غزة : عندما يقفز الموت من جهاز لغسيل الكلى !!
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
كلما اصطحب طفلته التي تخضع لـ"غسيل الكليتين" 4 مرات في الأسبوع إلى المستشفى، ينتابه الخوف من إن الموت قد يغشاها متخفيا في انقطاع الكهرباء عن المستشفى لعدم توفر الوقود...
الخوف الذي ينتاب المواطن "دياب . س" من غزة على حياة طفلته "مرح" التي لم تدخل ربيعها التاسع بعد، ينتاب بالدرجة ذاتها، وللسبب ذاته أيضا، والدة الفتى تامر الريفي البالغ من العمر 11 عاما، ذلك أن إدارة مستشفى الشهيد عبد العزيز الرنتيسي التخصصي حيث يخضع لغسيل الكلى، كانت حذرت أكثر من مرة منذ بدء أزمة النقص في الوقود، من احتمال توقف الأجهزة الخاصة بغسيل الكلى تماما؛ لعدم توفر الوقود اللازم لتشغيل مولدات الكهرباء الخاصة بالمستشفى؛ وهو احتمال بات بفعل الأزمة على مسافة أقصر من التحقق في مختلف المراكز الطبية في القطاع .
في الخصوص، تشير إحصائيات وزارة الصحة في حكومة "حماس" التي تدير حياة المواطنين في القطاع، إلى أن 476 شخصا مرضى بالفشل الكلوي ويتلقون جلسات لغسيل الكلى بواسطة 88 جهازا باتت معرضة للتوقف بفعل استمرار انقطاع التيار الكهربائي وعدم توفر الوقود اللازم بشكل دائم لدى المستشفيات، الأمر الذي يضاعف الخشية لدى والدة الفتى الريفي من أن انقطاع محتمل للكهرباء قد يحدث مضاعفات تؤثر على مسار علاجه .
المواطن "أبو يوسف سليم" البالغ 65 عاما ومُصاب بـ"الفشل الكلوي" منذ ما يزيد على 4 أعوام، قال أن الأزمة الحالية التي تعيشها مستشفيات القطاع بفعل النقص في الوقود، تعيد تذكيره، هذه الأيام، بمحنة "أن تتخيل الموت وقد قفز إليك من جهاز غسيل الكلى"، لافتا إلى أن توقف جهاز غسيل الكلى بشكل مفاجئ أثناء خضوعه لجلسة غسيل لكليتيه في "مستشفى الشفاء" ( خلال أزمة مماثلة قبل أشهر ) أصابه بتجلط في الدماء كاد ينهي بحياته .
ما يزيد من مخاوف المرضى الذي يخضعون لجلسات غسيل الكلى، إضافة إلى تحذيرات إدارات المستشفيات، تصريحات كان أدلى بها وزير الصحة في حكومة "حماس" مفيد مخللاتي، حيث حذر الأخير من أن انقطاع التيار الكهربائي لفترة طويلة تصل إلى 18 ساعة متتالية قد يتسبب في وقف عمل أجهزة غسيل الكلى بشكل كامل، إضافة توقف 113 حضانة للأطفال الخدّج و45 غرفة عمليات جراحية و11 غرفة عمليات ولادة قيصرية وبنوك الدم والمختبرات والثلاجات وأقسام الطوارئ والأشعة ومراكز الجراحة، وهو تحذير تزامن مع تحذير من قبل مدير مستشفى الشهيد الرنتيسي التخصصي محمد أبو ندى، قال فيه أن نقص الوقود وزيادة انقطاع التيار الكهربائي "يضع المريض وذويه في حالة من الخطر الدائم"، مؤكدا أن تأجيل عمليات الغسيل لمرضى الكلى يتسبب بخطر حقيقي على حياتهم .
في الاتجاه، يقول " أبو ندى" أن إغلاق المعابر وانقطاع التيار الكهربائي يمثلان، أيضا، خطرا مزدوجا على حياة الأطفال المرضى، ما يتطلب التدخل الجدي و الفاعل من قبل المنظمات الحقوقية والإنسانية، بما في ذلك عبر الضغط على الاحتلال للسماح بإدخال إمدادات الوقود وقطع الغيار الخاصة بصيانة المولدات الكهربائية في 14 مستشفى و 54 مركزا للرعاية الصحية الأولية .