اختتام اسبوع التضامن مع فلسطين في مدريد
اختتم في العاصمة الاسبانية مدريد مساء اليوم السبت، اسبوع التضامن مع فلسطين، حيث رحب في بداية الاحتفال السفير ادواردو لوبيث مدير البيت العربي بالحضور، واكد ان البيت الذي احتضن على مدار اسبوع عدد من النشاطات التضامنية اختتم بندوة سياسية وحفل موسيقي لفرقة مقامات القدس.
والقى مدير عام السياسة الخارجية للشرق الاوسط مانويل غوميث اثيبيس، كلمة اسبانيا، اكد فيها على اهمية احياء اليوم العالمي للتضامن خاصة انه يجئ هذا العام بعد ان اصبحت فلسطين دولة مراقب في الامم المتحدة وعضو كامل العضوية في اليونسكو واهمية ذلك بالنسبة لفلسطين، واشار الى ان التزام اسبانيا مع القضية الفلسطينية هو سياسة دولة بغض النظر عن الحزب الحاكم، وان التزامنا السياسي يتجسد في دعم التطلعات المشروعة للشعب الفلسطيني، واشار الى المساعدة والدعم الاقتصادي المقدم من اسبانيا الى فلسطين بالارقام، خلال السنوات الاخيرة.
واكد في هذا المجال ان اسبانيا تدعم السلطة الفلسطينية في مساعيها من اجل التوصل لحل عادل وشامل على اساس حل الدولتين وبدعم من المجتمع الدولي، ورغم الصعوبات وتعقيد الوضع في الشرق الاوسط فاننا نامل بان تثمر جهود الوزير كيري في اعادة اطلاق المفاوضات في التوصل الى اتفاق على قاعدة حل الدولتين، وتعمل اسبانيا ومن خلال الاتحاد الاوروبي على هذا الاساس، مضيفا اننا نأمل انه وبعد اكثر من عشرين عام من مؤتمر مدريد ان نعود لهنا لتوقيع الاتفاق النهائي بين الطرفين. وفي ختام كلمته شكر السفير عودة على عمله الدؤوب لقضيته وشعبه.
عميد السلك الدبلوماسي العربي محمد الحناش سفير الجزائر، وبعد ان توجه بالشكر للسفير ادواردو لوبيث مدير البيت العربي، وممثل وزارة الخارجية ووزيرة الاتصالات د.صفاء ناصر الدين، والمطران عطا الله حنا، قال: إنه ليس يوم احتفال او سعادة بل يوم حزن ويوم حداد، يوم علينا ان نتذكر فيه عذاب الشعب الفلسطيني ومعاناته منذ اكثر من ٦٥ عاما بعد ان تم تهجيره وتشريده من ارضه ووطنه وتقسيم فلسطين بشكل ظالم، واضاف ان ما تقوم به اسرائيل من سياسات وممارسات تندى لها الجبين، من انتهاكات صارخة لكل المواثيق والشرائع الدولية وكل يوم تتطاول وتنتهك ابسط حقوق الانسان الفلسطيني وتمعن في هذه السياسة الظالمة.
من ناحيته قرأ السفير حسين بوزيد، رئيس بعثة جامعة الدول العربية في مدريد، رسالة الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي التي وجهها للامين العام للامم المتحدة بان كي مون، بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، والتي اكد فيها على ضرورة حماية الشعب الفلسطيني وتفعيل دور الامم المتحدة من اجل حل القضية الفلسطينية ودعم الشعب الفلسطيني في حقه بتقرير المصير واقامة دولته الفلسطينية، داعيا مجلس الامن الى عدم الكيل بمكيالين، وضرورة مطالبة اسرائيل بوقف سياساتها الاستيطيانية التي تقضي على اي فرصة للحل.
وقد اختتم سفير فلسطين كفاح عودة الندوة السياسية بكلمة قال فيها إنه ومنذ قرار التقسيم عام ١٩٤٧ ومنذ احتلال اسرائيل عام ١٩٦٧ فاننا نلتقي لنتذكر معاناة شعبنا ونضاله من اجل حقه في اقامة دولته ورغم الظلم التاريخي الذي وقع علينا نتيجة قرار ١٨١، فان اسرائيل امعنت في احتلالها وشردت شعبنا عام ١٩٤٨ واستولت على اكثر من ٧٨٪ من مساحة فلسطين ولم يبقى الا حوالي ٦٠٠٠ كم مربع من مساحة فلسطين والتي اعادت احتلالها عام ١٩٦٧، وقال: إن الاستيطان ومنذ مؤتمر مدريد ١٩٩١ تضاعف ٣ مرات وهذا غير شرعي ويقوض مبدأ حل الدولتين، فاسرائيل ممعنة في سياستها الاستيطانية والتهويدية للقدس ومحيطها وكل ارضنا الفلسطينية التي من المفروض ان نقيم عليها دولتنا، والقدس عاصمة لها والتي نود ان تكون مدينة مفتوحة لكل الاديان والمؤمنين وهي ارث حضاري لكل شعوب الارض.
وفي معرض حديثه عن العودة للمفاوضات قال: إننا قبلنا بعد ان رأينا تطورا في الموقف الاوروبي تجاه مقاطعة المستوطنات ومنتجاتها والذي اتخده الاتحاد الاوروبي وسيبدأ في تطبيقه مع بداية ٢٠١٤، وان رسالة الدعوة التي وجهها الوزير كيري تعترف بان حدود عام ١٩٦٧ هي اساس اعادة اطلاق المفاوضات، وكذلك بعد القرار اللهام الذي صوتت عليه ١٣٨ دولة في الامم المتحدة برفع مستوى التمثيل الفلسطيني في الامم المتحدة الى دولة مراقب، وهذا اعتراف بان اراضينا محتلة وليس متنازع عليها، اي اننا وحسب القانون الدولي اصبحنا دولة تحت الاحتلال، هذا الاحتلال الذي يخالف بممارساته كل القوانين والاعراف الدولية.
وفي الختام شكر اسبانيا على مواقفها الداعمة وتوجه بالشكر للبيت العربي ووزارة الخارجية ومجلس السفراء العرب والجاليات الفلسطينية والعربية التي شاركت على مدار هذه الايام التضامنية في احياء هذه الذكرى.
وفي الفقرة الاخيرة لإختتام الاحتفال التضامني قامت فرقة مقامات القدس ـ معهد ادوارد سعيد- بعزف بعض المقاطع الموسيقية وغناء الاغاني الوطنية التي صفق لها الجمهور على مدار اكثر من ساعة ونصف، علما بأن هذه الفرقة قد جاءت خصيصا لإسبانيا واحيت الحفلات في مدريد وبرشلونة بمناسبة يوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني.