جامعة بيرزيت تفوز بمشروع لتطوير ألعاب الحاسوب الهادفة
فازت كلية تكنولوجيا المعلومات في جامعة بيرزيت للعام الثاني على التوالي بمشروع جديد ضمن برنامج 'TEMPUS' التابع للاتحاد الأوروبي، وذلك لما فيه من ابتكار وملاءمة لحاجات المجتمع.
فبعد فوزها العام الماضي بمشروع لإنشاء ماجستير في هندسة البرمجيات هو الأول من نوعه في الشرق الأوسط، فازت الكلية مؤخرا بمشروع ريادي يهدف لإنشاء تخصص فرعي في تطوير ألعاب الحاسوب الهادفة 'Serious Games' ضمن تخصص علم الحاسوب في الكلية.
ويشارك في المشروع حسب بيان للجامعة اليوم الإثنين، سبع جامعات، من فلسطين: جامعتا بيرزيت 'حاضنة المشروع' والقدس، ومن تونس جامعتا صفاقس وسوسة، وثلاث جامعات أوروبية متخصصة ومتمرسة في مجال ألعاب الحاسوب الهادفة ولديها مراكز تهتم بهذا الموضوع، وهي: أخن في ألمانيا، وستكهولم في السويد، واتريخ في هولندا. وتبلغ ميزانية هذا المشروع مليون يورو وسيتم العمل به لمدة ثلاث سنوات.
وقال منسق المشروع في الجامعة وأستاذ علم الحاسوب في كلية تكنولوجيا المعلومات يوسف حسونة، إن فكرة المشروع جاءت نتيجة دراسة تقييميه لتطور التكنولوجيا متعددة الوسائط وتوظيفها في التعلم، إضافة إلى ازدياد اهتمام الشركات الكبرى بألعاب الحاسوب، وكذلك حجم الاستثمار الكبير بهذا المجال، لقد تم العمل بمشاركة بعض الزملاء في الكلية لبلورة فكرة المشروع وتقديمه لبرنامج 'TEMPUS'، والتخصص غير موجود في الجامعات الفلسطينية أو العربية، وسيساعد إيجاد هذا التخصص على رفد قطاع تكنولوجيا المعلومات بخريجين لديهم المقدرة والكفاءة على تطوير الألعاب الهادفة، وبذلك يمكن الشركات العاملة في هذا القطاع من المنافسة في سوق ما زال ينمو ويزدهر.
وأضاف: 'تعرف الألعاب الهادفة بأنها مسابقة ذهنية، تلعب مع الحاسوب وفقا لقواعد محددة، يستخدم الترفيه فيها من أجل تدريب موظفي الشركات، لمجالات أخرى مختلفة كالتعليم، والصحة، والسياسة العامة، ولإيصال الأهداف الإستراتيجية من قبل المرسل.
وحول ما سيتضمنه البرنامج، قال: 'سيتم تطوير 8 مساقات، موزعة على ثلاث مجموعات، المجموعة الأولى حول تصميم الألعاب، والمجموعة الثانية حول آلية إنتاج هذه الألعاب، أما المجموعة الأخيرة ستكون خاصة بـ 'تفكير اللعب'، أي كيف تجعل المتلقي ينجذب للعبة، وطرق تصميمها بأسلوب شيق وهادف.'
وسيبدأ العمل في المشروع في الأول من كانون الأول 2013، سيكون له انطلاقة رسمية في تونس بداية العام المقبل، وسيسعى إلى تطوير الكادر التدريسي في كلية تكنولوجيا المعلومات وتزويده بالمهارات اللازمة في مجال الألعاب الهادفة للحاسوب.
ويرى مدير المشروع ورئيس دائرة هندسة أنظمة الحاسوب في كلية تكنولوجيا المعلومات إياد طومار أن المشروع سيحتاج إلى عامين على الأقل من العمل، حيث سيتم إعداد المساقات والمختبرات والأساتذة المختصين بهذا المجال، حيث أن الكادر التدريسي في الكلية مؤهل ولكنه غير متخصص، فسيتم تدريبهم لإنتاج المادة العملية أولاً وتدريسها ثانية، إضافة إلى زيارات عمل علمية إلى الجامعات الأوروبية.
وبخصوص أهمية المشروع لكلية تكنولوجيا المعلومات في الجامعة، قال عميد الكلية د. علي جابر: 'إن هذا المشروع سيساهم في تعزيز التعاون والتواصل ما بين الكلية وخبراء الحاسوب في الجامعات الأوروبية، وسينقل خبراتهم وطرق التدريس التي يتبعونها إلى الكلية وأساتذتها، مما سينعكس مستقبلا على أداء الطلبة ومستواهم الدراسي، وسيعزز مكانة جامعة بيرزيت تكنولوجياً على مستوى العالم.'
وأضاف: 'يمهد هذا البرنامج للمزيد من البرامج الجديدة التي تحتاجها المعرفة العربية وأسواق المنطقة، ويساهم بالاستفادة من الخبرات المتواجدة، وتتطلع كلية تكنولوجيا المعلومات إلى المزيد من الفوز بالمشاريع في العام المقبل، عبر تشجيع التقديم لبرنامج Erasmus+ .'
وتحدث ممثل برنامج 'TEMPUS' في فلسطين نصال جيوسي، عن فخره بالتعاون مع الجامعات الفلسطينية لا سيما جامعة بيرزيت، وقال إن هذا العام تقدم 937 مشروعاً علمياً للمنافسة للحصول على تمويل من 'TEMPUS'، يمثلون 46 دولة في العالم، فاز منها 171 مشروع، فيما فازت الجامعات الفلسطينية المختلفة بـ7 مشاريع تحتضن بيرزيت أحدها 'مشروع الألعاب الهادفة للحاسوب'، وتتشارك كلية الهندسة في الجامعة باثنين آخرين.
وأضاف: 'برنامج TEMPUS' هو برنامج ممول من الإتحاد الأوروبي لدعم أعمال التطوير في التعليم العالي بالدول الشريكة في شرق أوروبا ووسط آسيا ودول غرب البلقان وحوض المتوسط. ويعمل البرنامج على تشجيع التعاون بين المؤسسات، ويركّز على إصلاح وتحديث أنظمة التعليم العالي في الدول الشريكة. ويسهم البرنامج في إنشاء منطقة تعاون في مجال التعليم العالي لدول الإتحاد الأوروبي والدول الشريكة من مناطق الجوار'.