نتان زاخ ..مفكر وشاعر اسرائيلي شجــاع - ماهر حسين
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
نتان زاخ الحاصل على عدة جوائز في اسرائيل يصف نفســـة بالاسرائيلي ولا يقبل بوصفه باليهودي فهو اسرائيلي يساري كما يُحب ان يصف نفســـه . الإسرائيلي اليساري ...نتان زاخ ولد في ألمانيا وهاجر الى دولة (الحليب والعســـل) فلسطين عام 1936 . نتان يبلغ من العمر الان أكثر من ثمانون عـــاما" وهو صاحب أراء مختلفة ساحاول هنــــا ان أضعهـــا امام القارئ الكريم بشكل مختصر وواضح .. فمثلا" يقول زاخ بأن (الاحتلال مصدر الفساد والإفساد والجريمــــة ) ويقول (لو كنت أعلم أن الصهيونية ستنتهي بهذه الدولة التي تعيش على السيف لبقيت في أوروبا )و(لقد هربت من دولة نازية لأجد نفسي في دولة فاشيــة)كما يقول (نحن اليوم كما كانت الإمبراطورية الرومانية في اخر أيامهـــا فهنا يعلمون فقط الكراهية والتحضير لقنابل نووية بدلا" من محاولة التقرب من الجيران الذين سلبناهم أرضهم ) يتحدث زاخ عن واقع المرأه في إسرائيل ويرصد مظاهر التخلف التي بدأت بالظهور هناك من حيث ضرورة فصل المرأه وعزلها عن الرجال وضرورة ارتداؤهـــا لملابس المتدينين ومنعها من المشاركة سياسيا"حيث أنها أقل قدرة من الرجـــال ..يتحدث عن الفساد وعن غياب الثقافه لدى الشباب وعن غياب الروح والقواعد المشتركة التي كانت تجمـــع الاسرائيلين ويتحدث بالطبـــع عن خطر الإنغلاق في التفكير والتطرف . ويناقش الشاعر زاخ بحده مخاطر الفتــاوي الصادرة عن رجال الدين في إسرائيلي والتي تٌشير إحداهــا الى أن الرجل الماشي بين إمرأتين حمــــار . يناقش الكراهية التي جعلت المستوطنين يهاجمـــون شجر الزيتون لأن مالكه عربي !!!!! بالطبع لزاخ مواقف معارضة للاستيطان وهو يؤمن بحـــل الدولتين . ما لفت نظري بتصريحات هذا المفكر والشاعر الإسرائيلي اليساري هو شجاعته بطرح ما يراه ..والأهم بانه طرح ما يؤمن به من خلال صحف إسرائيلية قامت بنشر تصريحاته ...وهذا بالحقيقة ما يٌعتبر من إيجابيات المجتمع الإسرائيلي بحيث أنه ما زال هنـــاك مجالا" للصوت الأخر وللرأي الأخر حتى لو مس بعمق المجتمـــع. بالعودة الى الامراض التي تحدث عنهـــا زاخ فإنني اود أن أشير الى اننا في المجتمع الفلسطيني نعاني من بعض المشاكل وبنفس الطريقة وهذا ما جعلني اكتب المقـــال . عند الحديث عن الفســـاد فإننا نجد انفسنــــا بحاجه الى العمل الجـــاد وبشكل واضح على محاربة الفســـاد فينا وفي المؤسسات وعلىنا بتحويل محاربة الفساد من موقف شخصي الى إتجـــاه ثابت ودائم من خلال مؤسسات معنية بمحاربة الفساد وعندما نتحدث عن الحقوق الشخصية والوطنية فإننا نميل الي ربط الحقوق بالعنف وتحصيلهــا بالقوة معتقدين بأن أفضل أيامنـــا مرتبطة بالعنق والقتال والضرب والذبح ...