رام الله: تأكيد أهمية مواجهة العنف الأسري في فلسطين
أكد مشاركون في مؤتمر 'الحد من ظاهرة العنف الأسري– إنجازات وتحديات، الحياة بلا عنف أساس للتنمية الاجتماعية' أهمية الجهود المشتركة والتنسيق بين الوزارات الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني، من أجل الحد من ظاهرة العنف التي تتعرض لها النساء والأطفال.
وفي كلمتها، أكدت وزيرة شؤون المرأة ربيحة ذياب خلال المؤتمر الذي يعقد في رام الله على مدار يومين، بتنظيم من مؤسسة برامج الطفولة، على مبدأ الشراكة بين مختلف القطاعات بما فيها الشؤون الاجتماعية، التي تعتمد ضمن خططتها برنامج الحماية للفئات الضعيفة، بالإضافة إلى الدور الذي تقوم به مؤسسات المجتمع المحلي.
وأشارت ذياب إلى صمود المرأة الفلسطينية أمام ما تتعرض له، ودورها في بناء الأسرة والحفاظ على الهوية الفلسطينية التي يحاول الاحتلال طمسها، موضحة أن أساس رقي المجتمعات وتقدمها يقاس بمدى حصول المرأة على حقوقها.
بدوره، قال وزير الشؤون الاجتماعية كمال الشرافي، إن الإحصائيات تشير إلى ارتفاع معدل العنف الأسري في فلسطين في مناطق أكثر من أخرى، مشيرا إلى أن مجال التعاون مع مؤسسات المجتمع المدني والأهلي يتمثل في الحد من هذه الظواهر.
وأوضح أن إسرائيل تمارس إرهاب الدولة المنظم ضد شعبنا، لذلك فإن الواجب الإنساني والأخلاقي يتطلب منا عدم ممارسة العنف الأسرى ضد المرأة والطفل، نظرا للانعكاسات الخطيرة الناتجة عن هذا السلوك، داعيا إلى تنفيذ التوصيات التي ستخرج عن هذا المؤتمر، وعدم تجاهلها كما يحدث في العديد من المؤتمرات.
وقال الشرافي إن لدينا قانونا أساسيا، ونحن ملتزمون بالمواثيق والقوانين الدولية، غير أن الواجب يتطلب تطبيق هذه القوانين على أرض الواقع بما يختص بواقع المرأة، مشدّدا على أهمية إيلاء المؤسسات المقدسية دعما أكبر.
بدوره، تحدث وزير شؤون القدس عدنان الحسيني عن الإجراءات الإسرائيلية غير المسبوقة بحق المدينة المقدسة والمقدسيين، عبر تقطيع أوصالهم الجغرافية، واستيلائهم على الأراضي الفلسطينية، خاصة في الإغوار التي تستفيد منها إسرائيل بملايين الدولارات، بينما تحرم الفلسطيني من الوصول إلى أراضيه.
وقال إنه رغم هذه الإجراءات إلا أن هناك مؤسسات فلسطينية مقدسية فاعلة في مختلف المجالات، وتعمل على التشبيك فيما بينها لمواجهة مختلف التحديات.
وحول المرأة الفلسطينية، أشار الحسيني إلى أن واقع المرأة في فلسطين لا يتشابه مع غيره نظرا للظروف التي تعيشها، فهي أم الشهيد والأسير، داعيا إلى إعطاء المرأة كامل حقوقها تقديرا لهذا الدور.
من جانبه، تحدث رئيس مجلس إدارة مؤسسة برامج الطفولة عوني حبش حول موضوع العنف الأسري حسب نظريات علم الاجتماع، قائلا إنه لا يمكن للعائلة أن تقوم بدورها إلا إذا كانت خالية من مظاهر وسلوكيات سلبية وعلى رأسها العنف.
وأكد أنه من خلال الدراسات تبيّن أن الأشخاص الذين يمارسون العنف كانوا بالأصل معنفين من قبل أسرهم، وبالتالي فإن هذا السلوك ينتقل من جيل إلى آخر إذا لم يتم الحد من انتشاره، داعيا إلى تضافر جهود الجهات الرسمية والشرطة ورجال الدين والإعلام إلى بذل جهود مضاعفة للحد من آثار العنف الأسري.
وتسلط جلسات المؤتمر الضوء على مشكلة العنف ضد المرأة الفلسطينية، وقصور الإعلام في تناول هذه الظاهرة، بالإضافة إلى الصحة النفسية لدى أطفال مخيمات اللجوء والوضع القانوني لمكافحة العنف الأسري.