الأمم المتحدة تُحيي اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني في بيروت
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
أحيت لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا)، مناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني باحتفال في مقرها في وسط بيروت الجمعة 2013/11/29.
وشارك في الاحتفال رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد لله، ورئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي، والممثِّل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في لبنان روبرت واتكنز ممثِّلا الأمين العام للأمم المتحدة، والأمينة التنفيذية للإسكوا الدكتورة ريما خلف، والفنانتان التونسية هند صبري والفلسطينية أمل كعوش، إلى جانب عدد من السفراء والشخصيات وممثلي الأحزاب اللبنانية والفصائل الفلسطينية ومنظَّمات المجتمع المدني.
وتخلَّل الاحتفال إلقاء عدة كلمات وجَّه من خلالها المتحدِّثون التحية للشعب الفلسطيني وللشهداء والأسرى، وشكروا الإسكوا لتنظيمها هذا الحفل، ونوَّهوا لدلالة المناسبة وما تحمله من قيمة لكونها تُجسِّد اعترافاً من الأمم المتحدة بالظلم الذي لحق بالشعب الفلسطيني منذ صدور قرار التقسيم عام 1947، وأدانوا مواصلة الاحتلال الإسرائيلي انتهاك كافة القوانين الدولية وقرارات الشرعية الدولية عبر مواصلته بناء المستوطنات، وإمعانه في ممارساته اللاإنسانية بحق الفلسطينيين وأراضيهم ومقدَّساتهم.
وافتُتِح الاحتفال بأغان من التراث الفلسطيني للفنانة كعوش، ثم كانت رسالة إنسانية للفنانة هند صبري، جاء فيها "إن التضامن الذي نُبديه اليوم ودعم القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني حتى يتمكَّن من العيش بكرامة على أرضه متمتِّعا بحقوقه كافة، هو واجب على كل إنسان ذي ضمير حي، هنا وفي العالم أجمع".
ونوَّهت صبري إلى أن العديد من الفنانين الفلسطينيين مثَّلوا القضية الفلسطينية خير تمثيل، ونجحوا في جذب أجيال جديدة نحو القضية والهوية الفلسطينية، لافتةً إلى أن مجال السينما والمهرجانات الدولية هما أكثر مجالين يلمع فيهما اسم فلسطين بعيداً عن السياسة.
وختمت بالقول: "إن وجودي هنا معكم، يرسِّخ إيماني بأن القضية الفلسطينية لن تموت. بل على العكس، فأنا أزداد قناعة بأن هذه القضية ستصل إلى نهايتها المنشودة عبر نيل الشعب الفلسطيني لحقوقه كافة، أسوة بشعوب العالم".
وبعد ذلك، تلا واتكنز رسالة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الذي أعرب فيها عن انزعاجه للعنف والتحريض الذي تمارسه إسرائيل، وأوضح "على الرغم من أنني أُرحِّب بإفراج إسرائيل عن السجناء كجزء من الاتفاق على استئناف المحادثات، فإن نشاطها الاستيطاني في الأراضي الفلسطينية المحتلَّة ما زال مستمراً، ولا يزال مُدعاة للقلق الخطير للغاية"، لافتاً إلى أن هذا النشاط الاستيطاني يُعد انتهاكاً للقانون الدولي ويُشكِّل عقبة في طريق السلام.
وحثَّ مون الفلسطينيين على التغلُّب على الانقسامات، وأضاف "يبقى الهدف واضحاً، وهو وضع حد للاحتلال الذي بدأ عام 1967 وإقامة دولة فلسطين المستقلة، وذات السيادة، والقابلة للبقاء على أساس حدود عام 1967، تعيش جنباً إلى جنب في سلام مع دولة إسرائيل الآمنة. ويتعيَّن أن تخرَج القدس من المفاوضات باعتبارها عاصمة الدولتَين، مع وضع ترتيبات للأماكن المقدَّسة تكون مقبولة للجميع. ويجب إيجاد حل متَّفق عليه لملايين اللاجئين الفلسطينيين في جميع أنحاء المنطقة".
