ماذا قال سفيرنا في البحرين في الذكرى الخامسة والعشرين لإعلان استقلال بلاده؟
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
حوار: بثينة خليفة قاسم
تشكل القضية الفلسطينية هاجس كل مواطن عربي تشرئب عنقه لسماء الحرية، وتتعطش روحه للكرامة الإنسانية، وتحتفل دولة فلسطين هذه الأيام بالذكرى الخامسة والعشرون لإعلان “ الإستقلال الفلسطيني”، وبهذه المناسبة، إستطاعت صحيفة البلاد أن تحظى بلقاء صحفي موسع مع السفير الفلسطيني بمملكة البحرين السيد طه عبدالقادر، الذي فتح قلبه لنا قبل مكتبه، حيث أكد على الدور الكبير الذي يلعبه الأشقاء العرب نحو تعزيز العمق العربي للقضية الفلسطينية، من خلال تنسيق القيادة الفلسطينية مع الأشقاء العرب عن طريق لجنة المتابعه العربية المنبثقة عن جامعة الدول العربية، مشيداً بالكلمة التاريخية لجلالة الملك التي افتتح بها دورة الانعقاد الرابع للفصل التشريعي الثالث للمجلس الوطني، لإعادته توجيه البوصلة بإتجاه فلسطين كقضية لا يجب أن تـُنسى من ذاكرة الشعوب، وأن تبقى القضية الفلسطينية القضية المركزية للأمة العربية والإسلامية.
ماذا يشكل اليوم الوطني الفلسطيني في ذاكرة الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج؟
- في الذكرى الخامسة والعشرين لإعلان “الاستقلال الفلسطيني” والتي أعلنها المجلس الوطني الفلسطيني في دورته التاسعة عشرة غير العادية ( دورة الانتفاضة )، في الجزائر 12 – 15 نوفمبر 1988م، يعود أبناء الشعب العربي الفلسطيني بذاكرتهم الجمعية إلى الوراء، متذكرين تضحيات أجدادهم وآبائهم المستمرة منذ مطلع القرن الماضي، فقد وقف شعبنا البطل في وجه “ وعد بلفور “ الصادر عن وزير خارجية بريطانيا عام 1917م، وهو وعد من لا يملك لمن لا يستحق، والذاكرة تقودنا للأول من يناير عام 1965م، عام انطلاق الثورة الفلسطينية المعاصرة بقيادة حركة التحرير الوطني الفلسطيني “ فتح “، والتي انتهجت الكفاح المسلح كوسيلة لتحرير الأرض المحتلة، وانخرطت الحركة في منظمة التحرير الفلسطينية التي أنشأتها جامعة الدول العربية عام 1964م، واستطاعت حركة “فتح” قيادة المنظمة منذ عام 1969م برئاسة الرئيس “ياسر عرفات” وهي تقود النضال الفلسطيني منذ ذلك التاريخ وإلى يومنا هذا.
وفي هذا اليوم الأغر الذي أعلنه الرئيس الخالد ياسر عرفات مع كافة قيادات العمل الوطني، نوجه التحية والتقدير للجزائر بلد المليون ونصف المليون شهيد على استضافتها لدورة المجلس الوطني التاسعة عشرة نوفمبر 1988م، وعلى جهودها الكبيرة آنذاك لرأب الصدع الفلسطيني وإعلان الاستقلال من أراضيها، وهذا ليس بغريب على القيادة والشعب الجزائري الذي يعلن دائماً أنه مع فلسطين ظالمة أو مظلومة.
كيف يمكن استثمار فلسطينيي الخارج في صناعة القرار السياسي الفلسطيني، والتعامل معهم كطرف فاعل في الساحة الفلسطينية؟
الفلسطينيون في الخارج هم جزء لا يتجزأ من الكل الفلسطيني، وهم كانوا وما زالوا رافعة مهمة للنضال الفلسطيني، وقد تحملوا الكثير وقدموا التضحيات الجسام من أجل وطنهم وقضيتهم، وهم في أماكن تواجدهم القسرية قدموا الشهداء والأسرى والجرحى، ودافعوا بالغالي والنفيس عن ثورتهم وقضيتهم وشعبهم وصبروا على الظلم والقهر ونقلوا الراية بينهم من جيل إلى جيل وجغرافيا إلى أخرى، وهم ممثلون في كل أطر منظمة التحرير الفلسطينية كالمجلس الوطني الفلسطيني واللجنة التنفيذية والمجلس المركزي والصندوق القومي.
