إطلاق المرحلة السابعة من برنامج 'الغذاء من أجل التعليم' ببيت لحم
أطلقت وزارة التربية والتعليم العالي، بالتعاون مع برنامج الأغذية العالمي، اليوم الأربعاء، المرحلة السابعة من برنامج 'الغذاء من أجل التعليم' للعام الدراسي 2013-2014، في مدرسة الرواعين الأساسية المختلطة في مديرية بيت لحم.
وقال وزير التربية والتعليم العالي علي أبو زهري إن إطلاق المرحلة السابعة من البرنامج في قرية الرواعين يأتي تأكيدا على رفض كل ما تتعرض له هذه المنطقة من سياسات الإقصاء والظلم، وسرقة الأرض والمياه من قبل الاحتلال الإسرائيلي، وكذلك التأكيد على حق الطلبة في التعليم والصحة، الأمر الذي يتطلب تضافر كافة الجهود من أجل ضمان هذا الحق وتوفير بيئة صحية وآمنة للطلبة.
وأضاف أن الدراسات التغذوية المحلية بينت أن حوالي 35% من الطلبة يذهبون إلى مدارسهم دون تناول وجبة الإفطار، ما يشير إلى أن أكثر من 400 ألف طالب يعانون من الجوع بمعدل 14 ساعة، تبدأ من الساعة الثامنة مساء حتى العاشرة صباحا، موعد أول استراحة في المدرسة، وأن معدل استهلاك الفرد الفلسطيني من الحليب سنويا يبلغ 61 لترا، في حين أن الكميات الموصى بها من قبل منظمة الصحة العالمية تقدر بـ200 لتر للفرد سنويا.
وأشار إلى أن نسبة فقر الدم في فلسطين وصلت إلى 30% بين طلبة المدارس، و57% بين الأطفال دون عمر الخامسة، إضافة إلى أن 6.5% من الطلبة يعانون من السمنة، و18.5% يعانون من زيادة وزن، و7.28% من قصر قامة، موضحا أن هذه النتائج تشير إلى واقع صحي صعب للغاية وتنعكس بدورها على واقع التعليم وتتطلب ضرورة العمل الجاد من أجل النهوض بصحة الطلبة وتحسين نوعية التعليم والتعلم.
وبين أبو زهري اهتمام الوزارة وحرصها على ديمومة هذا البرنامج الرائد، الذي استطاع أن يصل إلى ما يزيد عن 155 ألف طالب في شطري الوطن، حيث بلغ ما تم توزيعه من وجبات خلال السنوات الستة الماضية حوالي 96 مليون وجبة بسكويت مدعمة وحوالي 64 مليون عبوة حليب مدعم بالفيتامينات والمعادن.
وأوضح أن البرنامج أسهم في تحسين مشاركة الطلبة وزيادة تركيزهم وتدني نسبة التأخر الصباحي والغياب، وكسب رضا ذوي الطلبة عن النشاطات التي يضمنها، إضافة إلى دوره في دعم الاقتصاد الوطني حيث يتم تصنيع الحليب والبسكويت المدعمين محليا في مصانع فلسطينية.
وقال إن العام الحالي سيتضمن استهداف 140 ألف طالب في 404 مدارس بما يشمل توزيع 5 ملايين عبوة حليب و11 مليون حبة بسكويت مدعم، كما سيشمل البرنامج تنفيذ أنشطة لا صفية؛ تهدف إلى تعزيز السلوك التغذوي في مجال التغذية السليمة والإفطار الصباحي وعادة ممارسة الرياضة بما يسهم في إكساب الطلبة العادات والسلوكات التغذوية الصحية.
ودعا كافة المؤسسات المانحة والداعمة والشريكة بضرورة تمويل هذا البرنامج الحيوي خاصة في ظل العجز الذي تعانيه ميزانيته لهذا العام، معربا عن شكره لبرنامج الغذاء العالمي وللعاملين في مكتب البرنامج في فلسطين لما يقدمونه من جهود لدعم هذا البرنامج الحيوي، كذلك التقدير لطواقم الصحة المدرسية في الوزارة لما يقومون به من عمل مميز لتحسين صحة الطلبة والمعلمين.
من جهته، أكد محافظ بيت لحم عبد الفتاح حمايل تركيز القيادة على النهوض بواقع المناطق المهمشة والاهتمام بها من كافة الجوانب وتلبية احتياجات سكانها.
وأوضح أن منطقة الرواعين تعد أحد الحصون الأساسية التي تتصدى للهجمة الاستيطانية المتواصلة من جانب الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدا أن أهمية المنطقة تتجسد برسالتها التي يقع على عاتق الأطراف كافة العمل على تعزيز صمود أهلها وتعزيز ثباتهم.
بدوره، أعرب مدير برنامج الأغذية العالمي في فلسطين بابلو ريكاردي عن سروره للاحتفال بإطلاق المرحلة السابعة من برنامج 'الغذاء من أجل التعليم' الذي كرس الشراكة الفاعلة مع الوزارة، لافتا إلى دور البرنامج في تعزيز السلوكات الصحية السليمة ورفد الطلبة بالمهارات والمعارف التي أسهمت في غرس بذور الانتماء والثقة بأنفسهم.
وأشار إلى اهتمام البرنامج بنسج علاقات وثيقة من خلال العمل مع مؤسسات ومنظمات دولية من أجل الحد من الفقر، مشيرا إلى أن 1.6 مليون فلسطيني يفتقرون للأمن الغذائي.
ودعا إلى ضرورة المساهمة في استمرارية البرنامج ومواجهة كافة التحديات التي تواجهه، سيما وأن ما يقارب 140 ألف طالب يستفيدون من هذا البرنامج المميز.
وفي سياق متصل، تفقد الوزير والوفد المرافق له، مدرستي الرشايدة الثانوية المختلطة وكيسان الأساسية؛ بهدف الاطلاع على واقع التحديات والمشكلات التي تجابه التعليم فيهما، إضافة إلى التعرف على قصص النجاح في هاتين المدرستين.