وهذا خطير وغير صحيح فانا من المؤمنين مثلا" بان علينا ان نعمل لترسيخ قيم التفاهم وامكانية ايجاد الحلول لضمان مستقبل أفضل لأطفالنــا . بالطبع التربية القائمـــة على العنف بالتعامل والتعاطي مع الرأي الاخر والمرأه وأصحاب الديانات المختلفة والمذاهب أصبحت جزء أصيل من ادبيات الأسرة وهي ادبيات قائمة على رفض فكرة الاختلاف وعدم قبول الاخر ..فما المشكلة مع اليهود !!!وأصحاب الديانات كلهـــا أو ما المشكلة باختلاف المذهب !!! أكرر لا مشكلة بيني وبين اليهود ومشكلتي مرتبطة باحتلال أرضي وعدم إستجابة المٌحتل لقرارات الشرعية الدولية التي تؤكد حقنـــا الثابت في إقامة دولتنا على أراضينا المحتلة عام 1967 . حقوق المرأه والتحرش والإستغلال الجنسي عناوين عـــامة أصبحت تمتزج مع القتل على خلفية الشرف والحق بممارسة الحريات وهذه مشاكل نواجهها وإن كنا نتحدث عنها بصوت منخفض ...ففي داخل المجتمع الفلسطيني نجد العائلية والإقليمية والتشدد حاضر بقوة وهي أمراض إجتماعية يجب محاربتها لضمـــان سلامة المجتمع . أما عندما نتطرق لفتاوي رجال الدين ولدورهم التحريضي فنحن نجد انفسنــا امام كارثة في زمن (إرضاع الكبير) كما أن الخلاف السياسي الان يتم تغطيته وتبريره بغلاف ديني على طريقة حمـــاس وللاسف بهدف كسب مؤيدين وهذا المفهوم البائس لإستغلال الدين لم يكن يوما" بمجتمعنــا قبل ان نرى تصرفات حمـــاس ومواقفها العجيبة التي قسمت المجتمع الفلسطيني كما قسمت السلطة والوطن المحتل أصلا". مشاكل متشابهه في مجتمعين احدهمـــا راسخ وقائم منذ عشرات السنين ولكنه محتل والاخر عبارة عن تجمـــع تم تأسيسه من مواطني عدة دول ...مع ذلك التطرف والحقوق والحريات ..مشاكل عامة نعانيها ويعانوهــــا . قد يحسم الموضوع بالنسبة لهم القوة العسكرية فهم أقوى ...ولكن القوة لا تضمـــن البقاء . قد يعتقد البعض بأن السلاح النووي الذي يملكوه حمـــاية لهم ..وأنا أقول بان السلاح النووي كارثة لنا ولهم. وما عليهم بان يفهموه بأن اغتيال الأشجار على خلفية هوية مالكهــا هو الهزيمـــة الحقيقية للمشروع الإستيطاني والصهيوني وعلينا ان نعي هذا كذلك وعلى الإسرائيليين أن يعلموا بان الإستيطان خطر كبير على وجودهم وهويتهم . أخيرا" .. فإن قتل المدنين وتصفية الاطفال لن يكون يوما" شكلا" لمقاومة محـــتل ولن يكون يوما" ضمانة لإحتلال دائم. بالنسبة لنـــا .... هل نتعامل مع مشاكلنـــا الفلسطينية بدقة أم لا !!!هل نمتلك زاخ ليتحدث عن مشاكلنا بوضوح !!الا نلاحظ بان المبرر الحقيقي لبقاء الإنقسام هو أنه فينـــا أصلا" !!! ولكن وبكـــل الأحوال يجب ان يكون واضحا" بان مشاكلنا ليست بسبب الإحتلال وفقط . الان بالنسبة لهــم .. وأتحدث عن الإسرائيلين فإن مشاكلهم لن تخفيها قوة أو سلاح نووي . القوة لن تحميهم ما سيحميهم فقط هو السلام . وإيماننا بحقنا لا يعني بالضرورة الإنتصار ..فهناك إشتراطات اخرى للنصر بالإضافة الى الحق.
