إنطفأ " نور"
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
محمود قزموز - إنطفأ "نـور"؛ الشاب ذو الخلق الجميل، والوجه البشوش، ترجّل بلا مقدمات، ودون سابق انذار، عَجِلاً للقاء ربه فلم يترك لرفاقه حتى فرصة لقول: وداعاً.
"نور"، ابن بلدة بيت سوريك قضاء القدس، لم يكمل ربيعه الـ25، فقد قضى قبل ايام معدودات جراء حادث سير، وحوادث السير هي الوجه الاخر للعبة الموت العبثي الذي يسرق اعمار الكثير من الشباب والاطفال هذه الايام.
إنطفأ "نور" في الحادث الذي وقع قرب بلدة بير نبالا، لتزداد لوحة المعاناة قتامة بالنسبة لاصدقائه وزملائه في معهد الاعلام العصري بجامعة القدس- ابو ديس، الذين خسروا، من قبله، زميلهم معتصم عدوان، وقد استشهد بدم بارد في مخيم قلنديا.
والدة "نور" اوصت اصدقاءه: "ما تنسوا نور.. وما تنسوني من بعد ما راح الغالي.. نور راح مني، بس انتوا اللي ضليتولي يمه"..
"أم نور" لم تصدق -تماماً- بعد أن الموت اقتنص فلذة كبدها: "انتو كنتو متخيلين نور يموت.. لسه جوزتو قبل كم شهر.. انا المريضه اللي لازم اموت، مش هو ".
وتلك زوجة "نور" تئن لفقدانه : "مره حكيتله اذا بدنا نموت لازم نموت سوا، بس انا قبلك بثانية عشان ما اشوفك ميت ولا افقدك ولا لحظة".
وقضت مشيئة الله ان ترى زوجها يسبقها الى الموت، لكن بعد ان ترك فيها حياة سترى النور قريباً، فهي تنتظر مولودها الجديد.. "نور" الابن.
اصدقاؤه ايضاً غير مصدقين ما حدث، فهذا صاحبه ضياء علان ينعاه قائلاً "ماذا لو أنّ للموتى عيون، ماذا لو كانت المقابر لا تنام، كم كنت احتاج من الايام والكلام لاشرح لك ما حلّ بي بعدك يا نور".
ويمضي في كلماته الحزينة: "في ذات الليلة التي دُفنتَ فيها متُ الاف المرات، اقسم يا صديقي منذ رحيلك لا تفارقني ضحكتك النرجسية ولا كلماتكَ الروحانية، لقد كنا نفضي ارواحنا الى بعضها وبصدق جنوني لنهرب من واقع مرير".
اما غسان نمر، رئيس دائرة الاعلام في معهد الاعلام العصري، فيتحدث عن فاجعة فقدان نور بالقول "للقدر احكام لا مفر منها، صعقت بخبر فقدان أحد طلبة المعهد من خريجي السنة الماضية، ورغم ان الموت قدرنا جميعا لكنه يبقى صعباً على النفس فقدان الاحبة.. انا لله وانا اليه راجعون".
اصدقاء "نور" وأحبته حملوه على الاكتاف قبل اشهر عندما زفوّه عريساً، وقبل ايام قليلة حملوه، مرة اخرى، على اكتافهم، لكن هذه المرة الى مثواه الاخير.. ودعوه جسدأً وعادوا يحملون في قلوبهم الذكريات الطيبة والدعوات الصالحات له بالمغفرة، واملاً في ان يعوض الله بـ"نور" الابن، فسبحان من لا يأخذ حتى يهب، ومن لا يقطع حتى يصل.
haمحمود قزموز - إنطفأ "نـور"؛ الشاب ذو الخلق الجميل، والوجه البشوش، ترجّل بلا مقدمات، ودون سابق انذار، عَجِلاً للقاء ربه فلم يترك لرفاقه حتى فرصة لقول: وداعاً.
"نور"، ابن بلدة بيت سوريك قضاء القدس، لم يكمل ربيعه الـ25، فقد قضى قبل ايام معدودات جراء حادث سير، وحوادث السير هي الوجه الاخر للعبة الموت العبثي الذي يسرق اعمار الكثير من الشباب والاطفال هذه الايام.
إنطفأ "نور" في الحادث الذي وقع قرب بلدة بير نبالا، لتزداد لوحة المعاناة قتامة بالنسبة لاصدقائه وزملائه في معهد الاعلام العصري بجامعة القدس- ابو ديس، الذين خسروا، من قبله، زميلهم معتصم عدوان، وقد استشهد بدم بارد في مخيم قلنديا.
والدة "نور" اوصت اصدقاءه: "ما تنسوا نور.. وما تنسوني من بعد ما راح الغالي.. نور راح مني، بس انتوا اللي ضليتولي يمه"..
"أم نور" لم تصدق -تماماً- بعد أن الموت اقتنص فلذة كبدها: "انتو كنتو متخيلين نور يموت.. لسه جوزتو قبل كم شهر.. انا المريضه اللي لازم اموت، مش هو ".
وتلك زوجة "نور" تئن لفقدانه : "مره حكيتله اذا بدنا نموت لازم نموت سوا، بس انا قبلك بثانية عشان ما اشوفك ميت ولا افقدك ولا لحظة".
وقضت مشيئة الله ان ترى زوجها يسبقها الى الموت، لكن بعد ان ترك فيها حياة سترى النور قريباً، فهي تنتظر مولودها الجديد.. "نور" الابن.
اصدقاؤه ايضاً غير مصدقين ما حدث، فهذا صاحبه ضياء علان ينعاه قائلاً "ماذا لو أنّ للموتى عيون، ماذا لو كانت المقابر لا تنام، كم كنت احتاج من الايام والكلام لاشرح لك ما حلّ بي بعدك يا نور".
ويمضي في كلماته الحزينة: "في ذات الليلة التي دُفنتَ فيها متُ الاف المرات، اقسم يا صديقي منذ رحيلك لا تفارقني ضحكتك النرجسية ولا كلماتكَ الروحانية، لقد كنا نفضي ارواحنا الى بعضها وبصدق جنوني لنهرب من واقع مرير".
اما غسان نمر، رئيس دائرة الاعلام في معهد الاعلام العصري، فيتحدث عن فاجعة فقدان نور بالقول "للقدر احكام لا مفر منها، صعقت بخبر فقدان أحد طلبة المعهد من خريجي السنة الماضية، ورغم ان الموت قدرنا جميعا لكنه يبقى صعباً على النفس فقدان الاحبة.. انا لله وانا اليه راجعون".
اصدقاء "نور" وأحبته حملوه على الاكتاف قبل اشهر عندما زفوّه عريساً، وقبل ايام قليلة حملوه، مرة اخرى، على اكتافهم، لكن هذه المرة الى مثواه الاخير.. ودعوه جسدأً وعادوا يحملون في قلوبهم الذكريات الطيبة والدعوات الصالحات له بالمغفرة، واملاً في ان يعوض الله بـ"نور" الابن، فسبحان من لا يأخذ حتى يهب، ومن لا يقطع حتى يصل.