في حقول الألغام: الانفجار على بعد خطوة
الحياة في الاغوار، بعد يوم من اعلان رئيس الوزراء الاسرائيلي "بنيامين نتنياهو " اقامة جدار
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
الحدود الأردنية – الفلسطينية (شمال الأغوار)
جميل ضبابات
أي خطوة إلى الأمام، قد يثور لغم تحت قدميك، هنا على أطراف الأرض المحرمة التي تشكل الحدود الطبيعية بين فلسطين والأرض، وأيضا أي خطوة لتغيير هذا الواقع قد ينفجر لغم مدو يحول المفاوضات الفلسطينية – الإسرائيلية إلى مجرد تاريخ في سلسلة من التواريخ الكثيرة.
وغداة مواجهة جديدة بين الجانبين حول مستقبل الغور الذي يشكل نحو أقل بقليل من ربع مساحة الضفة الغربية، يستمر الترقب حول ما ستؤول إليه المفاوضات التي تجري برعاية أميركية.
ملاصقا إلى سياج شائك ليس بعيدا عن حقول الألغام، يمكن لمحمد فوزي وهو واحد من سكان قرية عين البيضا الحدودية، أن يشرح الأمر ببساطة 'هنا كل شيء يمكن أن ينفجر. الحدود وكل شيء'.
يردد المعنى ذاته سياسيون فلسطينيون.
ومثل ذلك خشية أميركية وأوروبية مستترة.
من على بعد يمكن سماع أصوات أبواق يعتقد للوهلة الأولى أنها سيارات إسعاف، لكن الأمر لا يتعدى في الحقيقة عملية إزعاج متعمدة يصدرها مزارعون يهود لطرد الطيور من حول برك لتربية الأسماك أقيمت في المناطق المحرمة.
وتطرد قوات الاحتلال الإسرائيلي التي تحرس الحدود أي فلسطيني يحاول الاقتراب من المنطقة المحرمة، لكن على الجانب الآخر قد تشهد المنطقة تحولا هو الأكثر خطرا على قيام دولة فلسطينية ذات سيادة.
إنه جدار يحدد الوضع النهائي للمنطقة من جانب واحد.
على امتداد منطقة الغور يمكن مشاهدة جدران كثيرة، أولها ملاصق لمزرعة فوزي، فأطراف مزرعته تقع تماما على بعد أمتار من سياج يحمل تحذيرات بوجود ألغام قد تنفجر تحت أقدام من يجتاز المنطقة.
لكن سياسيين فلسطينيين وناطقين رسميين أشاروا حرفيا إلى أن قرار رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إقامة جدار في منطقة الغور يهدف إلى وضع حد للمفاوضات.
وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، إن تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول إقامة جدار في غور الأردن، ما هي إلا خطوة استباقية لإفشال زيارة وزير الخارجية الأميركية جون كيري للمنطقة .
وثمة إشارات كثيرة تعكس حالة الاحتقان لدى المفاوض الفلسطيني. وتشير إعلانات المناقصات المتتالية لبناء مئات الوحدات الاستيطانية في مناطق الضفة الغربية والقدس إلى أن إسرائيل رفعت من وتيرة البناء الاستيطاني.
وكل ذلك حسب الفلسطينيين سيؤدي إلى خراب المفاوضات ومنع قيام دولة فلسطينية.
هنا على الحدود الشرقية لا يمكن التكهن بما ستقوم به إسرائيل على أرض الواقع، لكن أعمال تغيير في جغرافية المناطق الحدودية لم تتوقف. قبل أشهر قليلة أعلن عن إعطاء المستوطنين نحو 5 آلاف دونم داخل الحدود لاستصلاحها وزراعتها.
من أطراف قرية عين البيضا الزراعية يمكن بشكل واضح رؤية كيف تستغل الكيبوتسات الزراعية المناطق المحرمة في الزراعة. ذاته فوزي ومزارعون آخرون يقولون إن إعمال بناء تجري منذ أشهر طويلة في المنطقة المنخفضة قرب نهر الأردن.
وقال فوزي مشيرا إلى سلسلة هضاب رمادية تحجب مجرى النهر 'يبنون جدرانا. ربما جدران شائكة. ويقول الفلسطينيون إن كل ما يجري في المنطقة يهدف إلى تقويض أساسات الدولة. ويعتبر الغور المنطقة الفارغة نسبيا فراغا يمكن أن تستغله الدولة المستقبلية في بناء اقتصادها. وهو في الوقت نفسه واحد من أعمدة الاقتصاد الاستيطاني القوية.
