تقرير حقوقي يحذر من نجاح الاحتلال في فرض منطقة عازلة بقطاع غزة
حذّر تقرير حقوقي من نجاح قوات الاحتلال الإسرائيلي في محاولة فرض منطقة أمنية عازلة في المناطق مقيدة الوصول لها في قطاع غزة.
وأصدر مركز الميزان لحقوق الإنسان اليوم الثلاثاء، تقريره الربعي الثالث حول انتهاكات قوات الاحتلال في المناطق مقيدة الوصول، البرية والبحرية، في قطاع غزة خلال الربع الثالث من العام 2013.
وأظهرت المعلومات التي أوردها التقرير المعاناة التي يعيشها السكان المدنيون والمتنزهون والمزارعون وجامعو الحجارة والحطب والحديد والبلاستيك والخردة وصائدو الطيور.
وأوضح حجم الانتهاكات التي ترتكبها قوات الاحتلال بحق السكان المدنيين وأراضيهم وممتلكاتهم في هذه المناطق، في كل عملية توغل أو قصف تطالها، في انتهاكات جسيمة ومنظمة لقواعد القانون الدولي الإنساني، ولا سيما اتفاقية جنيف الرابعة بشأن حماية الأشخاص المدنيين في وقت الحرب المؤرخة في 12 آب/ أغسطس 1949، والتي توفر حماية خاصة للمدنيين، وتحظر تعريض حياتهم، أو ترهيبهم، أو تهجيرهم قسرياً عن ديارهم.
وأبرز التقرير إحصائيات وأرقام للانتهاكات الإسرائيلية في المناطق مقيدة الوصول، والضحايا والخسائر التي تلحق بالمدنيين وممتلكاتهم خلال الفترة التي يغطيها وفقاً لأعمال الرصد والتوثيق التي يواصلها مركز الميزان.
وأشار المركز إلى أن أحد العوامل الرئيسية التي أدت إلى استمرار وتصاعد العدوان الإسرائيلي والجرائم المرتكبة بحق السكان المدنيين وممتلكاتهم في الأرض الفلسطينية المحتلة في قطاع غزة بشكل عام، وفي المناطق الحدودية على وجه الخصوص، هو غياب الدور الفاعل للمجتمع الدولي، لا سيما الدول الأطراف الموقعة على اتفاقية جنيف الرابعة، في القيام بواجباتها بالتحرك لوقف انتهاكات قوات الاحتلال لقواعد الدولي الإنساني وتفعيل الملاحقة والمسائلة عن جرائم الحرب التي ترتكبها قوات الاحتلال.
وأكد أن دولة الاحتلال ملزمة باحترام التزاماتها التي يفرضها القانون الدولي عليها كقوة احتلال، تجاه المدنيين وممتلكاتهم في الأراضي المحتلة. ورأى في استمرار الانتهاكات الإسرائيلية والحصار وحرمان الفلسطينيين من مصادر رزقهم ومن حريتهم في التنقل والحركة، تعبيراً واضحاً عن إصرار الاحتلال على التحلل من التزاماته القانونية بموجب القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان.
وجدد المركز استنكاره لمواصلة الاحتلال استهدافه المنظم للمدنيين في المناطق القريبة من الحدود وخاصة المزارعين، محذراً من نجاح قوات الاحتلال في محاولة فرض منطقة أمنية عازلة، ومن آثارها الكارثية على الأوضاع الإنسانية لسكان تلك المناطق أو ملاك الأراضي الزراعية فيها ومستويات معيشتهم، وكذلك أثرها على السلة الغذائية لقطاع غزة وقدرته على تأمين حاجاته الغذائية من الخضراوات.
وطالب مركز الميزان، المجتمع الدولي بالتحرك العاجل وتوفير الحماية الدولية للمدنيين في الأرض الفلسطينية المحتلة، معيداً التأكيد على أن مواصلة قوات الاحتلال لجرائمها يعبر عن الضرورة الملحة لتفعيل أدوات المحاسبة، ووضع حد لإفلات مرتكبي مثل هذه الجرائم من العقاب واستمرار تمتعهم بالحصانة.