فلسطين تستذكر مواقف بطل الكفاح ضد التمييز العنصري
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
يحفظ أبناء شعبنا الفلسطيني عن ظهر قلب العبارة الشهيرة لرئيس جنوب إفريقيا الأسبق الزعيم الراحل نيلسون مانديلا 'إن ثورة جنوب أفريقيا لن تكتمل أهدافها قبل حصول الشعب الفلسطيني على حريته'.
واهتم الراحل مانديلا بالقضية الفلسطينية، وعلق على وفاة الرئيس الراحل ياسر عرفات، قائلاً: 'كان ياسر عرفات من أعظم المناضلين للحرية خلال جيلنا، لقد كرس (عرفات) حياته للقضية الفلسطينية'.
وكان الرئيس الراحل عرفات من أوائل المهنئين لمانديلا بعد الإفراج عنه من سجون التمييز العنصري التي أمضى فيها أكثر من ربع قرن وتحول إلى رمز إفريقي عالمي لمناهضة العنصرية من أجل الحرية وحقوق الإنسان، قبل أن يجتمع به لأول مره في زامبيا، كما التقى الزعيمان الراحلان خلال قمة منظمة الدول الإفريقية في تونس عام 1994.
دافع مانديلا بقوة عن القضية الفلسطينية، وهو الذي اختبر السجن والاضطهاد، وقارن مراراً السياسات الإسرائيلية بنظام الفصل العنصري السابق في بلاده.
وزار هذا الزعيم الافريقي في تشرين الأول 1999، قطاع غزة واستُقبل كالأبطال وعانق الراحل ياسر عرفات، واصفاً إياه بأنه 'مقاتل من أجل السلام'.
وفي آذار 2001 وجه الزعيم الإفريقي الجنوبي رسالة إلى الصحافي والكاتب المعروف توماس فريدمان، قال فيها: 'الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي ليس مسألة احتلال عسكري فحسب، فإسرائيل ليست دولة قامت في ظروف طبيعية وصودف أنها احتلت بلداً آخر عام 1967. الفلسطينيون لا يناضلون من اجل دولة، بل لتحقيق الحرية والتحرير والمساواة، تماماً كما ناضلنا في سبيل الحرية في جنوب أفريقيا'.
وأضاف :'حرَمَت إسرائيل ملايين الفلسطينيين من حريتهم وأملاكهم. أقامت نظاماً ينتهج التمييز العنصري وتغييب العدالة. سجنت وعذَبت آلاف الفلسطينيين منتهكة قواعد القانون الدولي. وشنت حرباً على المدنيين، وخاصة الأطفال'.
وأظهر الراحل مانديلا في الكثير من المناسبات دعمه لنضال شعبنا، وقال في مقدمة كتاب 'عرفات متى لم يكون هنا' للمؤسسة العربية للدراسات والنشر - بيروت :'هناك أنواع من النضال المميز من أجل الحرية تأسر اهتمام العالم ووجدانه بطريقة فعالة وعلى نحو شديد الوضوح. ويندرج النضال الأخاذ الذي يخوضه الشعب الفلسطيني من أجل استقلاله السياسي وتقرير مصيره ضمن هذه الأنواع، إذ ليس لأي من عشاق الحرية في العالم إلا أن يتعاطف بعمق مع معاناة أبناء شعب هجروا من وطنهم وشتتوا في أرجاء العالم، وتركت أجيال متعاقبة منهم تعاني محنة النشوء في مخيمات للاجئين، أو في أراض محتلة يعانون فيها نير احتلال يستهدفهم بقهر وقمع متواصلين'.
وأضاف: 'هذه الأنواع من النضال البطولي إنما هي دائما نتاج جهد جماعي تبذله الملايين من الرجال والنساء المستعدين للتضحية من اجل غايات مشتركة نبيلة، ففي جميع أنواع النضال الناجح تحشد طاقات الناس جميعا في إطار منظمة قادرة على قيادة الشعب والتعبير عن إرادة الجماهير، وقد حظي الشعب الفلسطيني على نحو خاص بالقيادة الجماعية لمنظمة التحرير الفلسطينية وعلى رأسها رجل يتمتع بمقدرة قيادية ومنزلة عالية وحكمة ومثابرة وإخلاص، هو ياسر عرفات'.
وكان رئيس جنوب إفريقيا جاكوب زوما أعلن ليل الخميس-الجمعة، أن الزعيم نيلسون مانديلا، بطل الكفاح ضد التمييز العنصري، توفي عن عمر يناهز 95 عاما في منزله في جوهانسبورغ.
ونعى رئيس دولة فلسطين محمود عباس، الزعيم مانديلا، وأمر بتنكيس الأعلام، وأعلن الحداد ليوم واحد على وفاته.
وقال الرئيس عباس: 'جمعتنا مع الزعيم الأممي مانديلا علاقات نضالية وتاريخية ستبقى راسخة إلى الأبد بين الشعبين الفلسطيني والجنوب أفريقي'، مضيفًا 'مانديلا كان قائدًا ومقاتلًا من أجل حرية شعبه، وكان رمزًا للتحرر من الاستعمار والاحتلال لكل الشعوب من أجل حريتها'.
نيلسون مانديلا ولد عام 1918 هو سياسي مناهض لنظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا وثوري شغل منصب رئيس جنوب أفريقيا 1994-1999. وكان أول رئيس أسود لجنوب أفريقيا، انتخب في أول انتخابات متعددة وممثلة لكل الأعراق.
وعام 1999 سلم مانديلا السلطة إلى زعماء أكثر شبابا وأكثر تأهيلا لإدارة اقتصاد حديث في رحيل طوعي نادر عن السلطة ضرب مثلاً للزعماء الأفارقة.
ومع تقاعده حوّل مانديلا جهوده إلى مكافحة مرض العوز المناعي المكتسب 'الايدز' في جنوب إفريقيا خصوصا بعدما توفي ابنه بالمرض في 2005.
وكان آخر ظهور رئيسي لمانديلا على الساحة العالمية عام 2010 عندما حضر مباراة في نهائيات كأس العالم لكرة القدم ولقي استقبالا حافلا من 90 ألف متفرج في ملعب سويتو الحي الذي شهد بزوغه زعيماً للمقاومة.