لأسباب "اجتماعية" وعدم التنسيق معها.... حماس تجهض حلم "هبه وهيا وفؤاد" في السفر لأمريكا لتلقي تعليمهم
غزة- العربية نت- قضت كل من الطالبتين هبة سالم وهيا مهنا من قطاع غزة عامين تعدان نفسيهما وتجتهدان في الدراسة على أمل الحصول على منحة "يس" الدراسية التي تقدمها الولايات المتحدة الأمريكية من خلال مؤسسة الامديست، وبعد منافسة حامية خاضتاها مع مئات الطلاب تم اختيارهما مع 6 آخرين من طلاب الثانوية للدراسة عاما في الولايات المتحدة.
غير أن أجواء الفرحة والاستعداد للسفر لم تدم طويلا، بسبب قرار مفاجئ من وزارة التربية والتعليم في الحكومة المقالة يرفض سفرهم لدواعي قالوا إنها ثقافية، واجتماعية بالإضافة إلى رفض المسؤولين فيها لفكرة استضافة الطالبات في بيوت عائلات أمريكية.
ويقول وكيل وزارة التربية والتعليم محمد ابو شقير لـ"العربية.نت": نقصد بالرفض لأسباب ثقافية، العلاقة المتناقضة بين ثقافتنا والثقافة الأمريكية الغربية، كما لا يمكن لنا القبول بأن تقيم بناتنا في بيوت غريبة لا نعلم ماذا يوجد فيها، كما أن مؤسسة "الامديست" لم تنسق معنا وتجاهلوا وجودنا".
بالمقابل يرفض حمدي شقورة، مدير وحدة تطوير الديمقراطية في المركز الفلسطيني لحقوق الانسان هذه المبررات، ويوضح لـ"العربية.نت": "مثل هذه التبريرات صادمة وغير مقبولة من الناحية الاجتماعية والقانونية، وهذا التصرف من قبل الحكومة في غزة يعد انتهاكا فاضحا لحقوق الانسان، فأبسط حق للآباء هو حرية تعليم أولادهم".
من جانب آخر، لم تكن مبررات الوزارة كافية لاقناع أهالي الطلبة الذين حاولوا مرارا وتكرارا اقناع المسؤولين فيها بالعدول عن قرارهم والاستجابة لرغبة أبنائهم في نيل حقهم في الدراسة والتحصيل العلمي، وفي هذا الصدد تقول والدة الطالبة هيا مهنا: "تخيل لو كل منحة مثل هذه ستقابل بالرفض، معنا هذا انه لن يكون هناك اي مؤسسة أجنبية سيسمح لها ان تقدم منحا، ونحن محاصرون ونتلهف لمثل هذه الفرص".
ويجيب وكيل الوزارة: "ليس كل شيء يعرض علينا يجب أن نقبله، فنحن لنا افكارنا ولنا مبادئنا ولايكمن أن نقبل أي شيء يتعارض مع ثقافتنا ومبادئنا".
ويبدو أن أمل هؤلاء الطلبة في خوض غمار تجربة لطالما سعى اليها الكثيرون بدأ يتلاشى، والاحباط بدت ملامحه جلية على وجوههم، وهذا ما ظهر على وجه الطالب فؤاد خوري وهو يتحدث لـ"العربية.نت": "لم تعد لي أي رغبة في الذهاب الى المدرسة مجددا، كنا سنحظى بتجربة علمية وثقافية مفيدة لو سمح لنا بالسفر، أما الآن فلم يعد هناك أمل"، أما الطالبة هيا فتقول: "أنا الآن محبطة جدا، فتلك الفرصة تعبت كثيرا للحصول عليها، وكان من المفترض بالحكومة أن تكون أكثر وعيا وانفتاحا في تعاملها معنا".