وقال أبو ردينة إن الاستيطان غير شرعي والجدار سيزول، وإنه من دون دولة فلسطينية وعاصمتها القدس لا سلام ولا استقرار في المنطقة، وإن الإسرائيليين سيتحملون مسؤولية فشل المفاوضات.
في الغور المساحات تضيق على الفلسطينيين لكن الجدران تزداد وترتفع يوما بعد يوم، وهو ما يراه سياسيون فلسطينيون حسما لنتيجة المفاوضات من جانب واحد.
وقال النائب قيس عبد الكريم 'أبو ليلى' القيادي في الجبهة الديمقراطية، إن مخطط حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة بشأن إقامة جدار في غور الأردن، يهدف إلى حسم قضية الأغوار من جانب واحد بعيدا عن طاولة المفاوضات وفرض أمر واقع على الأرض.
وعلى أرض الواقع تسعى إسرائيل إلى فرض واقع جديد في المنطقة.
على الحدود التي تمتد من الحدود الشمالية الشرقية للضفة الغربية وحتى البحر الميت يمكن مشاهدة التغييرات الهائلة: مزارع جديدة تدشن كل يوم..والاستغلال للأرض المحرمة يتوسع بشكل مطرد.
من أطراف مزرعة فوزي يمكن مشاهدة أراض جديدة، قال فلسطينيون: إنها استصلحت مؤخرا وزرعت بالبطيخ والحبوب خلال العام الفائت.
من هناك لا يمكن بالضبط تحديد المكان الذي أمر نتنياهو بالبدء لإعداد المخططات لإنشائه.
وقال أبو ليلى إن حكومة الاحتلال تستغل عامل المراوغة من أجل فرض حلول استباقية ورسم خارطة الدولة الفلسطينية وفقا للمزاج الإسرائيلي.
من هنا من الركن الشمالي الشرقي للضفة الغربية حيث تشترك فلسطين والأردن وإسرائيل في نقطة حدودية واحدة، يمكن النظر إلى خارطة مهشمة لأي دولة فلسطينية يمكن أن تنفجر في أي وقت.
مثل فوزي الذي يقف على بعد عشرات الأمتار من أي حقل ألغام محتمل، يقف الفلسطينيون على بعد خطوة واحد من أي انفجار محتمل للمفاوضات، إذا ما نفذ الإسرائيليون عملية بناء جدار جديد في المنطقة.
haالحدود الأردنية – الفلسطينية (شمال الأغوار)
جميل ضبابات
أي خطوة إلى الأمام، قد يثور لغم تحت قدميك، هنا على أطراف الأرض المحرمة التي تشكل الحدود الطبيعية بين فلسطين والأرض، وأيضا أي خطوة لتغيير هذا الواقع قد ينفجر لغم مدو يحول المفاوضات الفلسطينية – الإسرائيلية إلى مجرد تاريخ في سلسلة من التواريخ الكثيرة.
وغداة مواجهة جديدة بين الجانبين حول مستقبل الغور الذي يشكل نحو أقل بقليل من ربع مساحة الضفة الغربية، يستمر الترقب حول ما ستؤول إليه المفاوضات التي تجري برعاية أميركية.
ملاصقا إلى سياج شائك ليس بعيدا عن حقول الألغام، يمكن لمحمد فوزي وهو واحد من سكان قرية عين البيضا الحدودية، أن يشرح الأمر ببساطة 'هنا كل شيء يمكن أن ينفجر. الحدود وكل شيء'.
يردد المعنى ذاته سياسيون فلسطينيون.
ومثل ذلك خشية أميركية وأوروبية مستترة.
من على بعد يمكن سماع أصوات أبواق يعتقد للوهلة الأولى أنها سيارات إسعاف، لكن الأمر لا يتعدى في الحقيقة عملية إزعاج متعمدة يصدرها مزارعون يهود لطرد الطيور من حول برك لتربية الأسماك أقيمت في المناطق المحرمة.
وتطرد قوات الاحتلال الإسرائيلي التي تحرس الحدود أي فلسطيني يحاول الاقتراب من المنطقة المحرمة، لكن على الجانب الآخر قد تشهد المنطقة تحولا هو الأكثر خطرا على قيام دولة فلسطينية ذات سيادة.
إنه جدار يحدد الوضع النهائي للمنطقة من جانب واحد.
على امتداد منطقة الغور يمكن مشاهدة جدران كثيرة، أولها ملاصق لمزرعة فوزي، فأطراف مزرعته تقع تماما على بعد أمتار من سياج يحمل تحذيرات بوجود ألغام قد تنفجر تحت أقدام من يجتاز المنطقة.
