الولجة : الاحتلال لم يمنع بعد "اختراع" عيادة متنقلة تعمل بالطاقة الشمسية !!
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
عبد الرحمن يونس - من بين اختراعات "بالإكراه" يبدعها الفلسطينيون المصابون بـ "الجدار" الذي يقيمه الاحتلال الإسرائيلي على أراضيهم، ثمة ما يستحق الانتباه في قرية الولجة الصغيرة غرب بيت لحم، حيث تمكن الأهالي المحاصرون، أخيرا، من ابتداع عيادة متنقلة تعفي مرضاهم من الانتظار على حواجز التفتيش...
العيادة المتنقلة التي تعمل أجهزتها بواسطة الطاقة الشمسية و اعتبرت حلا إبداعيا في مواجهة التدابير العسكرية الإسرائيلية المسلطة في المناطق المصنفة ( ج )، وهي مناطق تضم نحو 65 في المئة من أراضي الضفة، باتت تمثل لدى أهالي الولجة أفضل الممكن للتغلب على بند في قائمة الممنوعات الطويلة التي يشهرها الاحتلال لتجريدهم من الحياة في العصر، بما في ذلك منعهم من إقامة المنازل أو أي منشآت طبية أو تعليمية .
قال رئيس مجلس قروي الولجة عبد الرحمن أبو التين لـ القدس دوت كوم ، إن إنشاء عيادة متنقلة خفف على الأهالي الكثير من التعب، سيما و أن "جدار الفصل" الذي يشدد الخناق على القرية يقطع عليهم الطريق إلى مستشفيات القدس، مشيرا إلى أن إنشاءها بدعم من الحكومة الإيطالية جاء لتعذر استصدار ترخيص لبناء عيادة طبية من سلطات الاحتلال، فيما أكد القائم بأعمال مدير الصحة في محافظة بيت لحم هشام سلامة، أن العيادة الأولى من نوعها في فلسطين، جاءت بعد رفض الاحتلال عدة محاولات لإقامة مركز طبي ثابت، وهي حل مؤقت لمساعدة أهالي الولجة ولتقديم خدمات الرعاية الصحية للأطفال والأمهات وأولئك الذين يعانون من أمراض مزمنة ويحتاجون متابعة طبية دائمة، مشيرا إلى أنها توفر خدمات الطبيب العام ورعاية الأمومة والطفولة و بعض الطعومات اللازمة للأطفال .
العيادة المؤلفة من غرفة تضم سريرا واحدا و يديرها طبيب و مساعده ستشمل في المستقبل، كما قال سلامة، صيدلية ومختبر لإجراء التحاليل اللازمة للمرضى، وفحوصات أمراض السكري، فيما أوضحت الطبيبة المناوبة زاهية عناب لـ القدس دوت كوم أن العيادة تقدم الآن معظم الخدمات الصحية العامة لأهالي القرية البالغ تعدادهم نحو 2500 مواطنا، علاوة على توفيرها بعض العلاجات و الأدوية .
صحيح أن العيادة المتواضعة تمثل أفضل الحلول المتاحة لتمكين الأطفال والمسنين المرضى من تجنب جدران وحواجز "جيش الدفاع الإسرائيلي"، غير أن أهالي الولجة المهجرين بفعل النكبة الفلسطينية يأملون يوما وقد صار لديهم منشأة صحية ثابتة ودائمة .