أبنية واسكانات تتزاحم.. المواطن يختنق والشكل اشبه بعشوائيات

القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
أنصار اطميزه - تشهد بعض مدن وقرى الضفة الغربية تزاحما بالبنيان في الفترة الاخيرة جعل بعض المناطق فيها اشبه بالعشوائيات نظرا لنمو السكان المتزايد ،لكن هذا التزاحم والتطاول بالبناء اصبح يشكل ازعاجا وقلقا للسكان كما أنه جعل صورة المدن والقرى الفلسطينية مشوشة بسبب التصاق الأبنية ببعضها البعض ،وما يزيد الأمر قلقا انتشار الاسكانات التي تتيح الفرصة لمضاعفة عدد سكان المنطقة في غضون سنوات قليلة .

الملف على طاولة الحكم المحلي ..
شبكة PNN وضعت ملف التزاحم البنياني على طاولة وزارة الحكم المحلي التي ردت على كثير من التساؤلات حول الموضوع .

وقال رشيد عوض المدير العام لمديرية الحكم المحلي ببيت لحم أن الوزارة سعت منذ تأسيسها عام 1994 لاعداد مخططات هيكلية لتضمن تنظيم الأبنية لكافة التجمعات السكنية بما يتعلق بارتدادات الأبنية والتعديات على الشارع والنسبة المئوية المسموح بها للبناء وحتى عدد الطوابق التي يسمح بناؤها.

وأضاف "معظم الهيئات والمجالس المحلية تمتلك مخططات هيكلية لكن هناك تجاوزات من البعض تحول دون الالتزام بالمخططات ".

اجراءات وتصعيد للمخالفين ..
وحول الاجراءات المتبعة تجاه من يخالف المخططات الهيكلية أشار عوض أن الهيئات المحلية تخطر المخالفين بوقف البناء وان لم يلتزموا فانه يتم اتباع اجراءات تصعيدية اخرى كاتخاذ قرار تنفيذي او اتخاذ قرار بالازالة بمساعدة الشرطة والمؤسسات المعنية .

التعديات ..أسباب ادارية وأخرى سياسية
وصرح عوض أن القرى والبلدات تأخذ الحصة الأكبر في التعديات على المخططات الهيكلية أكثر من المدن غير انها تحتاج لتحديث مخططاتها لاسباب كثيرة منها عدم قدرة بعض المجالس المحلية على متابعة التعديات والشكاوى .

وارجع عوض اسباب أخرى للتعديات على المخططات الهيكلية هو جدار الفصل العنصري الذي ابتلع مساحات واسعة من الاراضي مما قلل مساحات الاراضي المسوح البناء فيها للمواطن الفلسطيني الأمر يدعو لاعادة النظر بالمخططات الهيكلية للمدن والقرى كالسماح ببناء عدد طوابق أكثر بالأبنية.

لا مكان للشكل الجمالي في نظام الأبنية الفلسطيني
وحول الشكل الجمالي للمدن والقرى الفلسطينية تابع عوض أن نظام الأبنية الفلسطيني والمخططات الهيكلية تحدد الشكل العام للمنطقة أما الشكل الجمالي فليس هناك آلية تنظيمية أو قانونية لمراعاة الشكل الجمالي للمدن الفلسطينية حتى الآن .

مدينة الدوحة ..نموذج
على سبيل المثال لا الحصر تعتبر مدينة الدوحة غرب بيت لحم نموذجا حيا على تزاحم البنيان الذي أصبح يخنق المواطن القاطن فيها بعد أن جاءها طالبا الهدوء والراحة خاصة مع انتشار ظاهرة الاسكانات .

وأعطى خالد محبوب رئيس بلدية الدوحة خلال حديثه لشبكة PNN نبذة كاملة عن المدينة قائلا :الدوحة من احدث المدن الفلسطينية حيث نشأت عام 1996 بقرار من الرئيس الراحل ياسر عرفات بينما بدأت الحياة العمرانية في منطقة الدوحة في أواخر السبعينيات وقد شهدت هذه الفترة بناء غير منتظم نظرا لاختلاف المرجعيات التي تتبع لها فكان جزء منها يتبع لبيت لجالا اما الآخر فيتبع للادراة المدنية .

واضاف محبوب أنه منذ نشأة بلدية الدوحة عام 96 بدأ العمل وفقا لنظام الأبنية الفلسطيني غير أن الأبنية قبل هذه الفترة أعاقت عدد من مشاريع البينة التحتية ومشاريع أخرى للمدينة .

اسكانات تتوالى ...لكنها وفق للقانون
وحول الاسكانات أوضح محبوب أن عام 2000 شهد بناء أول اسكان بالدوحة وبعدها بدأت توالت الاسكانات الاخرى ولم يكن لدى البلدية في ذلك الوقت تصورا واضحا حول الاسكانات فمنحتها تراخيص بشكل مبسط على حد وصفه.

وأضاف محبوب أن الاسكانات أخذت بالانتشار بالدوحة التي شكلت مكانا للمستثمرين كمنطقة ناشئة ،وقد شكل انتشار الاسكانات مصدر قلق للمواطنين بالدوحة لكونهم لجأوا اليها بحثا عن الهدوء والنظافة والراحة .

وتابع محبوب أن الاسكانات بالدوحة انشئت وفقا لنظام الأبنية الفلسطيني ضمن لمعايير صحيحة كالمساحة وتوافر المرافق العامة للاسكان واجراءات السلامة العامة وغيرها وبالتالي فهي أبنية قانونية .

شروط وقيود صارمة
إلا أن المجلس البلدي الحالي بالدوحة وضع مجموعة من الشروط والقيود للحد من انتشار الاسكانات وتصويب وضع القائمة منها واتباع كافة المعايير اللازمة بالاسكانات المنوي انشاؤها ،ومن هذه الاجراءات تعهد عدلي بـ100 الف دولار لدى صاحب الاسكان ضمان اتباعه لكافة المعايير الازمة بالاسكان وفقا لما قاله محبوب.

وختم محبوب حدثيه منوها لنقطة مهمة وهي أن الاحتلال صادر مساحات واسعة من الأراضي وبالتالي فان الارض المسموح البناء فيها قد قلت داعيا وزارة الحكم المحلي لضرورة وضع رؤيا جديدة تفسح مجالا للمواطن الفلسطيني للبناء على ما تبقى من أرضه خلال السنوات القادمة .

المطلوب رؤية فلسطينية قادمة
مع اقرار كثيرين بمشكلة التزاحم البنياني بمدن الضفة إلا أنها مازالت قائمة وقد تتفاقم بالأيام القادمة مع اضمحلال ما تبقى من الأرض الفلسطينية نتيجة لسيطرة الاحتلال عليها ،لكن المطلوب رؤية فلسطينية قادمة تركز على تأهيل المناطق المهددة بالمصادرة بدلا من زيادة العبء السكاني والبنياني على المدن والقرى الأخرى .