haنتان زاخ الحاصل على عدة جوائز في اسرائيل يصف نفســـة بالاسرائيلي ولا يقبل بوصفه باليهودي فهو اسرائيلي يساري كما يُحب ان يصف نفســـه . الإسرائيلي اليساري ...نتان زاخ ولد في ألمانيا وهاجر الى دولة (الحليب والعســـل) فلسطين عام 1936 . نتان يبلغ من العمر الان أكثر من ثمانون عـــاما" وهو صاحب أراء مختلفة ساحاول هنــــا ان أضعهـــا امام القارئ الكريم بشكل مختصر وواضح .. فمثلا" يقول زاخ بأن (الاحتلال مصدر الفساد والإفساد والجريمــــة ) ويقول (لو كنت أعلم أن الصهيونية ستنتهي بهذه الدولة التي تعيش على السيف لبقيت في أوروبا )و(لقد هربت من دولة نازية لأجد نفسي في دولة فاشيــة)كما يقول (نحن اليوم كما كانت الإمبراطورية الرومانية في اخر أيامهـــا فهنا يعلمون فقط الكراهية والتحضير لقنابل نووية بدلا" من محاولة التقرب من الجيران الذين سلبناهم أرضهم ) يتحدث زاخ عن واقع المرأه في إسرائيل ويرصد مظاهر التخلف التي بدأت بالظهور هناك من حيث ضرورة فصل المرأه وعزلها عن الرجال وضرورة ارتداؤهـــا لملابس المتدينين ومنعها من المشاركة سياسيا"حيث أنها أقل قدرة من الرجـــال ..يتحدث عن الفساد وعن غياب الثقافه لدى الشباب وعن غياب الروح والقواعد المشتركة التي كانت تجمـــع الاسرائيلين ويتحدث بالطبـــع عن خطر الإنغلاق في التفكير والتطرف . ويناقش الشاعر زاخ بحده مخاطر الفتــاوي الصادرة عن رجال الدين في إسرائيلي والتي تٌشير إحداهــا الى أن الرجل الماشي بين إمرأتين حمــــار . يناقش الكراهية التي جعلت المستوطنين يهاجمـــون شجر الزيتون لأن مالكه عربي !!!!! بالطبع لزاخ مواقف معارضة للاستيطان وهو يؤمن بحـــل الدولتين . ما لفت نظري بتصريحات هذا المفكر والشاعر الإسرائيلي اليساري هو شجاعته بطرح ما يراه ..والأهم بانه طرح ما يؤمن به من خلال صحف إسرائيلية قامت بنشر تصريحاته ...وهذا بالحقيقة ما يٌعتبر من إيجابيات المجتمع الإسرائيلي بحيث أنه ما زال هنـــاك مجالا" للصوت الأخر وللرأي الأخر حتى لو مس بعمق المجتمـــع. بالعودة الى الامراض التي تحدث عنهـــا زاخ فإنني اود أن أشير الى اننا في المجتمع الفلسطيني نعاني من بعض المشاكل وبنفس الطريقة وهذا ما جعلني اكتب المقـــال . عند الحديث عن الفســـاد فإننا نجد انفسنــــا بحاجه الى العمل الجـــاد وبشكل واضح على محاربة الفســـاد فينا وفي المؤسسات وعلىنا بتحويل محاربة الفساد من موقف شخصي الى إتجـــاه ثابت ودائم من خلال مؤسسات معنية بمحاربة الفساد وعندما نتحدث عن الحقوق الشخصية والوطنية فإننا نميل الي ربط الحقوق بالعنف وتحصيلهــا بالقوة معتقدين بأن أفضل أيامنـــا مرتبطة بالعنق والقتال والضرب والذبح ...