صور- أم سامر جارة الأقصى... تحمي منزلها المُتصدّع بالقرآن
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
كريستين ريناوي
بصوت يلفه الرعب والقلق قالت أم سامر زْغول، وبعد أن تصدع منزلها في حوش عسيلة في باب السلسلة المُفضي للمسجد الأقصى المبارك، إنها لا تملك سوى القرآن سلاحاً لحماية أسرتها المكونة من 10 أفراد لتقضي الليل تقرأ آيات قرآنية لحماية أطفالها، فالتصدع والتشققات نهشت جدران المنزل البالغة مساحته نحو100 متر مربع، بفعل الحفريات الإسرائيلية أسفل المسجد الأقصى المبارك والقدس القديمة.
تقطن عائلة زْغول المقدسية منزلها منذ أكثر من 60 عاماً، وتسمع يومياً ومنذ ساعات الليل حتى الفجر أصوات آليات حفر أسفل البلدة القديمة والمسجد الأقصى، تقول أم سامر، إنها تحاول إبقاء المنزل فارغاً من أهله قدر الإمكان خوفاً على حياتهم من تساقط الحجارة، لا سيما بعد انهيار سقف المطبخ وحدوث تشققات في غرفتي المعيشة والنوم.
أهل المنزل زادت تخوفاتهم تناسبياً مع تفاقم التصدعات وازديادها في اليومين الأخيرين، وحتى ذعرهم دفعهم إلى إخلاء المنزل للوهلة الأولى ولكن عندما أدركوا عدم وجود مأوى آخر عاودوا أدراجهم وقضوا ليلتهم تحت الخطر، حتى أمست لياليهم بمثابة كابوس متجدد تعيشه العائلة.
وأكد صاحب المنزل محمد زْغول أن منزله وصل لهذه الدرجة من التصدع بسبب الحفريات الإسرائيلية، ففي ساعات الليل وعند ذهابه إلى المسجد الأقصى لصلاة الفجر يسمع بوضوح أعمال الحفر أسفل الأرض.
وتابع: 'ترميم المنزل وإعادة تصليحه ليصبح صالحاً للعيش يكلّف مئات ألاف الشواقل التي لا أستطيع تأمينها، فأنا أعمل كعامل بأجرة يومية وأعيل أسرة كبيرة، وقد قدمت لعدة لجان مختصة بترميم عقارات البلدة القديمة منذ سنوات إلا أنه لا تجاوب حتى الآن، واليوم نحن نعيش أوقات صعبة فمن الممكن أن يسفر شتاءً قوياً عن انهيار المنزل على أطفالي وعلى جيراني الذين يقطنون في الطابق الأرضي من هذا الحوش.'
من جهته، أكد المختص في عمارة وهندسة القدس جمال عمرو أن الاحتلال بدأ الحفريات الإسرائيلية منذ احتلاله القدس عام 1967 ويمضي في الحفر أسفل البلدة القديمة والمسجد الأقصى المبارك بحثاً عن هيكل سليمان المزعوم والتي تجريها منظمات يهودية متخصصة، حتى بنيت مدن بأكملها تحت الأرض تضم كنساً وإنفاقاً وغيرها، محذراً من مخاطر هذه الحفريات التي تقوض أساسات المسجد الأقصى المبارك على مر السنوات.
وأضاف: 'ننظر بعين الخطورة والقلق على ما يعيشه المسجد الأقصى المبارك يومياً من استهداف وحفريات تهدد أحياء بأكملها في البلدة القديمة بعد قضية الكارثة الجماعية في حوش القرمي وحوش شهابي والآن حوش عسيلة مرة أخرى.'
وشدد على أن القضية بحاجة إلى تدخل يردع ممارسات الاحتلال، ووقفة إسلامية وعربية للتهديدات الحقيقية التي تطال كل ما هو عربي فلسطيني إسلامي ومسيحي في مدينة القدس المحتلة.
https://www.facebook.com/media/set/?set=a.740683339293795.1073742850.307190499309750&type=3