كنز في العراء..
بعيدا عن المباني الحديثة في بلدة قراوة بني حسان في محافظة سلفيت بالضفة الغربية، يقع 'بنك الرومان المركزي' الذي صكت فيه تلك الدولة عملتها.
قراوة، التي تضم مجموعة من المعالم الأثرية التاريخية للحضارات اليونانية والرومانية والكنعانية القديمة، أقيمت على أنقاض قرى تلك الحضارات التي اندثرت وبقيت بعض شواهدها.
رئيس بلدية قراوة بني حسان عبد الحميد مرعي قال 'إن البناء كان مندثرا كليا تحت التراب، لكن بعد زيارات متكررة لمجموعة من الباحثين والمنقبين عن الآثار بدأت تظهر معالمه شيئا فشيئا'.
والآن لا يدخل المبنى سوى نسمات الهواء والأوراق التالفة التي حطت مكان الزائرين والسياح الذين كانوا في منتصف سبعينيات القرن الماضي يتوافدون إلى 'صك العملة' بأعداد كبيرة، ويقول مرعي 'كان يأتي نحو 8 حافلات كل أسبوع إلى هنا' معبرا عن وجعه لما حل بالمبنى الذي يطلق عليه اسم 'البتراء الصغيرة'.
وسمي المبنى بـ'صك العملة' أو 'دار الضرب' حسب مرعي، نسبة إلى المكان الذي كانت تصك به العملة قديما، وكان يحتوي على أعمدة حجرية منحوتة بالصخر، تبقى منها عمود واحد بعد سرقة الاحتلال لعمود ووضعه في متحف في تل أبيب حسب أهالي البلدة.
وحال العديد من المعالم الأثرية الموجودة بالبلدة كحال 'صك العملة' فهناك ما اندثر تحت التراب وتعرض للهدم كقصري 'الصباح' و'فرفده' الكنعانيين.
ويحمّل مرعي وزارة السياحة مسؤولية الاهتمام بالمعالم الأثرية في البلدة التي تحيطها المستوطنات الإسرائيلية من جهاتها الأربع.
وفي ذات الإطار أكد وكيل وزارة السياحة والآثار حمدان طه أن الوزارة تعمل ضمن الاتفاقية الانتقالية التي تحدد صلاحيتها في نطاق مناطق 'أ' و 'ب'، وهي لا تستطيع التحرك فعليا في مناطق (ج) منوها إلى أنه جرت العديد من المحاولات ولكن سلطات الاحتلال كانت تواجههم بشكل مستمر.
وأشار طه إلى أن عدد المعالم الأثرية في محافظة سلفيت يزيد عن مئة موقع، تتمثل عموما بالخرب والتلال، والمدرجات الزراعية بالإضافة إلى البلدات التاريخية القديمة والتي تمثل حلقة مهمة في تاريخ المنطقة.
وحول حديثه عن 'صك العملة' أفاد طه، بأنه تم وضع العديد من المخططات والاستراتيجيات لحمايته وإصلاحه، موضحا أنه موقع أثري هام يعود إلى الفترة 'الهلنستية'، في القرن الرابع قبل الميلاد وكان عبارة عن مقبرة ارتبطت بمراسم دفن شخصيات ذات مكانة في مجتمعهم، مشبها إياه بمقبرة السلاطين بالعاصمة المحتلة.
وبين طه، دور الوزارة في هذه المحافظة حيث تم ترميم وإصلاح معالم تاريخية في بلدة دير استيا.
وفي السياق ذاته أوضح مدير السياحة في محافظة سلفيت منتصر جودت، أن سبب عدم قدرة الوزارة على ترميم وإصلاح المعالم الأثرية الموجودة بقراوة بني حسان وقرى محافظة سلفيت بشكل عام هو وقوع أكثر من 70% منها بمنطقه (ج) أي تحت السيطرة الكاملة الإسرائيلية.