بتير الخضراء... مسارات جميلة في احضان الطبيعة
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
يواظب المزارع السبعيني "ابو محمد" من بلدة بتير غربي بيت لحم على إستخدام قنوات مائية بناها الرومان قبل 2500 عام في ري بساتينه الممتدة في احضان الطبيعة.
في البلدة الخضراء النائمة في أحضان الجبال ببيوتها المعلقة وينابيعها الجارية ما زالت تحافظ على نظام ريها القديم الذي بناه الرومان حين إستوطنوا في جبال القرية، وحولوها الى بساتين خضراء على شكل مدرجات منتظمة تجلب الأنظار ما زالت قائمة حتى هذه الأيام، الذي يسعى المزارع ابو محمد على المحافظة على هذا الموروث القديم بمواصلته في إستخدام القنوات وصيانتها.
كما يطمح نشطاء من القرية ومجلسها البلدي الإنضمام الى "اليونسكو" لوقف الإعتداءات الإسرائيلية على تاريخهم وقنوات الري الممتدة إلى عبق التاريخ بعد أن تم تجهيز ملف خاص عن القرية، وتم تعطيل طلب الإنضمام من قبل جهات فلسطينية لإعتبارات سياسية، بحسب قول الناشط بالقرية محمد عبد الله الذي ساهم في تجهيز ملف القرية الى "اليونسكو".
وسط هذا التاريخ، "تعيش قرية بتير اليوم كابوسا يتمثل في عزم إسرائيل بناء مقاطع جديدة من جدار الفصل العنصري على حساب أكثر من 3 الآف دونم من أراضيها، وهو ما يعني تدمير القنوات وشبكات الري الرومانية، وذلك بذريعة حماية تنقل القطار على السكة الحديدية الواصلة بين القدس وتل أبيب والتي تخترق أراضي القرية، حيث أن مخطط بناء هذه المقاطع الجديدة من الجدار يشير الى أنها ستقام بعمق 3 كيلومترات داخل أراضي القرية"، كما يقول عبد الله.
" استمرار هذه الاعتداءات الاسرائيلية التي تستهدف تاريخ يمتد الى 5 الاف عام، كما يقول عبد الله تدفعنا لإعادة تفعيل طلب إدراج القرية على قائمة المواقع الأثرية العالمية التي تصدرها منظمة (اليونيسكو) والذي عطله وزارة الخارجية الفلسطينية المسؤولة عن تقديم الملف للمنظمة".
في الطبيعة الخضراء بساتين من الرمان والباذنجان البتيري الذي يحمل شهرة واسعة وذوا نكهة خاصة، وشجرة "افوكادو" عملاقة قيل ان هذه الشجرة زرعها شاب يدعى (حسن مصطفى ) هذا الشاب كان له الفضل بمنع وتثبيت أهل بتير في حرب عام 1948.
وقف الجدار:
الناشط عبد الله الذي يعمل مدير المشروع المائي"جيران" حذر من بناء الجدار الذي سيتسبب في هدم كنوز الحضارات القديمة في حال تم تنفيذ مخططات البناء، ويدمر القنوات المائية الفريد من نوعها بالعالم في ظل تباطئ تقديم الملف لليونسكو، مضيفا ان الجهود التي يبذلها المجلس القروي والعائلات في بتير نجحت في وقف بناء الجدار والحصول على قرار من المحكمة الاسرائيلية بوقف البناء.
ولفت عبد الله "الى ان اراضي القرية تقع ضمن اتفاقية دولية وقعت بين الحكومة الاردنية والاسرائيلية في عام 1949 سميت اتفاقية "رودوس" نصت على ان أهل بتير يحق لهم الزراعة والاستمرارية في ملكية الارض، ولكن الاحتلال لم يلتزم بذلك وصادر جزء كبيرا منها.
وللحفاظ على تاريخهم من خطر اقامة الجدار الفصل العنصري الاسرائيلي لجأ البتيريون لاقامة حفلات موسيقية ومهرجانات لاستقطاب السياح الاجانب للإضفاء صبغة عالمية على القرية الحاصلة على جائزة اليونسكو للحفاظ على الطبيعة عام 2011 الرومانية، مع مساعي يبذلها مجلس القرية لإعادة الاعتبار لحديقتهم الخضراء وتحويلها الى مزار سياحي للسواح القادمين الى المدينة المقدسة.
*اعداد مها زكي عطاري من قبل مبادرة "فلسطين الجميلة" الذي تنفذه مؤسسة "إعلاميون بلا حدود" في الضفة الغربية.