الاحتلال يفرج عن الدفعة الثانية من المعتقلين ضمن اتفاق وقف إطلاق النار    "ثوري فتح": نشارك أبناء شعبنا وعائلات الأسرى المفرج عنهم فرحتهم    الاحتلال يواصل عدوانه على جنين ومخيمها: اعتقالات وتجريف محيط مستشفيي جنين الحكومي وابن سينا    الخليل: استشهاد مواطنة من سعير بعد أن أعاق الاحتلال نقلها إلى المستشفى    الاحتلال يطلق الرصاص على شاطئ مدينة غزة ومحور صلاح الدين    الاحتلال يشدد من اجراءاته العسكرية ويعرقل تنقل المواطنين في محافظات الضفة    الرجوب ينفي تصريحات منسوبة إليه حول "مغربية الصحراء"    الاحتلال يوقف عدوانه على غزة: أكثر من 157 ألف شهيد وجريح و11 ألف مفقود ودمار هائل    الأحمد يلتقي ممثل اليابان لدى فلسطين    هيئة الأسرى ونادي الأسير يستعرضان أبرز عمليات تبادل الأسرى مع الاحتلال    الاحتلال يشدد إجراءاته العسكرية على حاجزي تياسير والحمرا في الاغوار وينصب بوابة حديدية على حاجز جبع    حكومة الاحتلال تصادق على اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة    استشهاد مواطن وزوجته وأطفالهم الثلاثة في قصف للاحتلال جنوب قطاع غزة    رئيس وزراء قطر يعلن التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة    "التربية": 12,329 طالبا استُشهدوا و574 مدرسة وجامعة تعرضت للقصف والتخريب والتدمي  

"التربية": 12,329 طالبا استُشهدوا و574 مدرسة وجامعة تعرضت للقصف والتخريب والتدمي

الآن

"شهيدة النرجس" - عطا الله شاهين


 نهضت من فراشها باكية حزينة وأزاحت الستارة الباهتة عن النافذة لترى صباحا جديدا، الشمس تبزغ من خلف الجبل والغيوم تشتتت في السماء الزرقاء. كانت تذرع حجرتها ذهابا وجيئة ..
 تتذكر أباها الذي استشهد قبل عام .. تنظر إلى صورته المعلقة على خلفية سوداء وتتذكر تلك الأعوام الخوالي وهي تجمع معه أزهار النرجس، الدموع تتساقط على خدي طفلة فقيرة بعمر الزهور حرمها الاحتلال من الحنان الأبوي وجعلها يتيمة في زمن أصبحت أيامه سوداء بسبب الخنوع العربي لقوى الشر العالمية.
تدخل إلى حجرتها الرطبة ..
تتقوقع للحظات في إحدى زواياها السوداء والدموع تنهمر من عينيها الخضراوين.
تدخل إلى المطبخ بهدوء فهي لا تريد إيقاظ أمها المنهكة من عذابات الزمن والقهر الأبدي، فتشرب الشاي على عجل وتهم مسرعة لقطف أزهار النرجس لوضعها على قبر أبيها، تصل إلى جبل مليء بزهرات النرجس البرية الفواحة، لكن رائحة المياه العادمة من مستعمرة مجاورة كانت تغطي على روائح النرجس الجبلي الذي يملأ المكان، أرادت الطفلة هذه المرة أن تجمع مئات الزهرات، تقترب من المستعمرة ..
يطلق عليها مستوطن حاقد عدة رصاصات يخترقن جسدها .. تسقط على الوحل، تنظر مبتسمة إلى السماء ترفع في يدها نرجسة وتقول: اهديها لك يا أبي رغما عن الاحتلال، الساعات تمر والطفلة لم تعد، تخرج أمها لتبحث عنها في ساعة الغسق فتجدها مضرجة بدمائها، فتلعن الاحتلال بلهجتها الخاصة وتكتم صوتها وبيدين مرتجفتين تجمع النرجس المتناثر وتحمل طفلتها وتأتي بها وتدفنها بجانب والدها .. تنثر زهرات النرجس الملطخ بالدماء على قبريهما .. تبكي بحرقة وتقول: آه يا ​​طفلتي يا شهيدة النرجس.

ha

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2025