وفي إعلان الاستقلال فقرة هامة تنص على “ أن دولة فلسطين هي للفلسطينيين أينما كانوا، فيها يطورون هويتهم الوطنية والثقافية ويستمتعون بالمساواة الكاملة في الحقوق، وتصان فيها معتقداتهم الدينية والسياسية وكرامتهم الإنسانية، في ظل نظام ديمقراطي برلماني يقوم على أساس حرية الرأي وحرية تكوين الأحزاب ورعاية الأغلبية حقوق الأقلية، وينص على العدل والمساواة وعدم التمييز في في الحقوق العامة على أساس اللون أو العرق أو الجنس أو الدين”.
هل أثرت الثورات العربية على القضية الفلسطينية؟ وكيف؟
- القيادة الفلسطينية تحترم إرادة الشعوب العربية في رسم مستقبلها، وهذا الحراك الذي تشهده بعض الدول العربية وإطالة أمده يخدم أجندات إقليمية ودولية تتربص بنا ولا تريد لنا الخير، وكان على حساب القضية الفلسطينية المستهدفة أصلاً، وقضيتنا أصبحت إعلامياً تتراجع بإستمرار، وأحيانا لا ذكر لقضيتنا، نتيجة هذا الإنكفاء لكل دولة عربية لداخلها وتكريس الأولوية له.
ونحن نؤمن أن عمقنا عربي بامتياز، وقيادتنا تنسق تحركاتها مع الأشقاء القادة العرب عن طريق لجنة المتابعة العربية المنبثقة عن جامعة الدول العربية، وفي هذا المجال نسجل لجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين كل التحية والتقدير والاحترام لإعادته توجيه البوصلة باتجاه فلسطين في كلمته التاريخية في دورة الانعقاد الرابع من الفصل التشريعي الثالث لمجلسي الشورى والنواب بتاريخ 23 أكتوبر 2013م والتي أكد بها على مركزية القضية الفلسطينية وضرورة أن يعمل المجتمع الدولي على حل القضية الفلسطينية حلاً عادلاً وشاملاً بإقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران – يوليو عام 1967م بالقدس الشرقية عاصمة لها وعودة اللاجئين، وأن تبقى القضية الفلسطينية القضية المركزية للأمة العربية والإسلامية.
ونتمنى في يوم إعلان الاستقلال الفلسطيني لجمهورية مصر العربية أن تعود لوضعها الطبيعي كقلب العروبة النابض والسند الإستراتيجي للأمة العربية وقضاياها المصيرية، وبالأخص الدور الكبير الذي تلعبه القيادة المصرية، فهي قادرٌ على إعادة مصر لموقعها ودورها الطبيعي العربي والإسلامي والدولي. فمصر هي ثقل الأمة العربية وقدمت الكثير لقضيتنا الفلسطينية ولقضايا الأمة العربية والإسلامية.
وتسعى قيادتنا للمساعدة على وقف شلال الدم السوري من خلال المبادرة الفلسطينية “مبادرة جنيف2” التي وافقت عليها معظم الدول المعنية بالملف السوري، وعودة الإستقرار في مصر وسوريا بالتكامل مع الثقل الذي تمثله المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين جلالة الملك عبدالله بن عبدالعزيز، سيكرس بدوره الحق العربي في الدفاع عن ثروات الأمه وسيادتها وإستقلالها، ويشكل داعماً رئيسياً وأساسياً للقضية الفلسطينية.
ما مدى انعكاسات صعود التيارات الإسلامية في العالم العربي على الوضع الداخلي الفلسطيني؟
- أبناء التيارات الإسلامية هم جزء أصيل من النسيج الاجتماعي الوطني لكل قطر عربي، ومفترض من كافة الأحزاب الوطنية والقومية والإسلامية أن تلتحم لتحقيق أهدافها في حماية التراب الوطني لكل بلد عربي والمحافظة على ثروات الأوطان والنسيج الاجتماعي العربي.
