وجهان لحركة حماس في غزة
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
ا.ف.ب - تظهر حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة وجهين : ففي المكتب الاعلامي التابع للحكومة، تتناول متحدثة شابة مصير السكان بانجليزية متقنة، في حين يقف قادة ملتحون خارج المكتب لاعطاء تعليماتهم لعناصر قوات الامن التابعة للحركة ومقاتلين ملثمين.
وتؤكد اسراء المدلل (23 عاما) التي ترتدي حجابا ملونا وهي مبتسمة انه ما زال أمامها الكثير لتتعلمه في وظيفتها الجديدة كمتحدثة باسم حكومة حماس لوسائل الاعلام الغربية والتي تشغلها منذ اوائل الشهر الجاري.
وتتحدث المدلل الانجليزية بلكنة بريطانية تعلمتها عندما عاشت لبضع سنوات في مدينة برادفورد شمال انجلترا بينما كان والدها استاذ العلوم السياسية وليد المدلل المعروف بقربه من حماس ينهي الدكتوراه.
وتقول مقدمة البرامج التلفزيونية السابقة والتي "تفتخر بأنها مطلقة"، لوكالة فرانس برس "انهم يريدون مني ان اعطيهم موقف الحكومة، ولكنني في الحقيقة لا أعلم (...) اسأل الناس في الحكومة: ما موقفكم حول هذا او ذاك. لانني لا انتمي لحركة حماس".
وتعرض المدلل لناشطة في مجال شبكات التواصل الاجتماعي المطالب الفلسطينية التقليدية، من خلف مكتبها الذي يحتوي على كتب بالعربية بالاضافة الى نسخة من رواية "آمال عظيمة" للكاتب البريطاني تشارلز ديكنز وصورة للمسجد الاقصى في القدس الشرقية المحتلة.
وتؤكد ان "المشاكل الانسانية هي الأكثر اهمية، خاصة الازمة الانسانية" متهمة اسرائيل "بالرغبة في قتل كل الناس" في غزة. وتضيف المدلل، اللاجئة من اسدود والبطاني الغربي في الجنوب "انا اعيش مع جدتي المصابة بالزهايمر والتي تتذكر فقط قريتها وذكرياتها مع والدها والاشجار وحفلات الزواج والبحر ورائحة الليمون".
ويؤكد المتحدث باسم حركة حماس ايهاب الغصين ان "تعيين امرأة كانت ناشطة من اجل القضية الفلسطينية في منصب متحدثة هو طريقة فعالة للقول اننا نؤمن بالشباب".
ولكن حماس لا تظهر القدر نفسه من الانفتاح تجاه الناشطين الذين يحتجون على سيطرتها على القطاع.
وأكد وزير الداخلية في حكومة حماس فتحي حماد خلال تظاهرة لقوى الامن الاربعاء الماضي ان "دعوات التمرد في غزة كانت بمثابة فقاعات أضعف من فقاعات الصابون".
ورحبت حماس "بفشل ما يعرف بتمرد غزة" بينما انتقد المركز الفلسطيني لحقوق الانسان ومقره غزة حملة اعتقالات طالت عشرات الاشخاص "في ما يتعلق بدعوة تمرد في 11 تشرين الثاني " مشيرا الى توثيق حالات من "التعذيب ومعاملة حاطة بالكرامة".
وخرج آلاف من مقاتلي كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس الخميس ملثمين ومزودين ببطاريات مضادة للصواريخ وصواريخ "ار بي جي" و"ام 75" في عروض عسكرية في الذكرى الاولى للحرب الاسرائيلية على قطاع غزة. وأكدت الحركة ان العرض كان "رسالة للعدو الاسرائيلي وكل من يعتمد على اضعاف حماس التي هي الان اقوى من ذي قبل".
وحذر عمر شعبان وهو مدير مركز "بال ثينك" للدراسات الاستراتيجية من رد فعل عنيف قد تظهره حماس في حال وجدت نفسها "في الزاوية" مشيرا الى ان الحركة متأهبة منذ عزل الرئيس المصري محمد مرسي في 3 تموز الماضي. واضاف شعبان "سيقومون بكل ما بوسعهم للحفاظ على غزة، لا يوجد اي مكان آخر لهم" مؤكدا انهم "سيقاتلون حتى النهاية".