مستعمرون يقطعون عشرات الأشجار جنوب نابلس ويهاجمون منازل في بلدة بيت فوريك    نائب سويسري: جلسة مرتقبة للبرلمان للمطالبة بوقف الحرب على الشعب الفلسطيني    الأمم المتحدة: الاحتلال منع وصول ثلثي المساعدات الإنسانية لقطاع غزة الأسبوع الماضي    الاحتلال ينذر بإخلاء مناطق في ضاحية بيروت الجنوبية    بيروت: شهداء وجرحى في غارة إسرائيلية على عمارة سكنية    الاحتلال يقتحم عددا من قرى الكفريات جنوب طولكرم    شهداء ومصابون في قصف للاحتلال على مناطق متفرقة من قطاع غزة    "فتح" تنعى المناضل محمد صبري صيدم    شهيد و3 جرحى في قصف الاحتلال وسط بيروت    أبو ردينة: نحمل الإدارة الأميركية مسؤولية مجازر غزة وبيت لاهيا    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 43,846 والإصابات إلى 103,740 منذ بدء العدوان    الاحتلال يحكم بالسجن وغرامة مالية بحق الزميلة رشا حرز الله    اللجنة الاستشارية للأونروا تبدأ أعمالها غدا وسط تحذيرات دولية من مخاطر تشريعات الاحتلال    الاحتلال ينذر بإخلاء 15 بلدة في جنوب لبنان    شهداء ومصابون في قصف الاحتلال منزلين في مخيمي البريج والنصيرات  

شهداء ومصابون في قصف الاحتلال منزلين في مخيمي البريج والنصيرات

الآن

فيديو- وحيدان في أبو البصل

القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
فاطمة إبراهيم 
كان يوما خريفيا دافئا، ذاك الذي قدم فيه عثمان بلاسمة قبل 54 عاما وعروسه إلى خربة أبو البصل، الواقعة على جبل غرب مدينة سلفيت، بعد تركه لبلدته 'كفر سابا' في فلسطين المحتلة عام 1948'.
 
وكان يوماً شاحباً قائظاً، ذاك الذي رحل فيه محمد نجل عثمان قبل 9 سنوات إلى جوار ربه، بعد اغتياله في الخربة على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي.
 
'عمّرنا الأرض وسكنّا العلية، وبدأت حياتي شابا هنا'، يقول بلاسمة الذي يبلغ من العمر اليوم 80 عاما.
 
الرجل الذي ودّع قريته قسرا قبل 65 عاماً، لم يدرك أن نكبته لم تنته بعد، فالخربة التي لجأ اليها وكانت تضم 40 عائلة فلسطينية، خلت بعد انتقال ساكنيها أوائل الثمانينيات للعيش في مدينة سلفيت، لانعدام الخدمات فيها.
 
واقفا إلى باب منزله المتهلهل يحدثنا بلاسمة: 'كان في الخربة أكثر من 200 شخص، جميعهم رحلوا. الحياة هنا صعبة، لا ماء ولا كهرباء ولا حتى طرق من الخربة وإليها. الناس لم يحتملوا العيش هنا، رحلوا، هاجروا'.
أراضي الخربة صودرت قبل عشر سنوات من الاحتلال الإسرائيلي، ليقام عليها مستوطنة 'بركان' الصناعية، وعثمان يرفض الخروج من الخربة رغم علمه أن المستوطنين ينتظرون موته وزوجته، ليستكملوا توسعة الستوطنة فوق منزله.
 
يقول: 'العمال الفلسطينيون أخبروني أن حراس المستوطنة يخططون للاستيلاء على أبو البصل. قالوا لهم حين يتوفى الحج وزوجته سنأخد كل هذه المساحات'.
 
تصنف الخربة  التي تبعد مسافة كيلومتر ونصف عن آخر طريق معبد من سليفت؛ ضمن مناطق 'ج' الخاضعة لسيطرة إسرائيل، ولا تتوفر أية طريق مباشرة إليها، ما يضطر أبو حسن وزوجتة إلى استخدام الدواب للنتقل من المدينة لبيتهم وبالعكس، وبالطبع فان وجود خطوط للكهرباء والمياة مستحيل في هذه المنطقة.
 
تقول ام حسن: 'يحتاج أبو حسن إلى العلاج، والطريق إلى أقرب عيادة تحتاج إلى نصف ساعة مشيا على الأقدام، الماء يأتينا بالصهاريج. معاناتنا تزداد عند حلول الظلام، هذه منطقة خلاء، لا تسلم من القوارض والأفاعي وحتى الخنازير البرية. لا يوجد نور هنا...'.
 
يحتفظ بيت عثمان بلاسمة المكون من حجريتين قديمتين في خربة أبو البصل، بسر اختباء الشهيد يحيى عياش داخلة لأربع سنوات، خلال فترة مطاردته من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، وكذلك اختبأ فيه محمد الابن الاصغر لأبو حسن مدة عامين، قبل أن تغتالة قوات الاحتلال هناك عام 2004، هذا السر الذي يمنع أبو حسن من ترك الخربة والرحيل مع من رحلوا عنها.
 
'مكان ما استشهد ابني بدي اموت واندفن'، يقول عثمان بلاسمة.
 
ذكرى من دفن في الأرض التي سكنها متخفيا عن عيون الجنود، هي فقط ما يمد العجوزان بالصبر على وحدتهما في أبو البصل.


za

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024