معمّر، معاوية وسعيد عمارنة .. حكاية الم غارقة في الدموع !!
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
من علي سمودي - مثل كل فجيعة كاوية و تحفر عميقا في الوجدان الجمعي؛ حد إحاطتها بحكايات أقرب إلى الأساطير، يتناقل كثيرون من أهالي قرية "زبدة" غرب جنين، أن سربا من الطيور حط لدقائق قرب توابيت الشبان الثلاثة، الشقيقين معمر و معاوية عمارنة و قريبهما و رفقة عمريهما سعيد مسعد عمارنة، الذين قضوا قبل أيام في حادثة سير مروعة على الطريق؛ حتى أن بعضهم تحدثوا عن مشاهدتهم الطيور تحلق فوق موكب تشييعهم إلى مثواهم الأخير...
الأب فواز عمارنة الذي يعيش "أسوأ كوابيس العمر" إثر فجيعته بمصرع نجليه معمر و معاوية، كما عائلة رفيقهما في الموت و الحياة سعيد عمارنة، قال لـالقدس دوت كوم باكيا، أن الحكاية التي يتناقلها أهالي "زبدة" عن سرب الطيور الذي شارك في موكب زفاف الثلاثة إلى قبورهم، "بشرى خير تؤكد أن الله تقبلهم شهداء"، لكن الرجل المفجوع يعتبر فقدانه ولديه "موتا لكل الأحلام التي كانت تجعل لحياته معنى" .
الحزن الذي أشعل لدى المواطن فواز عمارنة جمرة الروح منذ وارى ولدية الثرى، كان دفعه ليلة الحادثة المروعة، رغم التفاف الأهل والأصدقاء حوله ومحاولتهم التخفيف عنه – كان دفعه للصعود إلى فوق سطح منزله و الصراخ بأعلى الوجع : "يا معمر، يا معاوية.. لا تتركوني، عودوا إلي... !!"، فيما تقول العائلة أن أوجاع الفقد التي ترافقه، آخذة في التفاقم حد أنه بات يتمنى لنفسه و لزوجته الثاكلة "اللحاق بولديهما في أسرع وقت" !
قال أقارب الشقيقين عمارنة ( 22 و 20 عاما ) اللذين قضيا صريعين برفقة قريبهما سعيد مسعد عمارنة، إثر حادثة تصادم بين الدراجة النارية التي كانوا يستقلونها وهم عائدين إلى "زبدة" و سيارة كانت على الطريق – قالوا أن الوالد كان يرسم لولديه أحلاما لا نهاية لها، بينها أن معمر الذي تفوق في الثانوية العامة ثم بعد ذلك في جامعة القدس المفتوحة ( جاء إلى الحياة بعد شقيقتين و شقيق آخر عاجله الموت ) سيحوز "الدكتوراه" في تخصص إدارة الأعمال، أو درجة "الماجستير" على أقل تقدير؛ رغم الوضع المعيشي الصعب للعائلة، فيما يمثل له معاوية "آخر العنقود" سندا يندر وجوده؛ ذلك أن الفتى الذي غادر مقاعد الدراسة وهو في الصف العاشر، كان أخذ على نفسه عهدا بأن يكون شريكا وفيا له في رعاية العائلة، بما في ذلك لتأمين تعلم شقيقه الوحيد معمر وكل شقيقاته .
من جهتها، قالت عائلة الشاب سعيد مسعد عمارنة، أن والده الذي يعيش سبعينيات عمره كان ينتظر زفافه، فيما أشار شقيقه احمد مسعد إلى أنه والعائلة يعيشون مرارة الفجيعة "مثلثة"، لافتا إلى أن شقيقه "الحدّاد" الذي اختطفه الموت قبل الأوان، "كان تخلى عن دراسته في مرحلة مبكرة ليساعد في رعاية الأسرة المؤلفة من 12 شخصا"، و "كان بشوشا و يتمتع بطيبة القلب"، و "كان صدوقا مع نفسه ومع الناس درجة أنه رافق صديقيه معمر و معاوية إلى الموت، أيضا"، و كان..." و "كان..."؛ غير أن بقية الحكاية غرقت في الدموع .