وهذا خطير وغير صحيح فانا من المؤمنين مثلا" بان علينا ان نعمل لترسيخ قيم التفاهم وامكانية ايجاد الحلول لضمان مستقبل أفضل لأطفالنــا . بالطبع التربية القائمـــة على العنف بالتعامل والتعاطي مع الرأي الاخر والمرأه وأصحاب الديانات المختلفة والمذاهب أصبحت جزء أصيل من ادبيات الأسرة وهي ادبيات قائمة على رفض فكرة الاختلاف وعدم قبول الاخر ..فما المشكلة مع اليهود !!!وأصحاب الديانات كلهـــا أو ما المشكلة باختلاف المذهب !!! أكرر لا مشكلة بيني وبين اليهود ومشكلتي مرتبطة باحتلال أرضي وعدم إستجابة المٌحتل لقرارات الشرعية الدولية التي تؤكد حقنـــا الثابت في إقامة دولتنا على أراضينا المحتلة عام 1967 . حقوق المرأه والتحرش والإستغلال الجنسي عناوين عـــامة أصبحت تمتزج مع القتل على خلفية الشرف والحق بممارسة الحريات وهذه مشاكل نواجهها وإن كنا نتحدث عنها بصوت منخفض ...ففي داخل المجتمع الفلسطيني نجد العائلية والإقليمية والتشدد حاضر بقوة وهي أمراض إجتماعية يجب محاربتها لضمـــان سلامة المجتمع . أما عندما نتطرق لفتاوي رجال الدين ولدورهم التحريضي فنحن نجد انفسنــا امام كارثة في زمن (إرضاع الكبير) كما أن الخلاف السياسي الان يتم تغطيته وتبريره بغلاف ديني على طريقة حمـــاس وللاسف بهدف كسب مؤيدين وهذا المفهوم البائس لإستغلال الدين لم يكن يوما" بمجتمعنــا قبل ان نرى تصرفات حمـــاس ومواقفها العجيبة التي قسمت المجتمع الفلسطيني كما قسمت السلطة والوطن المحتل أصلا". مشاكل متشابهه في مجتمعين احدهمـــا راسخ وقائم منذ عشرات السنين ولكنه محتل والاخر عبارة عن تجمـــع تم تأسيسه من مواطني عدة دول ...مع ذلك التطرف والحقوق والحريات ..مشاكل عامة نعانيها ويعانوهــــا . قد يحسم الموضوع بالنسبة لهم القوة العسكرية فهم أقوى ...ولكن القوة لا تضمـــن البقاء . قد يعتقد البعض بأن السلاح النووي الذي يملكوه حمـــاية لهم ..وأنا أقول بان السلاح النووي كارثة لنا ولهم. وما عليهم بان يفهموه بأن اغتيال الأشجار على خلفية هوية مالكهــا هو الهزيمـــة الحقيقية للمشروع الإستيطاني والصهيوني وعلينا ان نعي هذا كذلك وعلى الإسرائيليين أن يعلموا بان الإستيطان خطر كبير على وجودهم وهويتهم . أخيرا" .. فإن قتل المدنين وتصفية الاطفال لن يكون يوما" شكلا" لمقاومة محـــتل ولن يكون يوما" ضمانة لإحتلال دائم. بالنسبة لنـــا .... هل نتعامل مع مشاكلنـــا الفلسطينية بدقة أم لا !!!هل نمتلك زاخ ليتحدث عن مشاكلنا بوضوح !!الا نلاحظ بان المبرر الحقيقي لبقاء الإنقسام هو أنه فينـــا أصلا" !!! ولكن وبكـــل الأحوال يجب ان يكون واضحا" بان مشاكلنا ليست بسبب الإحتلال وفقط . الان بالنسبة لهــم .. وأتحدث عن الإسرائيلين فإن مشاكلهم لن تخفيها قوة أو سلاح نووي . القوة لن تحميهم ما سيحميهم فقط هو السلام . وإيماننا بحقنا لا يعني بالضرورة الإنتصار ..فهناك إشتراطات اخرى للنصر بالإضافة الى الحق.