أوطاننا بحاجة لتغليب المصلحة العامة على الحزبية الضيقة، ففي هذا العصر تقاس الأمم بقوتها الاقتصادية وحضورها السياسي وبما لديها في كل المجالات من مقدرات تدعمها سياسياً في المحافل الإقليمية والدولية، وفلسطين بحاجة إلى وحدة الأقطار العربية والأمة العربية، للدفاع عن الأطماع الخارجية التي تحيط بالعالم العربي، وخاصة في هذه المرحلة الدقيقة.
شهد عام 2012م تحولات كبرى على كافة الأصعدة في مسار النضال الوطني الفلسطيني، كان أبرزها حصول فلسطين على صفة “دولة مراقب” بالأمم المتحدة بعد أكثر من 60 عامآ من احتلالها، ما هي أبرز الإنجازات الإستراتيجية التي تحققت لفلسطين جراء ذلك؟
- نعم، تعتمد السياسة الفلسطينية الدبلوماسية على تراكم الانتصارات الصغيرة والكبيرة على طريق تحقيق الهدف الرئيسي في إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران – يونيو عام 1967م وعاصمتها القدس الشرقية، وعودة اللاجئين لديارهم التي أخرجوا منها بدون حق حسب القرار الأممي رقم 194، وهذا الإنجاز الكبير الذي تحقق بحصول فلسطين على صفة “ دولة مراقب “ بالأمم المتحدة، يخول فلسطين من التقدم بالطلب للحصول على عضوية الهيئات الدولية كافة، وهذا ما يقض مضاجع عدونا الإسرائيلي، فالقيادة الفلسطينية عاقدة العزم على التقدم بطلبات الإنضمام لكل الهيئات الدولية التابعة للأمم المتحدة خاصة محكمة الجنايات الدولية، التي نستطيع من خلالها رفع دعاوى على دولة الإحتلال وكل مجرمي الحرب الصهاينة على ما ارتكبوه من جرائم بحق أرضنا وشعبنا.
وفلسطين أصبحت عضواً في العديد من الهيئات الدولية وأهمها “ اليونسكو “ وهي منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة، وانضمت فلسطين للمنظمة رسمياً في 31 أكتوبر 2011م، وتستطيع فلسطين إدراج المواقع الأثرية الفلسطينية في قائمة التراث العالمي ولفلسطين الحق في طلب الحماية الدولية لهذه المواقع، ومن هذه المواقع، الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل و قبر راحيل زوجة نبينا يعقوب ووالدة سيدنا يوسف في مدخل مدينة بيت لحم وقبر سيدنا يوسف في مدينة نابلس .
والمكسب الأهم اعتراف أغلبية دول العالم 138 دولة بالدولة الفلسطينية وحدودها المنصوص عليها في قرارات الأمم المتحدة، ودعم هذه الدول لإقامة الدولة فعلياً على حدود الرابع من حزيران – يونيو عام 1967م .
ما أبرز التحديات التي تواجه مشروع المصالحة الفلسطينية اليوم، برأيكم ؟
المصالحة مطلب شعبي فلسطيني وهي مطلب كل الفصائل الفلسطينية، وتم توقيع أكثر من اتفاق بين حركتي “ فتح “ و “ حماس “، كان أخرها في القاهرة والدوحة، وتم الاتفاق على تشكيل حكومة كفاءات وطنية يرأسها الرئيس محمود عباس “أبومازن” وهذا بطلب من رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” الأخ خالد مشعل الذي اصر أن يترأس الحكومة الرئيس “أبومازن” لفترة مؤقتة .
وتكون مهمة الحكومة الأساسي التحضير للانتخابات الرئاسية والتشريعية والمجلس الوطني الفلسطيني في فترة ستة شهور، ولكن ما زلنا ننتظر الأخوة في حركة “حماس” التطبيق الأمين للاتفاقيات التي وقعت برعاية الأخوة العرب في مصر والدوحة، والمصلحة الفلسطينية تقتضي عدم التدخل بالشؤون العربية الداخلية وخاصة في هذه المرحلة الدقيقة والحساسة لبعض الدول العربية الشقيقة.
