تظاهرة ثقافية في البرازيل تضامنا مع فلسطين
اختارت البرازيل عاصمتها برازيليا، لتكون مسرحا مفتوحا لكل الفعاليات في اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، وتوحدت الدول العربية وجمعها فلسطين بمعرض تم افتتاحه لهذه المناسبة.
ولم تكتف البرازيل بالساسة والنواب في قاعة مجلس النواب المغلقة، بل انطلقت للمسارح والحدائق والشوارع وكأنها تصر أن تصل كل فرد فيها أينما كان، تحث الجميع على المشاركة عندما تقع عينه على العلم الفلسطيني يزين الشوارع، وكوفية تلف الأعناق والأكتاف، ولعل انطلاق الحناجر بالغناء والهتاف برفقة الموسيقى والأهازيج كان أكثر استفزازا للمشاركة.
وعقد مجلس النواب البرازيلي جلسة خاصة تضامنا مع فلسطين ترأسها النائب اوغوستو كارفاليو، ورئيسة لجنة العلاقات الخارجية بيربيتوا الميدا، صاحبة مشروع قرار الجلسة الخاصة، وتناوب المتحدثون على إبراز أهمية التضامن والوقوف مع الشعب الفلسطيني وعدالة مطالبه، والإشارة للعلاقات المميزة الفلسطينية البرازيلية.
وكان لحضور نائب وزير الخارجية للشؤون السياسية السفير باولو كورديرو، والأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير محمد صبيح، أثرا خاصا أثرى الجلسة الافتتاحية للأسبوع التضامني، بالإضافة إلى حضور أكثر من 40 سفيرا من السلك لدبلوماسي المعتمد.
وتم عرض فيلم عن فلسطين آخر عن السياحة فيها، وافتتحت الفرق نشاطها في الجلسة بتقديم عرض قصير لفرقة الكوفية الفلسطينية والمجد العمانية داخل المجلس.
وعلى المسرح الوطني أبدعت الفرق العربية، كل أتى من عمق وطنه لكن كلهم حملوا فلسطين في قلوبهم، فكانت القاسم المشترك في عروضهم والكل غنى لها. بلغت فيها الكوفية الفلسطينية قمة الروعة وقد ملأت أرجاء المسرح بالأغاني والأهازيج التي تروي الحكاية الفلسطينية.
ومن المغرب أتى الموسيقار الحاج يونس مصحوبا بنصفه الثاني، العود، كما يحلو له أن يدعوه ليلتحما بأداء طربي رائع. أما المطربة المغربية فاتن هلال بك فأهدت اللقاء أغنية 'أولى القبلتين وثالث الحرمين' والتفّت بكوفية فلسطينية، قالت عنها إنها أجمل هدية ستحملها معها إلى الأبد، مؤكدة التزامها واعتزازها بالقضية الفلسطينية.
وشاركت أنيسة بنت صالح التي تحمل ثقافتها الثلاثية- مغربية جزائرية برازيلية- لتثبت أن الإنسان يملك فطرة تمكنه من استيعاب الجميع إن أراد، وبطريقة ثورية جديدة أطل شباب جمعاوي أفريكا الجزائرية ليقدموا قالبا موسيقيا غنيا للحضور. وانطلق صوت الأطفال من السعودية يردد 'يا أرض الخير يا أرضي، يا أرض الحب والإيمان' ليقول إن الأمل في الأطفال دوما. غنوا لفلسطين والقدس معبرين عن ضمير الشعب والأمة العربية.
وبعد أمسية غنية بتنوع ثقافاتها وفنونها، أهدى سفير المغرب هذه الأمسية العربية للنضال وللشعب الفلسطيني. في حين مجلس السفراء العرب وسفير الجزائر رئيس اللجنة التحضيرية للاحتفالية، وجه امتنانه للشعب البرازيلي على تفهمه ودعمه.
وأكد سفير دولة فلسطين أن شعب فلسطين شعب سلام، وكما أبدع في نضاله وولادة الأبطال هو مصنع للمبدعين أيضا، يربي أبناءه على القيم السامية وليس الإرهاب.
وشكر الرئيسة والنواب وحرصهم الدائم على العلاقات العربية البرازيلية، وشكر الجامعة العربية وأمينها العام المساعد محمد صبيح، وقال إن فلسطين كانت كبيرة والآن أكبر، وكانت جميلة والآن أجمل، وهي الآن في أبهى صورها وسط الدعم العربي والعالمي.
واستمر الامتداد لليوم التالي، حيث أقيمت مسيرة في الحديقة المركزية لبرازيليا على أنغام فرقة الكوفية والتنورة والمجد العمانية وجمعاوي أفريكا الجزائرية، وشارك فيها البرازيليون والعرب وغنوا وهتفوا لفلسطين.