تصعيد إسرائيلي لإفشال المصالحة واستحقاق أيلول
وفا- (خالد الخالدي)
قال مسؤولون فلسطينيون: إن التصعيد الإسرائيلي الأخير، يهدف لإفشال تطبيق اتفاق المصالحة الفلسطينية، وعرقلة التوجه للأمم المتحدة للاعتراف بالدولة الفلسطينية في أيلول.
وقال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح محمد اشتية لـ "وفا"، "تحاول إسرائيل تصدير أزمتها السياسية من خلال التصعيد، في ظل الجهد الفلسطيني الذي يلاقي ترحيبا دوليا، مشيرا إلى أن "العالم يلوم إسرائيل ويحملها مسؤولية انسداد الأفق السياسي".
وأضاف: إسرائيل تخسر في السياسة وتربح في الأمن، ولهذا تعمل على تحويل الأزمة السياسية إلى حالة أمنية من خلال التصعيد، لكسب الرأي العام الدولي".
وشهدت الأسابيع الأخيرة تصعيدا إسرائيليا على صعيد التصريحات والمواقف السياسية من جهة، والممارسات على الأرض من جهة أخرى.
وقد سرعت إسرائيل وتيرة الاستيطان، وتهويد القدس، والاستيلاء على الأراضي، وتكثيف حملات الاعتقال.
وترافق ذلك مع مواقف سياسية، عبّر عنها رئيس وزراء إسرائيل، بنيامين نتنياهو، في خطابه أمام الكونغرس الأميركي، الذي قرّر فيه حلولا من جانب واحد لمعظم قضايا الوضع النهائي، قبل التفاوض بشأنها مع الجانب الفلسطيني، تلتها تهديدات علنية من رئيس الأركان بني غانتس أمام الكنيست، برد قاس في أية مواجهة محتملة مع الفلسطينيين أو العرب.
كما عقدت الحكومة الإسرائيلية جلستها الأسبوعية الأخيرة في القدس الشرقية المحتلة، وأقرّت مبلغ 100 مليون دولار لتهويد المدينة المقدسة.
وشدد اشتية على ضرورة التوجه للأمم المتحدة للاعتراف بالدولة، وأن يتضمن هذا التوجه دعوة لحماية المدنيين الإسرائيليين.
وأضاف أن حكمة الرئيس محمود عباس في معالجة الملف السياسي يجب أن تستمر، مشيرا إلى أن جزءا من المعركة السياسية هو شرحنا للعالم بأن التصعيد الإسرائيلي يهدف لقتل العملية السياسية.
وأكد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح أنه يجب على كل غيور على المصلحة الوطنية دعم تنفيذ اتفاق المصالحة، التي تشكل ردا على التصعيد الإسرائيلي.
وقال عضو المكتب السياسي لحزب الشعب وليد العوض لـوكالة "وفا": "إن إسرائيل بهذا التصعيد تحاول قطع الطريق على المصالحة الفلسطينية، وخلط الأوراق لإرباك القيادة الفلسطينية لمنعها من التوجه للأمم المتحدة للاعتراف بالدولة الفلسطينية".
ويرى العوض أن مبعث هذا التصعيد، "شعور لدى نتنياهو بالنشوة والإنجاز، لما حققه في زيارته الأخيرة للولايات المتحدة الأميركية، وخاصة خطابه أمام الكونغرس وما حظي به من دعم وتأييد، اعتبره نتنياهو ضوءا أخضر لمواصلة العدوان".
وأضاف أن "إسرائيل تستغل التغييرات في المنطقة العربية وانشغالها بالثورات والاحتجاجات، لتنفيذ مخططاتها على الأرض، والاستفراد بالفلسطينيين".
وقال العوض: "إن خير رد على التصعيد الإسرائيلي هو الإسراع في تنفيذ اتفاق المصالحة الفلسطينية، وإصرار القيادة على التوجه للأمم المتحدة للاعتراف بالدولة الفلسطينية، والمراكمة على النجاحات التي حققتها الدبلوماسية الفلسطينية".
ودعا إلى تفويت الفرصة على محاولات التصعيد العسكري الإسرائيلي في قطاع غزة واستغلال فتح معبر رفح، كذريعة لهذا التصعيد.
ويرى عضو المكتب السياسي لحزب الشعب اقترابا في الموقف الدولي تجاه الحقوق الفلسطينية المشروعة، لكنه لا يخفي أن هذا الموقف ما زال دون المستوى المطلوب، وهنا "يترتب على الدبلوماسية الفلسطينية والعربية التحرك أكثر من أجل كسب المواقف الدولية لصالح القضية الفلسطينية.
أما المحلل السياسي هاني المصري، فقال: "إن التصعيد الإسرائيلي يهدف لتوحيد الإسرائيليين أكثر، استعدادا لاستحقاق أيلول، وكذلك الرد على المصالحة الفلسطينية، وعلى المقاومة الشعبية والسياسية والقانونية لسياسات إسرائيل، في ظل توقف المفاوضات".
وأشار إلى أن خطاب نتنياهو في الكونغرس الأميركي، حمل في طياته تهيئة للعالم لما يمكن أن تفعله إسرائيل في المرحلة المقبلة.
وقال إن "الرد على هذا التصعيد هو تطبيق المصالحة أولا، وجعلها حقيقة على الأرض، وتطويرها على برنامج سياسي ونضالي يستقطب دعم وتأييد العالم، وينسجم مع القانون الدولي والشرعية الدولية".