أفول نجم شعري كبير ... " ابن مصر العشة" الشاعر أحمد فؤاد نجم يغادر الحياة بعد 88 عاما من وجع القصيدة ونواحها
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
تحت شعار " نجم اللون الخامس في العلم الوطني" يستقبل عدد من المثقفين والكتاب الفلسطينيين العزاء برحيل الشاعر المصري العربي الكبير أحمد فؤاد نجم في مقهى رام الله اليوم الاربعاء.
وكان "نجم" توفي أمس في القاهرة عن عمر ناهز الـ88 عاما، ويعتبر نجم واحدا من كبار شعراء اللهجة المحكية في مصر الذي عالج في قصائده أوجاع الفقراء وتحدث عن قضاياهم وتطلعاتهم الكبيرة. كما ضحى بسني عمره من أجل مواقفه ومبادئه التي ارتبطت ارتباطا وثيقا بالقضية الفلسطينية، وبمختلف قضايا التحرر الانسانية في العالم أجمع.
فكتب عن صرخة جيفارا، ورثى هوشي منه وعبدالناصر، لينطلق " الفاجومي" في رحلة رفض لكل ما ينافي كرامة الإنسان وحقه في العيش الكريم كان يرافقه في هذه الرحلة على العود صديقه الراحل المبدع الشيخ إمام.
وفي خضم ثورة يناير ويونيو والتي نادت " بالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الانسانية " لم ينس " نجم" فلسطين التي طالما غنى لها وسجن لأجلها.
" نجم" شاعر " الغلابة" كان صديقا لمظاهرات الطلبة في العالم العربي فهو ابن مصر " العشة" وليس " مصر القصر" كما كتب في قصيدة له في سبعينيات القرن الماضي التي شهدت أوسع حركة احتجاجية طلابية ضد نظام السادات في ذلك الوقت وكان نصيبه الاعتقال والتعذيب.
امتاز شعر نجم بالسخرية الكاريكاتيرية المرة، الذي لم يترك خللا الا واشار اليه في شعره، فكان " جبرتي" مصر الثاني في العصر الحديث، موثقا التاريخ اليومي للشعب وهمومه.
ويعتبر نجم شاهدا على تحولات المجتمع المصري من خلال شعره الذي صور الحياة بتفاصيلها كافة، فكتب منتقدا تسليع الحياة والإنسان والقيم في مراحل الانفتاح الاقتصادي، فكان مع سكان القبور والأحياء الشعبية والعشوائية عاشقا في غزله، وكان كمثل عرق عامل يعمل بالسخرة من أجل تشييد البنايات العالية، ودرع جندي يرابط على الحدود.