من جانبها، قالت خلف خلال كلمة ألقتها: "باتت فلسطين، تحت الاحتلال الإسرائيلي، المكان الوحيد في عالم اليوم الذي تُخصَص فيه الموارد وفقاً للانتماء الديني والعرقي، وتنشأ فيه المرافق لاستخدام طائفة دون أخرى"، لافتةً إلى أن العنف الذي تمارسه سلطات الاحتلال ضد الفلسطينيين، لا ينحصر بالعنف الجسدي المباشر، بل يتعداه إلى عنف معنوي وعقوبات جماعية تتجلَّى أسوأ أشكالها في الحصار الجائر على قطاع غزة، والاعتقال التعسفي لفلسطينيين يتعرضون في المعتقلات الإسرائيلية لسوء المعاملة والإهمال الطبي والتعذيب في الكثير من الحالات.
وقالت: "في مشهد أشبه بالسريالي، تصر إسرائيل على أن تنتزع من الضحية طواعية ترخيصاً يُجيز لها انتهاك حقوقها، والتمييز ضدها"، منوِّهةً إلى أن ذلك يدل على إخفاق المجتمع الدولي في تحمُّل مسؤولياته تجاه القضية الفلسطينية، ولافتةً إلى أن الآوان قد آن للاعتراف بفشل أساليب الماضي في معالجة القضية الفلسطينية، واعتماد نهج جديد يقوم على "مبدأ واحد: لا استثناء لأحد".
بدوره ألقى الرئيس ميقاتي كلمة لفت فيها إلى أن لبنان كان البلد الأكثر تأثُّرا وتفاعلاً مع قضية الشعب الفلسطيني وبها، مؤكِّداً أن الأحداث التي مرَّت بها فلسطين ولبنان أكَّدت أن الانقسام لا يصبُّ إلا في مصلحة العدو الصهيوني.
وأثنى ميقاتي على قرار القيادة الفلسطينية بالنأي بالنفس إزاء الشؤون الداخلية للدول العربية بما فيها سوريا ولبنان، وأكَّد بالنسبة لموضوع المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية أن جوهر السلام هو أن يعيش الشعب الفلسطيني على أرضه في ظل دولة حرة مستقلة وفق القرارات الصادرة عن الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، مشيراً إلى أن الموقفَين اللبناني والفلسطيني يُجمعان على رفض التوطين وتوحيد الجهود لإقرار حق العودة.
وعلى الصعيد اللبناني، أمل ميقاتي أن يستفيد اللبنانيون من المناخ الإيجابي السائد في المنطقة لوقف الشرخ الهائل بين مختلف الفئات اللبنانية، مثنياً على الموقف الفلسطيني الموحَّد "بعدم السماح لأي كان بتحويل المخيمات الفلسطينية في لبنان إلى بؤر تنطلق منها الأعمال الإرهابية أو مأوى للفارين من وجه العدالة".
وختم ميقاتي قائلاً: "لن تستطيعَ قوة على وجه الأرض أن تطمس قضية فلسطين".
ثمَّ كانت الكلمة للحمد الله فوجهَّ التحية والشكر باسم سيادة الرئيس محمود عباس وباسم الشعب الفلسطيني للبنان حكومة وشعباً، وللإسكوا، معرباً عن سعادته لوجوده ضمن نخبة من مناصري القضية الفلسطينية، وأضاف "ما يزيد هذا اليوم أهمية هو أننا نجتمع في كنف لبنان الذي احتضن شعبنا منذ سنوات النكبة، وأختلط دمنا بأرضه وذكرياتنا بترابه...فعاش معنا، ولا يزال، محطات مشوارنا نحو الحرية والعودة والاستقلال".