ما مدى خطورة فشل مشروع المصالحة بين الفصائل الفلسطينية على مسار القضية الفلسطينية ؟
الحكومة الإسرائيلية اليمينية الحالية تلعب على وتر الانقسام الفلسطيني، فتارة يدعون أن لا شريك فلسطيني لنتفاوض معه وتارة يدعون أن الدولة الفلسطينية يجب أن تقوم في غزة التي انسحبنا منها، ولا يخفي على أحد أن الحكومة الإسرائيلية تسعى وتشجع وتعمل على إدامة الانقسام الفلسطيني لصالحها.
ونحن نواجه هذا الانقسام الجغرافي لأول مرة في تاريخنا الفلسطيني، وفشل المصالحة سيقود إلى انتعاش الحلول الإقليمية، كمشروع توطين الفلسطينيين وإقامة دولتهم في غزة وجزء من سيناء المصرية، ومشروع توطين الفلسطينيين في أماكن تواجدهم، هذه المشاريع التي يرفضها شعبنا وكان شعبنا البطل قد سجل موقفة في رفض مشروع سيناء عام 1956م ودفع ثمنه الشهداء والجرحى.
وسنفشل أي مشروع يسعى لضم أجزاء من سيناء المصرية لقطاع غزة لإقامة الكيان الفلسطيني المزعوم مع إضافة بعض من كانتونات الضفة الغربية لهذا الكيان والتنازل عن الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، والتنازل عن حق العودة للاجئين والقدس كعاصمة للدولة الفلسطينية.
وكما قال السيد الرئيس لن نتنازل عن أي متر واحد من أراضي الدولة الفلسطينية، ولا نريد زيادة متر واحد لمساحة دولتنا على حساب أراضي أي دولة عربية.
هل تتفقون مع القول السائد بأن إسرائيل هي أكبر المستفيدين من ثورات “الربيع العربي”؟
- إسرائيل تستفيد من الانقسام العربي والانقسام الذي تشهده بعض الدول العربية والساحة الفلسطينية، والحراك المستعر في بعض الدول العربية وبالأخص دول الطوق يضعف دولنا وممكن أن ينتج عنه تقسيماً لدولنا العربية، وتدمير جيوشها، فالجيوش العربية مستهدفة ومطلوب إنهائها، وربما لا قدر الله إن استمرت هذه الصراعات طويلاً سنجد أنفسنا وصلنا للا دولة واللا شعب واللا وطن!
من الواضح أن الإدارة الأميركية في عهد باراك أوباما لم ترغب كثيرآ في لعب دور مباشر في عملية التسوية الفلسطينية – الإسرائيلية، لما قد يؤثر سلباً على علاقتها مع الكيان الصهيوني، ما هو تقييمكم للمسارات المحتملة للسياسة الأميركية تجاه القضية الفلسطينية مستقبلاً ؟
- هناك مفاوضات جارية الآن بيننا وبين الإسرائيليين برعاية أميركية، وبلا شك جهود أميركية حثيثة ونشاط دبلوماسي نشط لرئيس الدبلوماسية الأميركية جون كيري، وعقدنا للآن نحو 16 جلسة مباحثات مع الجانب الإسرائيلي.
المفاوضات حدد لها سقف زمني 9 شهور وستنتهي في 30 إبريل عام 2014م، وإن لم تفضي لنتيجة فإن القيادة الفلسطينية لديها خيارات كثيرة ومنها الذهاب للأمم المتحدة وطلب الانضمام لجميع هيئاتها الدولية بما فيها محكمة الجنايات الدولية، ولنا كشعب يرزح تحت نير الاحتلال مقاومة الاحتلال وسنقاوم من داخل أرضنا المحتلة بالمقاومة الشعبية الشاملة وعلى كل الأراضي الفلسطينية، وسنعريه في كل المحافل الدولية.
والمطلوب من الولايات المتحدة الأميركية التي تؤكد أنها راعية للعالم الحر وساعية لنشر قيم الديمقراطية والعدالة في جميع أرجاء المعمورة، أن لا يكتفي دورها على رعاية اللقاءات الفلسطينية – الإسرائيلية وتسهيل هذه اللقاءات، فالولايات المتحدة عليها فرض الحل العادل بالاستناد لقرارات الشرعية الدولية.
