أرواح معلقة في بورين
تعيش رحمة نجار في منزل معلق على سفح جبل يبعد بضع أمتار عن مستوطنة 'يتسهار' المقامة على أراضي المواطنين في قرية بورين جنوب محافظة نابلس، وسط خطر كبير يتهدده.
وتتعرض منطقة ريف نابلس لهجمات تطال القرى القريبة من المستوطنات، خاصة 'يتسهار' التي يسكنها مستوطنون راديكاليون عرفوا بعدوانيتهم وارتكابهم جرائم عديدة لم يحاسبوا عليها.
منزل عائلة رحمة نجار 'أم بسام' الواقع في منطقة بعيدة نسبيا عن مساكن القرية، معرض في أية لحظة للهجوم، وفي العادة يهرع بعض رجال القرية لمساعدتها.
في كل زاوية من البيت حتى الحجر والشبك الحديدي تم تهيئته لرد اعتداءات المستوطنين خوفا من دخول الحجارة التي يقذفونها رشقا عليهم.
نجار تقول إنها لا تعرف مصيرها ومتى ساعة الموت تدق لتكون بخيالها المرير صورة دقائق معدودة لتنهي حياتها.
وتعيش السيدة وبعض أفراد عائلتها كوابيس وهواجس بعد أن سرق المستوطنون قطيع مواشٍ تملكه العائلة.
وقالت 'لم يعد أمامي سوى العيش مع الدواجن التي طالتها السرقة أيضا، فلا مسكن بقي على حاله ولا حظيرة مواشٍ ولا حتى الدواجن'، أصبح كل شيء بعين أم بسام ذكرى مؤلمة تلوع قلبها.
تقدمت رحمة نجار بشكوى رسمية إلى الجهات المختصة والشرطة الإسرائيلية مع تقديم الإثباتات الكاملة على السرقة وعلى وجود الأغنام في حظائر المستوطنة، ولم تجدِ الدلائل نفعا وسط نكران الشرطة الإسرائيلية.
ترسم ذاكرة أم بسام حدود قرية بورين التي تحيطها مستوطنة 'يتسهار' من الجنوب ومستوطنة 'براخا' من الشمال، وقيدت القرية كذلك ببؤرة استيطانية في الشرق والغرب وأصبحت في سجن كبير لا يمكن للمواطنين العيش بطمأنينة حتى الطفل الصغير غير آمن وهو يلعب بجوار بيته.
تخشى العائلة من أن تصاب يوما ما بمكروه كبير جراء اعتداءات المستوطنين، ولم تتمكن طواقم الإسعاف من تقديم المساعدة لها نظرا لوجود البيت المعلق على سفح الجبل.
مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة غسان دغلس، قال إن قرية بورين تتعرض لهجمات استيطانية بشكل يومي وهذه الهجمات تشكل خطرا على سكانها.
وأضاف أن المزارعين في القرية يعانون من أعمال العنف التي يمارسها المستوطنون ضدهم من حرق للأشجار واستيلاء على مواشيهم.
وأشار تقرير نشره مركز المعلومات الفلسطيني في 'وفا' إلى تصاعد اعتداءات المستوطنين خلال الشهر المنصرم، فقد نفذوا أكثر من 45 اعتداء، شملت اقتلاع الأشجار وحرق وإتلاف المزروعات، وتجريف أراض، وقد نتج عن اعتداءات المستوطنين في تلك الفترة استشهاد مواطن وإصابة 10 آخرين بجروح مختلفة تركزت معظمها في محافظة نابلس وجنوب الخليل والقدس المحتلة، حيث قطع المستوطنون ما يزيد عن 200 شجرة زيتون.