وأكَّد الحمد الله أن القيادة الفلسطينية استطاعت العمل على تعزيز صمود أبناء شعبنا وبقائهم على أرضهم، رغم كل الممارسات الإسرائيلية من استيطان وتهويد للأراضي والمقدسات وذلك بفضل التفاف الفلسطينيين حول قيادتهم، مشيراً إلى أن إستراتيجية عمل القيادة الفلسطينية خلال السنوات الماضية اعتمدت على مساريَن، تمحوَّر أولهما حول إنجاز مهام التحرر الوطني والتصدي للاحتلال الإسرائيلي وممارساته عبر المقاومة الشعبية، فيما ارتكز الثاني على ترسيخ البنية (المؤسسية) الفاعلة القادرة على رعاية مصالح المواطنين، وتلبية احتياجاتهم بكفاءة وفعالية، لافتاً إلى أن هذه الإستراتيجية والعمل الدبلوماسي المتواصل الذي تقوده "م.ت.ف" برئاسة سيادة الرئيس محمود عباس أثمرت بتحقيق إنجازات نوعية تكلَّلت باحتضان المجتمع الدولي لدولة فلسطين ورفع مكانتها في الأمم المتحدة، وقبولها عضواً كاملاً في منظمة اليونسكو، وسواها من الانجازات.
وأشاد الحمد الله بمشروع السيادة الدائمة للشعب الفلسطيني في الأرض الفلسطينية المحتلة- بما فيها القدس المحتلة- الذي اعتمدته الأمم المتحدة قبل نحو أسبوعين، والذي يطالب إسرائيل بالالتزام بقواعد القانون الدولي وعدم استغلال الموارد الطبيعية في الأرض الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية، ويؤكد على حقوقنا غير القابلة للتصرُّف"، وأضاف "ولنا أن نفخَرَ، أيها الأخوات والإخوة، بتصويت دولة فلسطين، لأول مرة في الجمعية العامة للأمم المتحدة لانتخاب قاضٍ للمحكمة الدولية ليوغسلافيا السابقة".
وشدَّد الحمد الله على أن المعاناة التي يعيشها شعبنا في كافة المناطق الفلسطينية والشتات تستدعي التدخل الفوري والفاعل من قِبَل كافة قوى المجتمع الدولي لإلزام إسرائيل بتنفيذ استحقاقات عملية السلام والتوقف عن فرض وقائع جديدة على الأرض، وأضاف "أؤكِّد أن شعبنا -وقيادته- سيتصدى لكل محاولات الانتقاص من حقوقه الوطنية، ولن يقبلَ إلا بدولة فلسطينية على حدود عام 1967، والقدس عاصمة لها، وحل قضية اللاجئين على أساس القرار194، وكما تضمَّنته المبادرة العربية للسلام".
ولفت الحمد الله إلى الاهتمام الذي توليه القيادة الفلسطينية لجهة توفير الحياة الكريمة للاجئين في الوطن وفي الشتات، بالتعاون والتنسيق مع المؤسسات المحلية والدولية ذات العلاقة، كجزء من إستراتيجية البقاء والمقاومة، مؤكّداً أن تمسُّك اللاجئين الفلسطينيين بالوطن وبحلم العودة إليه كان ولا يزال مكوِّنا أساسياً في حفظ الثقافة والهوية الفلسطينية، وحافزاً إضافياً للقيادة الفلسطينية لمواصلة العمل لتحقيق المصالحة وطي صفحة الانقسام وحماية الهوية الوطنية من محاولات الطمس والتشتيت والمصادرة، وفاءً للشهيد القائد ياسر عرفات.
وثمَّن الحمد الله جهود معالي الأمين العام للأمم المتحدة السيد بان كي مون، ومبادرات اللجنة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف ورئيسها، لجهودهم باتجاه تحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني وإلزام إسرائيل بالوقف الفوري لانتهاكاتها والالتزام بالقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية.
وختم الحمد الله بالتأكيد على أن القيادة الفلسطينية لن يهدأ لها بال حتى يتم إطلاق سراح أسرى الحرية من سجون ومعتقلات الاحتلال الإسرائيلي.
