في محاضرة: الشباب العربي يطالب القطاع العام بالاستمرار بدوره في التشغيل
قال الأستاذ المشارك في التنمية الدولية في جامعة جنوب المسيسبي إدوارد ساير 'إن الشباب العربي لا يريد تغيير العقد الاجتماعي القائم على قيام الدولة بعملية التوظيف والاستثمار وخلق فرص العمل الآمنة لهم، وأن لا ثقة ولا رغبة لديهم بقيام القطاع الخاص بهذه المهمة'.
وأضاف ساير 'صعب على أي نظام من هذا العقد إحداث التغيير المطلوب، وعلى الأنظمة التي جاءت بعد الربيع العربي ووعدت الشباب بالكثير من فرص التغيير أن تضع برامج تأخذ هذه الحقيقة بعين الاعتبار'.
وكان ساير يتحدث اليوم في محاضرة له تحت عنوان 'ارتفاع نسبة الشباب والتحولات الاقتصادية والسياسية في العالم العربي' في معهد الدراسات الاقتصادية 'ماس'.
ويعتقد ساير أن وجود أنظمة في دول الربيع العربي لا تستجيب لاحتياجات جمهورها السياسي واحتياجاته الاقتصادية تدفع بهم للاحتجاج، وأن المتضرر الأكبر حسب الإحصاءات والأرقام الخاصة بالشرق الأوسط ومن بينها إيران للفترة 2005-2009 تشير إلى أن فئة الشباب هي الأكثر تضررا من سياسات هذه الدول ولا يوجد لديها ما تخسره، وهو ما يفسر أن الثورات في هذه الدول كانت ثورات شبابية.
وأشار ساير إلى الشريحة الأكبر من سكان دول الشرق الأوسط هي من الفئة العمرية من 14-29 سنة وتصل نسب البطالة بينها إلى 25-30% منها، و'هي تشكل تحديا اقتصاديا كبيرا للدول في خلق فرص عمل لهذه الفئة، حيث تحتاج دول الشرق الأوسط إلى 50 مليون فرصة، لكنها أيضا تشكل فرصة اقتصادية عظيمة في الدول التي عندها ظروف مستقرة مثل شرق آسيا وأميركا التي شهدت نهضتها الاقتصادية في الفترة التي كانت تشكل هذه الفئة نسبة عالية من السكان'.
وفيما يخص فلسطين، بين ساير أن هناك تفاوتا بين الضفة وغزة ويجب أخذه بعين الاعتبار، فغزة ما زالت الفئة الأكبر منها في الفئة صفر إلى 14، بينما في الضفة من 14-29، ما يعني أن الضغط على الاقتصاد والقدرة التعليمية ستتضاعف في غزة، وأن الضفة الغربية لن تشهد ازديادا في الحاجة لفرص عمل بعد 15 عاما، حيث سيكون من ينهون كلياتهم في عام 2020 في الضفة اقل من قطاع غزة.
وبين أن الأنظمة التي نشأت في دول الربيع العربي بعد جلاء الاستعمار اتسمت بعدد من القضايا منها تبنيها لأنظمة التعليم المركزي الذي ركز على إنجازات تعليمية دون التركيز على مهارات التفكير النقدي، وشكل القطاع العام في هذه الدول المشغل الرئيس لخريجي الجامعات، ومع تقليص الموازنات والتشدد فيها صارت هذه الدول أكثر تشددا في التوظيف في الوقت الذي تشهد فيه زيادة في نسبة خريجي الجامعات، إضافة إلى وجود أزمة اجتماعية لزاوية بناء عائلات جديدة في ارتفاع في تكاليف الزواج والسكن والمرافق التي يجب توفيرها.
ولفت ساير النظر إلى تباطؤ الذهاب إلى المدارس والجامعات في مناطق الشرق الأوسط باستثناء سوريا وفلسطين، وكذلك إلى استقرار نسب البطالة عند مستوى معين ولم تخفض باستثناء سوريا التي تشهد ارتفاعا في النسب.
ويعاني سوق العمل في مناطق الشرق الأوسط من انخفاض نسب مشاركة النساء في سوق العمل 20%، موضحا أن الرجل يحتاج معدل سنتين للحصول على وظيفة في حين تحتاج النساء معدل ثلاث سنوات للحصول عليها.
ورأى ساير أن الوضع في فلسطين خاص بسبب الاحتلال وغياب السيادة والسيطرة على الحدود، وهو مهم لمناطق صغيرة مثل فلسطين لتعزيز قدرتها على خلق الوظائف، وهو أمر لا يمكن تحقيقه دون العمل السياسي، ويمكن التخفيف منه بالتدريب على الأعمال لتطوير المشاريع الصغيرة، وبناء المهارات وتغيير في نوعية التعليم التي تستجيب لاحتياجات القطاع الخاص.
وعرض ساير لمجموعة من نظريات العلوم الإنسانية التي تفسر قيادة الشباب لثورات الربيع العربي.