والإدارة الأميركية والرئيس أوباما يسعوا لإحلال السلام في المنطقة.
هذا السلام لا يمكن أن يتحقق في المنطقة بدون إقامة دولة فلسطينية مستقلة ومتواصلة كاملة السيادة، وعاصمتها القدس الشرقية، وهذا يتطلب من الجانب الأميركي أن يكون حكماً عادلاً ذو إرادة قوية للضغط على إسرائيل للإلتزام بتنفيذ قرارات الشرعية الدولية.
ما طبيعة الدور الذي يلعبه الإتحاد الأوروبي اليوم في مسار التسوية السلمية للقضية الفلسطينية؟
- السياسة الأوروبية تجاه القضية الفلسطينية ثابتة ومنسجمة مع القانون الدولي وتعتبر القدس الشرقية جزءاً لا يتجزأ من الأراضي العربية المحتلة عام 1967م، وتعتبر سياسة الاستيطان التي تنتهجها إسرائيل غير شرعية وتتعارض مع جهود عملية السلام في المنطقة . وهم ملتزمون بإحلال السلام في المنطقة العربية إستناداً لقرارات الشرعية الدولية، ويعترف الإتحاد الأوروبي بحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على أراضيه ضمن حدود عام 1967م .
وخطى الإتحاد الأوروبي خطوة كبيرة مؤخراً بوقفه التعاون بكل أشكاله مع منتجات المستوطنات الإسرائيلية المقامة على الأراضي التي احتلت عام 1967م، وستدمغ دول أوروبا كل بضائع المستوطنات بدمغة تميزها عن باقي البضائع كي يميزها المستهلك الأوروبي ليتجنبها إن أراد، وذلك بداية من شهر يناير عام 2014م.
الكلمة التي وجهتموها لجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة بمناسبة افتتاح دور الانعقاد الرابع من الفصل التشريعي الثالث للمجلس الوطني، كان لها بالغ الأثر في الشارع البحريني، فإلى أي مدى تصنفون حجم التناغم بين الموقف الرسمي والشعبي في مملكة البحرين تجاه القضية الفلسطينية؟
- ليس غريباً على جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين مواقفة المبدئية الداعمة للحق الفلسطيني، فجلالته يقف دائماً وفي كل المحافل مدافعاً عن حق شعبنا في إقامة دولته المستقلة فوق أراضيه بحدود حزيران – يونيو عام 1967م وبالقدس الشرقية عاصمة للدولة .
وشعبياً تحظى قضيتنا بإجماع الشعب البحريني المحب لفلسطين والداعم لشعبها، وسطرت الوفود البحرينية الشعبية ملاحم الوفاء والدعم والتأييد لشعبنا في فلسطين، ونوجه التحية للمؤسسة الخيرية الملكية برئاسة الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة على جهوده المخلصة لدعم أهلنا في الضفة الغربية وقطاع غزة وخاصة في القدس المحتلة، وزيارات وفد الجمعية برئاسة أمين عام المؤسسة مصطفى السيد، لها الأثر الكبير بقلوب أبناء شعبنا، والمؤسسة وقعت اتفاقية تعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لتمويل مشروع إنشاء وتشغيل مكتبة مملكة البحرين العامة في القدس الشريف، ونثمن عالياً جهود وزيرة الثقافة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة لجهودها الكبيرة في إقامة مركز البحرين الثقافي في القدس والذي جارٍ الترتيب له بشكل حثيث، من خلال تبنيها مشروع شراء بيت تاريخي في القدس و تحويله إلى مركز ثقافي بحريني في القدس. وكذلك لاستضافة النشاطات الثقافية والفنية الفلسطينية المقامة على أرض مملكة البحرين، وهذا ليس غريباً على شعب البحرين وقيادته السياسية الحكيمة ممثلة بجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليقة، وسمو رئيس الوزراء الموقر، سمو الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، وسمو ولي العهد الأمين، الأمير سلمان بن حمد آل خليفة.
