة أمس الاثنين من الصباح كانت في الاعتصام الأسبوعي أمام الصليب الأحمر كما هي متعودة، وعندما عادت للبيت كنا ننتظر الإعلان عن الأسماء، وكان الأمل كبير جدا ويكاد يصل إلى 80% أن يكون لرامي نصيب بينهم، واحتشدت المئات أمام المنزل وأغلقوا الشارع وذلك من بعد المغرب مباشرة في انتظار لحظة الإعلان، والساعة الثامنة من بعد العشاء بعد ان كانت الأغاني الفتحاوية والوطنية تصدح في المكان والهتافات تعلو وتعلو، دب الصمت الرهيب في المكان كله، رامي لم يكن ضمن الـ26 اسم، وصمت المئات وكأن على رؤوسهم الطير، نظرت الى أمي وإذ بها تبكي، وتنادي رامي مش بينهم يا محمد، رامي تأجل خروجه يا زكي، وبعد دقائق بدأ الجميع يستجمع قواه وعادت الهتافات والأغاني تصدح بالمكان وأخذت الوالدة أم رامي بإطلاق الزغاريد ونثر قطع الحلوى على الناس المتجمهرة وقالت: " كلهم أولادنا، كلهم إحنا نعتصم من أجلهم، الفرح في أي بيت فرحنا، ورامي طالع وضياء طالع وكريم يونس طالع، وإحنا لازم نصبر، يا شباب يا أحباب رامي هؤلاء أولادنا جميعاً ونفرح لهم كما
نفرح لفلذات أكبادنا، واليهود بدهم يحرقوا أعصابنا ويدمروا نفسيتنا، لكن حسبنا الله ونعم الوكيل، الفرج قريب، لا تزعلوا يا شباب، لن نفقد الأمل، بعد أسبوع أنا رايحه لرامي، بعد أسبوع موعد زيارته، وبكرا من قبل المغرب راح أروح لاستقبل حازم وكل الشباب وارتدي الثوب المطرز بالعلم الفلسطيني وأوشح بالكوفية الفلسطينية واحمل علم فلسطين وراية فتح، بدنا إياكم كلكم تكونوا بكرا في عرس حازم وفي خيمة حازم ومع أهل حازم ومع كل إخوانه الأسرى المحررين، هؤلاء أولادنا، ولازم نستمر في صبرنا وصمودنا وإرادتنا كبيرة.
وحقيقة ما أن انتهى حازم من الانتهاء من حديثه المؤثر حتى تدخل محمد شقيق رامي ليقول، في الإعلام كتبوا أن رامي أعتقل في 1/10/1994، لكن رامي اعتقل يوم الجمعة الساعة 12 إلا ربع ظهرا في تاريخ8/10/1994 وكان نفس تاريخ ميلاده، وحاول رامي أن يخدع اليهود، لكنهم كان يراقبونهم وكانوا متأكدين أن الذين معهم هو رامي ومن يومها رامي خلف القضبان وتنقل بين المعتقلات وأخضع للعذاب والتحقيق القاسي وزج في الزنازين الانفرادية ومنعت عنه الزيارات للنيل منه ومن معنوياته ومنا، ولكننا كنا كما هو وكما كان دوما يقول الخالد فينا الرئيس الشهيد أبوعمار: " يا جبل ما يهزك ريح" واليوم نقول للجلادين وسلطات الاحتلال وإدارة السجون انه " يا جبل ما يهزك ريح"، كل المحررين في الدفعة الأولى رامي واليوم جميعهم رامي، وكلهم إخواننا وغاليين علينا وسنحتفل بحريتهم كما سنحتفل برامي .