كما توجَّه الرئيسان الحمد الله وميقاتي إلى القاعة السفلية، حيثُ تجوَّلا في معرض تراثي فلسطيني.
zaأحيت لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا)، مناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني باحتفال في مقرها في وسط بيروت الجمعة 2013/11/29.
وشارك في الاحتفال رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد لله، ورئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي، والممثِّل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في لبنان روبرت واتكنز ممثِّلا الأمين العام للأمم المتحدة، والأمينة التنفيذية للإسكوا الدكتورة ريما خلف، والفنانتان التونسية هند صبري والفلسطينية أمل كعوش، إلى جانب عدد من السفراء والشخصيات وممثلي الأحزاب اللبنانية والفصائل الفلسطينية ومنظَّمات المجتمع المدني.
وتخلَّل الاحتفال إلقاء عدة كلمات وجَّه من خلالها المتحدِّثون التحية للشعب الفلسطيني وللشهداء والأسرى، وشكروا الإسكوا لتنظيمها هذا الحفل، ونوَّهوا لدلالة المناسبة وما تحمله من قيمة لكونها تُجسِّد اعترافاً من الأمم المتحدة بالظلم الذي لحق بالشعب الفلسطيني منذ صدور قرار التقسيم عام 1947، وأدانوا مواصلة الاحتلال الإسرائيلي انتهاك كافة القوانين الدولية وقرارات الشرعية الدولية عبر مواصلته بناء المستوطنات، وإمعانه في ممارساته اللاإنسانية بحق الفلسطينيين وأراضيهم ومقدَّساتهم.
وافتُتِح الاحتفال بأغان من التراث الفلسطيني للفنانة كعوش، ثم كانت رسالة إنسانية للفنانة هند صبري، جاء فيها "إن التضامن الذي نُبديه اليوم ودعم القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني حتى يتمكَّن من العيش بكرامة على أرضه متمتِّعا بحقوقه كافة، هو واجب على كل إنسان ذي ضمير حي، هنا وفي العالم أجمع".
ونوَّهت صبري إلى أن العديد من الفنانين الفلسطينيين مثَّلوا القضية الفلسطينية خير تمثيل، ونجحوا في جذب أجيال جديدة نحو القضية والهوية الفلسطينية، لافتةً إلى أن مجال السينما والمهرجانات الدولية هما أكثر مجالين يلمع فيهما اسم فلسطين بعيداً عن السياسة.
وختمت بالقول: "إن وجودي هنا معكم، يرسِّخ إيماني بأن القضية الفلسطينية لن تموت. بل على العكس، فأنا أزداد قناعة بأن هذه القضية ستصل إلى نهايتها المنشودة عبر نيل الشعب الفلسطيني لحقوقه كافة، أسوة بشعوب العالم".
وبعد ذلك، تلا واتكنز رسالة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الذي أعرب فيها عن انزعاجه للعنف والتحريض الذي تمارسه إسرائيل، وأوضح "على الرغم من أنني أُرحِّب بإفراج إسرائيل عن السجناء كجزء من الاتفاق على استئناف المحادثات، فإن نشاطها الاستيطاني في الأراضي الفلسطينية المحتلَّة ما زال مستمراً، ولا يزال مُدعاة للقلق الخطير للغاية"، لافتاً إلى أن هذا النشاط الاستيطاني يُعد انتهاكاً للقانون الدولي ويُشكِّل عقبة في طريق السلام.
وحثَّ مون الفلسطينيين على التغلُّب على الانقسامات، وأضاف "يبقى الهدف واضحاً، وهو وضع حد للاحتلال الذي بدأ عام 1967 وإقامة دولة فلسطين المستقلة، وذات السيادة، والقابلة للبقاء على أساس حدود عام 1967، تعيش جنباً إلى جنب في سلام مع دولة إسرائيل الآمنة. ويتعيَّن أن تخرَج القدس من المفاوضات باعتبارها عاصمة الدولتَين، مع وضع ترتيبات للأماكن المقدَّسة تكون مقبولة للجميع. ويجب إيجاد حل متَّفق عليه لملايين اللاجئين الفلسطينيين في جميع أنحاء المنطقة".