مـــــاذا تقولـــــون عن الأســـــــــرى الفلسطينيين ومعاناتهم؟
- تعلن الحكومة الإسرائيلية عن إقرار إنشاء مستوطنات جديدة وبناء وحدات استيطانية جديدة بالتزامن مع إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين، ويأتي هذا لخلط الأوراق وتخريب عملية السلام وقتل لحظة الفرح الفلسطيني، وإضعاف وتقزيم حجم الإنجاز السياسي الذي تحققه القيادة الفلسطينية من وراء هذه العملية.
قيادتنا الفلسطينية لن توقع أي اتفاق نهائي مع إسرائيل قبل إطلاق سراح جميع الأسرى، والذين يبلغ عددهم في سجون الاحتلال حوالي 5000 أسير.
هؤلاء الأسرى المفرج عنهم هم من الأسرى المعتقلين قبل اتفاق أوسلو عام 1993م حرر منهم 52 أسيراً على دفعتين وباقٍ منهم 52 سيفرج عنهم لاحقاً على دفعتين، وهؤلاء كان من المفروض أن يطلق سراحهم بعد توقيع اتفاق أوسلو مباشرة، وتأخر الإفراج عنهم لتعنت الحكومات الإسرائيلية وتسويفها، وشعبنا يعلم مدى مكر ودهاء وانتهازية السياسات الإسرائيلية المخالفة لكل القوانين الدولية، وشعبنا كذلك قادر على التمييز بين الحقيقة والتضليل.
مرت منذ أيام الذكرى التاسعة لاستشهاد الرئيس ياسر عرفات، ما جديد الذكرى؟
- الرئيس الشهيد ياسر عرفات هو قائد الشعب العربي الفلسطيني ورمز تاريخه المعاصر، وكما قال الشاعر الكوني محمود درويش، “كان ياسر عرفات الفصل الأطول من حياتنا”، فهو مفجر الثورة الفلسطينية المعاصرة وباعث الهوية الوطنية الفلسطينية، وهو صانع الكينونة الأولى للشعب العربي الفلسطيني على تراب وطنه والمتمثلة بالسلطة الوطنية الفلسطينية.
وتأتي الذكرى هذا العام، وقد أصبحت الحقيقة جلية بأن إسرائيل كانت وراء اغتياله بالسم وبمادة البولونيوم المشع والسام، رحمه الله وعزائنا أن من استلم بعده الأمانة، الأمين المؤتمن الثابت على الثوابت، الرئيس محمود عباس، السائر على درب الشهيد أبو عمار، ولن نحيد عن أهدافه أو نقضي دون تحقيقها، وسوف تقوم الجهات الفلسطينية المختصة بمقاضاة مرتكبي الجريمة النكراء بحق الزعيم الراحل رحمه الله.
يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني هذا العام 2013م، هل من جديد؟
- سنحتفل كما كل عام مع الأمم المتحدة وأهلنا في البحرين وسفراء الدول العربية والأجنبية في مملكة البحرين وأبناء الجاليات الفلسطينية والعربية والإسلامية والأجنبية باليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني الذي يصادف 29 نوفمبر من كل عام، وهذه المناسبة يتم إحيائها سنوياً من قبل الأمم المتحدة في معظم دول العالم، وفي البحرين يتم تنسيق هذا الاحتفال مع السيد نجيب فريجي مدير مركز الأمم المتحدة للإعلام لبلدان الخليج العربي، ولا ننسى مصادفة نفس اليوم بالذكرى الأولى لحصول فلسطين على صفة “دولة مراقب” بالأمم المتحدة، كما يصادف هذا الشهر الذكرى الخامسة والعشرون لإعلان قيام دولة فلسطين في 15/ نوفمبر من كل عام، وكذلك الذكرى التاسعة لاستشهاد الزعيم الخالد ياسر عرفات “أبو عمار” في 11/ نوفمبر، وستقيم السفارة فعالية كبيرة بذكرى إعلان الاستقلال الذي يعتبر فلسطينيا “اليوم الوطني”، وكذلك إحياءً للذكرى التاسعة لاستشهاد شمس شهداء فلسطين وجد نضالنا الأكبر الزعيم “أبوعمار” رحمه الله.
عن صحيفة البلاد