لكن سياسيين فلسطينيين وناطقين رسميين أشاروا حرفيا إلى أن قرار رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إقامة جدار في منطقة الغور يهدف إلى وضع حد للمفاوضات.
وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، إن تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول إقامة جدار في غور الأردن، ما هي إلا خطوة استباقية لإفشال زيارة وزير الخارجية الأميركية جون كيري للمنطقة .
وثمة إشارات كثيرة تعكس حالة الاحتقان لدى المفاوض الفلسطيني. وتشير إعلانات المناقصات المتتالية لبناء مئات الوحدات الاستيطانية في مناطق الضفة الغربية والقدس إلى أن إسرائيل رفعت من وتيرة البناء الاستيطاني.
وكل ذلك حسب الفلسطينيين سيؤدي إلى خراب المفاوضات ومنع قيام دولة فلسطينية.
هنا على الحدود الشرقية لا يمكن التكهن بما ستقوم به إسرائيل على أرض الواقع، لكن أعمال تغيير في جغرافية المناطق الحدودية لم تتوقف. قبل أشهر قليلة أعلن عن إعطاء المستوطنين نحو 5 آلاف دونم داخل الحدود لاستصلاحها وزراعتها.
من أطراف قرية عين البيضا الزراعية يمكن بشكل واضح رؤية كيف تستغل الكيبوتسات الزراعية المناطق المحرمة في الزراعة. ذاته فوزي ومزارعون آخرون يقولون إن إعمال بناء تجري منذ أشهر طويلة في المنطقة المنخفضة قرب نهر الأردن.
وقال فوزي مشيرا إلى سلسلة هضاب رمادية تحجب مجرى النهر 'يبنون جدرانا. ربما جدران شائكة. ويقول الفلسطينيون إن كل ما يجري في المنطقة يهدف إلى تقويض أساسات الدولة. ويعتبر الغور المنطقة الفارغة نسبيا فراغا يمكن أن تستغله الدولة المستقبلية في بناء اقتصادها. وهو في الوقت نفسه واحد من أعمدة الاقتصاد الاستيطاني القوية.
وقال أبو ردينة إن الاستيطان غير شرعي والجدار سيزول، وإنه من دون دولة فلسطينية وعاصمتها القدس لا سلام ولا استقرار في المنطقة، وإن الإسرائيليين سيتحملون مسؤولية فشل المفاوضات.
في الغور المساحات تضيق على الفلسطينيين لكن الجدران تزداد وترتفع يوما بعد يوم، وهو ما يراه سياسيون فلسطينيون حسما لنتيجة المفاوضات من جانب واحد.
وقال النائب قيس عبد الكريم 'أبو ليلى' القيادي في الجبهة الديمقراطية، إن مخطط حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة بشأن إقامة جدار في غور الأردن، يهدف إلى حسم قضية الأغوار من جانب واحد بعيدا عن طاولة المفاوضات وفرض أمر واقع على الأرض.
وعلى أرض الواقع تسعى إسرائيل إلى فرض واقع جديد في المنطقة.
على الحدود التي تمتد من الحدود الشمالية الشرقية للضفة الغربية وحتى البحر الميت يمكن مشاهدة التغييرات الهائلة: مزارع جديدة تدشن كل يوم..والاستغلال للأرض المحرمة يتوسع بشكل مطرد.
من أطراف مزرعة فوزي يمكن مشاهدة أراض جديدة، قال فلسطينيون: إنها استصلحت مؤخرا وزرعت بالبطيخ والحبوب خلال العام الفائت.
من هناك لا يمكن بالضبط تحديد المكان الذي أمر نتنياهو بالبدء لإعداد المخططات لإنشائه.
وقال أبو ليلى إن حكومة الاحتلال تستغل عامل المراوغة من أجل فرض حلول استباقية ورسم خارطة الدولة الفلسطينية وفقا للمزاج الإسرائيلي.
من هنا من الركن الشمالي الشرقي للضفة الغربية حيث تشترك فلسطين والأردن وإسرائيل في نقطة حدودية واحدة، يمكن النظر إلى خارطة مهشمة لأي دولة فلسطينية يمكن أن تنفجر في أي وقت.
مثل فوزي الذي يقف على بعد عشرات الأمتار من أي حقل ألغام محتمل، يقف الفلسطينيون على بعد خطوة واحد من أي انفجار محتمل للمفاوضات، إذا ما نفذ الإسرائيليون عملية بناء جدار جديد في المنطقة.