من جانبها، قالت خلف خلال كلمة ألقتها: "باتت فلسطين، تحت الاحتلال الإسرائيلي، المكان الوحيد في عالم اليوم الذي تُخصَص فيه الموارد وفقاً للانتماء الديني والعرقي، وتنشأ فيه المرافق لاستخدام طائفة دون أخرى"، لافتةً إلى أن العنف الذي تمارسه سلطات الاحتلال ضد الفلسطينيين، لا ينحصر بالعنف الجسدي المباشر، بل يتعداه إلى عنف معنوي وعقوبات جماعية تتجلَّى أسوأ أشكالها في الحصار الجائر على قطاع غزة، والاعتقال التعسفي لفلسطينيين يتعرضون في المعتقلات الإسرائيلية لسوء المعاملة والإهمال الطبي والتعذيب في الكثير من الحالات.
وقالت: "في مشهد أشبه بالسريالي، تصر إسرائيل على أن تنتزع من الضحية طواعية ترخيصاً يُجيز لها انتهاك حقوقها، والتمييز ضدها"، منوِّهةً إلى أن ذلك يدل على إخفاق المجتمع الدولي في تحمُّل مسؤولياته تجاه القضية الفلسطينية، ولافتةً إلى أن الآوان قد آن للاعتراف بفشل أساليب الماضي في معالجة القضية الفلسطينية، واعتماد نهج جديد يقوم على "مبدأ واحد: لا استثناء لأحد".
بدوره ألقى الرئيس ميقاتي كلمة لفت فيها إلى أن لبنان كان البلد الأكثر تأثُّرا وتفاعلاً مع قضية الشعب الفلسطيني وبها، مؤكِّداً أن الأحداث التي مرَّت بها فلسطين ولبنان أكَّدت أن الانقسام لا يصبُّ إلا في مصلحة العدو الصهيوني.
وأثنى ميقاتي على قرار القيادة الفلسطينية بالنأي بالنفس إزاء الشؤون الداخلية للدول العربية بما فيها سوريا ولبنان، وأكَّد بالنسبة لموضوع المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية أن جوهر السلام هو أن يعيش الشعب الفلسطيني على أرضه في ظل دولة حرة مستقلة وفق القرارات الصادرة عن الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، مشيراً إلى أن الموقفَين اللبناني والفلسطيني يُجمعان على رفض التوطين وتوحيد الجهود لإقرار حق العودة.
وعلى الصعيد اللبناني، أمل ميقاتي أن يستفيد اللبنانيون من المناخ الإيجابي السائد في المنطقة لوقف الشرخ الهائل بين مختلف الفئات اللبنانية، مثنياً على الموقف الفلسطيني الموحَّد "بعدم السماح لأي كان بتحويل المخيمات الفلسطينية في لبنان إلى بؤر تنطلق منها الأعمال الإرهابية أو مأوى للفارين من وجه العدالة".
وختم ميقاتي قائلاً: "لن تستطيعَ قوة على وجه الأرض أن تطمس قضية فلسطين".
ثمَّ كانت الكلمة للحمد الله فوجهَّ التحية والشكر باسم سيادة الرئيس محمود عباس وباسم الشعب الفلسطيني للبنان حكومة وشعباً، وللإسكوا، معرباً عن سعادته لوجوده ضمن نخبة من مناصري القضية الفلسطينية، وأضاف "ما يزيد هذا اليوم أهمية هو أننا نجتمع في كنف لبنان الذي احتضن شعبنا منذ سنوات النكبة، وأختلط دمنا بأرضه وذكرياتنا بترابه...فعاش معنا، ولا يزال، محطات مشوارنا نحو الحرية والعودة والاستقلال".
