"هآرتس": المستوطنات تظهر اسرائيل كدولة عديمة الاخلاق
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
ترجمة خاصة - قالت صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية اليوم الاربعاء أن اسرائيل بدأت تدفع ثمن الاستيطان الذي جعلها "دولة عديمة الاخلاق".
وتناولت الصحيفة في مقالها الافتتاحي اليوم اتفاق التسوية الذي تم التوصل اليه ليلة امس بين الاتحاد الاوروبي واسرائيل فيما يتعلق بانضمام الاخيرة الى البرنامج العلمي "هورايزون 2020".
وكتبت الصحيفة إنه على الرغم من صيغة التسوية التي تم التوصل اليها بين وزيرة القضاء تسيبي ليفني ومفوضة العلاقات الخارجية في الاتحاد الاوروبي كاترين آشتون حول التوقيع على برنامج هورايزون، الا انه "يجب على الجميع ان يدرك ان اسرائيل بدأت هذه الايام بدفع ثمن تصرفاتها داخل الاراضي المحتلة".
فبعد 4 سنوات من خطاب رئيس الحكومة (الاسرائيلية) بنيامين نتنياهو امام جامعة بار ايلان والذي اعترف فيه بحل الدولتين لشعبين، الا انه لم يتخذ خطوة واحدة على الارض لوقف استمرار البناء في الاراضي الفلسطينية بل على العكس "فقد استمرت اعمال البناء والقرارات المتطرفة المتعلقة ببناء آلاف الوحدات الاستيطانية في هذه المناطق، واستمرت المضايقات ضد الفلسطينيين سكان الاراضي المحتلة".
وبحسب الصحيفة، فان "كل هذا دفع بالمجتمع الدولي للبدء باتخاذ الخطوات الفعلية ضد تكتيكات الخداع الاسرائيلية، وضد ممارسات التمييز العنصري التي تنفذها تجاه الفلسطينيين".
وجاء الموقف الاوروبي بمقاطعة المستوطنات وكل ما يتعلق بها، عبر التعليمات التي نشرتها مفوضية الاتحاد الاوروبي؛ والتي على إثرها نشبت ازمة التوقيع على اتفاقية البرنامج العلمي "هورايزون 2020" بين اسرائيل والاتحاد الاوروبي، ليثبت لاسرائيل ان العالم ضاق ذرعاً من تصرفاتها في الاراضي المحتلة.
واضافت "هآرتس": على الرغم من صيغة الاتفاق التي تم التوصل اليها بهذا الخصوص، الا اننا يجب ان نعلم ان الاتحاد بموقفه هذا يكون قد قدّم تبرعاً سخياً لمستقبل اسرائيل، لان ما عجزت حكومة اسرائيل عن فهمه وحدها تبرّع الاتحاد الاوروبي ان يُفهمها اياه وهو ان عليها إدراك ان صناعة المستوطنات التي تمارسها في الاراضي الفلسطينية حولتها الى دولة عديمة الاخلاق وان سياستها لم تعد مقبولة في الاسرة الدولية التي تسعى لكي تصبح جزءاً منها.
وختمت الصحيفة افتتاحيتها قائلة "ان الاتجاه الذي اتخذه الاتحاد الاوروبي والعالم اجمع واضح ومحدد بأنه يجب إعادة الخط الاخضر الى مكانته الحقيقية كخط فاصل بين اسرائيل والمناطق المحتلة، وان اي امر خلاف ذلك سيكلف اسرائيل ثمناً باهظاً على الاصعدة الاقتصادية والسياسية والعلمية".
عن القدس