الأحمد يلتقي القنصل العام البريطاني لدى فلسطين    "هيئة الأسرى": الأسير فادي أبو عطية تعرض لتعذيب وحشي أثناء اعتقاله    سلسلة غارات للاحتلال تستهدف مناطق متفرقة في لبنان    رام الله: قوى الأمن تحبط محاولة سطو مسلح على محل صرافة وتقبض على 4 متهمين    أبو الغيط: جميع الأطروحات التي تسعى للالتفاف على حل الدولتين أو ظلم الشعب الفلسطيني ستطيل أمد الصراع وتعمق الكراهية    قوات الاحتلال تغلق حاجز الكونتينر شمال شرق بيت لحم    الاحتلال يواصل عدوانه على مدينة ومخيم جنين لليوم الـ34    لليوم الـ28: الاحتلال يواصل عدوانه على مدينة طولكرم ومخيميها    الاحتلال يقتحم قباطية ويجرف شوارع ويدمر البنية التحتية    الطقس: فرصة ضعيفة لسقوط الامطار وزخات خفيفة من الثلج على المرتفعات    الاحتلال يؤجل الافراج عن الدفعة السابعة من المعتقلين ضمن اتفاق وقف إطلاق النار    شهر من العدوان الاسرائيلي على مدينة ومخيم جنين    الاحتلال يواصل عدوانه على طولكرم وسط اعتقالات وتدمير واسع للبنية التحتية    الرئيس يصدر قرارا بتعيين رائد أبو الحمص رئيسا لهيئة شؤون الاسرى والمحررين    معتقل من يعبد يدخل عامه الـ23 في سجون الاحتلال  

معتقل من يعبد يدخل عامه الـ23 في سجون الاحتلال

الآن

وداعا رافع الناصري


لم يكن " رافع الناصري " الذي رحل صبيحة السبت الماضي عن عالمنا، في العاصمة الاردنية عمان، فنانا تشكيليا عراقيا فحسب بل وعالميا على نحو ما اضاف لفن الحفريات على الخشب / الغرافيك وهو يأخذه الى تقنيات جديدة في الصناعة والتعبير، وخاصة في اللون وطبيعته وحيث اكتشف مادة الاكريليك يستخدمها بدلا من الالوان الزيتية، وينسب له ايضا اكتشافه لجماليات الحرف العربي الذي جعل منه لوحات في غاية الحسن والمعنى ، ويوصف رافع الناصري كذلك بانه رسام المشاهد الكونية حيث الاقمار المجرحة، والفضاءات المفعمة بأسئلة اللون وقلقه وتطلعاته الجمالية معا .
 لرافع الناصري في بيتي لوحتان من اعماله الغرافيكية نهاية الثمانينيات من القرن الماضي ، لوحتان دونما نسخ اخرى، ما يجعلهما فريدتين كنت اقتنيتهما منه مباشرة ، فقد كنت مع صديقي زهير رضوان وهوشقيق فناننا التشكيلي المعروف حسني رضوان الذي هو احد تلاميذ رافع الناصري ، كنا دائمي الزيارة لمحترف " رافع " في دارة الاورفلي الثقافية في حي المنصور ببغداد وهو ما جعلنا انا وزهير من اصدقاء " الناصري " الذي كان يستقبلنا في كل مرة بمنتهى الود واللطف والبساطة والحميمية، عدا طبعا عن اننا كنا من المعجبين باعماله الفنية، وفي اطار هذه الصداقة تعرفنا على الانسان الطيب والودود والمعرفي على نحو مدهش الذي كان عليه رافع الناصري، وبحكم فلسطينيتنا تقرب الناصري منا كثيرا في حوارات السياسة وشؤونها، ولم يكن متطرفا في اي من طروحاته او وجهات نظره، وكان محبا لفلسطين برؤية جمالية لمعنى القضية الفلسطينية ودورهذا المعنى في تشكيل الذائقة الجمالية لقضايا الحرية والتحرر، ولأن الثقافة في شرطها الانساني كما كان يقول اساس الرؤية الصائبة والمعرفة الحرة.
لن يدخل " رافع الناصري " العام الجديد المقبل برحيله المادي عن هذا العالم، لكنه بالقطع دخل التاريخ ولن يغادره وهو الذي اعطى للكثير من نصوصه واحداثه، قيمة اللون وحكايته الجمالية المحرضة على الحرية والراسمة لدروبها بالحفر والتشكيل .
وداعا يا صانع الجماليات الرفيعة ، ايها الحفار الوديع ، يا زارع اللون في حقول الاحلام العظيمة ... وداعا رافع الناصري .
المحرر الثقافي
 
 

za

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2025