وأكَّد الحمد الله أن القيادة الفلسطينية استطاعت العمل على تعزيز صمود أبناء شعبنا وبقائهم على أرضهم، رغم كل الممارسات الإسرائيلية من استيطان وتهويد للأراضي والمقدسات وذلك بفضل التفاف الفلسطينيين حول قيادتهم، مشيراً إلى أن إستراتيجية عمل القيادة الفلسطينية خلال السنوات الماضية اعتمدت على مساريَن، تمحوَّر أولهما حول إنجاز مهام التحرر الوطني والتصدي للاحتلال الإسرائيلي وممارساته عبر المقاومة الشعبية، فيما ارتكز الثاني على ترسيخ البنية (المؤسسية) الفاعلة القادرة على رعاية مصالح المواطنين، وتلبية احتياجاتهم بكفاءة وفعالية، لافتاً إلى أن هذه الإستراتيجية والعمل الدبلوماسي المتواصل الذي تقوده "م.ت.ف" برئاسة سيادة الرئيس محمود عباس أثمرت بتحقيق إنجازات نوعية تكلَّلت باحتضان المجتمع الدولي لدولة فلسطين ورفع مكانتها في الأمم المتحدة، وقبولها عضواً كاملاً في منظمة اليونسكو، وسواها من الانجازات.
وأشاد الحمد الله بمشروع السيادة الدائمة للشعب الفلسطيني في الأرض الفلسطينية المحتلة- بما فيها القدس المحتلة- الذي اعتمدته الأمم المتحدة قبل نحو أسبوعين، والذي يطالب إسرائيل بالالتزام بقواعد القانون الدولي وعدم استغلال الموارد الطبيعية في الأرض الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية، ويؤكد على حقوقنا غير القابلة للتصرُّف"، وأضاف "ولنا أن نفخَرَ، أيها الأخوات والإخوة، بتصويت دولة فلسطين، لأول مرة في الجمعية العامة للأمم المتحدة لانتخاب قاضٍ للمحكمة الدولية ليوغسلافيا السابقة".
وشدَّد الحمد الله على أن المعاناة التي يعيشها شعبنا في كافة المناطق الفلسطينية والشتات تستدعي التدخل الفوري والفاعل من قِبَل كافة قوى المجتمع الدولي لإلزام إسرائيل بتنفيذ استحقاقات عملية السلام والتوقف عن فرض وقائع جديدة على الأرض، وأضاف "أؤكِّد أن شعبنا -وقيادته- سيتصدى لكل محاولات الانتقاص من حقوقه الوطنية، ولن يقبلَ إلا بدولة فلسطينية على حدود عام 1967، والقدس عاصمة لها، وحل قضية اللاجئين على أساس القرار194، وكما تضمَّنته المبادرة العربية للسلام".
ولفت الحمد الله إلى الاهتمام الذي توليه القيادة الفلسطينية لجهة توفير الحياة الكريمة للاجئين في الوطن وفي الشتات، بالتعاون والتنسيق مع المؤسسات المحلية والدولية ذات العلاقة، كجزء من إستراتيجية البقاء والمقاومة، مؤكّداً أن تمسُّك اللاجئين الفلسطينيين بالوطن وبحلم العودة إليه كان ولا يزال مكوِّنا أساسياً في حفظ الثقافة والهوية الفلسطينية، وحافزاً إضافياً للقيادة الفلسطينية لمواصلة العمل لتحقيق المصالحة وطي صفحة الانقسام وحماية الهوية الوطنية من محاولات الطمس والتشتيت والمصادرة، وفاءً للشهيد القائد ياسر عرفات.
وثمَّن الحمد الله جهود معالي الأمين العام للأمم المتحدة السيد بان كي مون، ومبادرات اللجنة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف ورئيسها، لجهودهم باتجاه تحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني وإلزام إسرائيل بالوقف الفوري لانتهاكاتها والالتزام بالقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية.
وختم الحمد الله بالتأكيد على أن القيادة الفلسطينية لن يهدأ لها بال حتى يتم إطلاق سراح أسرى الحرية من سجون ومعتقلات الاحتلال الإسرائيلي.
كما توجَّه الرئيسان الحمد الله وميقاتي إلى القاعة السفلية، حيثُ تجوَّلا في معرض تراثي فلسطيني.