كريم يونس .. مناضل بلا حدود.
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
ك كريم بسخــائه
ر رجــــل بثبــاته
ي يافع بشبـــابه
م مناضل بعطائه
رجل هو خير الرجال…صامد شامخ متمرد على الظلم والاحتلال…لم يكن يوماً رجل المرحلة وإنما هو رجل كل المراحل لم يتوان لحظة عن بذل كل ما بوسعه من أجل وطنه وشعبه وقضيته
قائد منذ بزوغ فجره،قائد منذ كان طفلاً في المدرسة،متيقظ لما يجري حوله،ومدرك منذ طفولته أن وطنه سليب ومحتل، وأن اسرائيل دولة احتلال،وأن المدرسة التي يتعلم فيها محكومة من قبل سلطات الاحتلال…فكان متمرداً على الواقع المرير،رافضاً رفع العلم الإسرائيلي فوق المدرسة،وكان يشعر بنوع من الظلم والاضهاد،ويردد ومجموعة من زملائه وأصدقائه النشيد الوطني الفلسطينيفي ساحات المدرسة كنوع من التحدي والانتصار لوطنه فلسطين
أعتقل قبل واحدٍ وثلاثين عاماً ولم تلن عزيمته،بل ظل صامداً رافعاً رأسه إلى عنان السماء،مستمراً في نضاله وعطائه……لم يرضخ يوماً لسلطات الاحتلال وإدارات مصلحة السجون ولم يساوم،بل أستمر في خوض معركته ضد سجانه وظل يقاوم.
إنه كريم يونس …الإنسان الفلسطيني الذي أعتقل على أيدي قوات الاحتلال من داخل حرم جامعة بن غوريون في بئر السبع على مرأى ومسمع زملائه وإدارة الجامعة في السادس من يناير عام 1983م،وما زال في الأسر حتى هذه اللحظة يجسد أسمى أيات التحدي والصمود والصبر والفداء، ينتصر على السجان في كل لحظة، ويضرب بصموده أكبر مثل عن الإرادة الفلسطينية التي ستنتصر طال الزمن أو قصر.
والدة كريم يونس ….إمرأة بألف رجل
بصوتها الخافت المليء بالشوق والحنين لاحتضان إبنها الغائب منذ واحد وثلاثين سنة تقول والدة الأسير كريم يونس :” لم أصدق خبر الإفراج عن الأسرى المعتقلين قبل اتفاقية أوسلو ،فبعد عدم شملهم في جميع صفقات تبادل الأسرى التي قامت بها السلطة والفصائل الفلسطينية،وفي ظل الرفض القاطع من قبل سلطات الاحتلال وإصرارها على موقفها بعدم الإفراج عن الأسرى الذين تصفهم بأصحاب الأيادي الملطخة بالدماء وتحديداً فلسطينيو ال48.هنا فقدت الأمل بعودة كريم إلى بيته وحضني اللذان يفتقدانه منذ أكثر من ثلاثين سنة.
كل زاوية وكل ركن في هذا البيت يذكرني بكريم،فهو غائب بجسده فقط، إلا أن صورته ماثلة امامي في كل لحظة وروحه المرحة وصوته الدافئ يملأن المكان.في بعض الأحيان أتخيله جالساً بيننا يناقشنا ويبدي رأيه في كل شيء، فشخصيته القوية وجراته تركتا أثراً كبيراً في هذا المنزل،لقد كان يبدي رأيه بكل موضوع ويناقش كل الأمور،فموضوع أعتقاله وابتعاده قصراً عنا يجعلني دائمة البكاء والافتقاد له.
افتقدة حين اطبخ وأتذكر الأشياء التي كان يحبها ويفضلها، فقد كان يحب طبيخ رب البندورة، وأنا أقوم سنويا بطبخ البندورة والاحتفاظ بنصيبه،والان سأعد الكثير منه لأنني سأحتضنة وأضمة إلى صدري من جديد،فهو كالجندي الذي ذهب إلى حرب ما للدفاع عن أرضه ولم يعد،ويظهر بعد غياب دام لاكثر من ثلاثة عقود.ليس هناك أجمل من هذه اللحظة،فكل شيء بالنسبة له تغير،أمابالنسبة لنا فلم يتغير.”
كريم يونس أعتقل وهو شاب جامعي فتي،أما إخوته فكانوا أطفالاً صغاراً، والآن سيعود إلى قريته وبيته حراً مرفوع الرأس،وستضمه والدته التي أعياها وأتعبها المرض إلى حضنها الدافئ فتقول:”صمدت وتحملت وأنتظرت من أجل هذه اللحظة،سأضمه إلى صدري حتى أشبع منه وأعوضه عن حرمان استمر لأكثر من واحدٍ وثلاثين عاماً.”
صمتت والدة كريم بعض الشيء ثم تأوهت وقالت:”لقد جلست على كرسي الإنتظار لأكثر من واحدٍ وثلاثين عاماً،أنتظره في كل ساعة وفي كل لحظة،ولكنني الآن أدعو إلى الله أن يمد بعمري حتى يتحرر كريم فترى الناس الفرحة على وجهي بعدما تمنوا رؤيتها منذ اعتقال كريم ولو لمرة واحدة.”
تروي والدة الأسير كريم يونس لحظة اعتقال إبنها،فهذه الحادثة تتذكرها منذ ما يقارب الواحد والثلاثين عاماً. لم تنس تلك الليلة المشؤومة، وتتذكر ذلك الموقف في كل ليلة قبل أن تنام، تتذكر كيف اقتحم جيش الإحتلال بيتهم وتقول:” في السادس من كانون الثاني عام 1983م،سمع والد كريم صوت دقات عنيفة على باب بيتنا،كان البرد قارصاً والساعة قد تجاوزت الثانية بعد منتصف الليل،فتوجه مسرعاً نحو الباب وفتحه،لم يكن يعلم أنهم جنود الاحتلال،وانا كنت أقف خلف الباب، فدفعني الجنود إلى الداخل،وطلبوا مني إحضار كريم الذي كان حينها طالباً يدرس في جامعة بن غوريون في بئر السبع.أخبرتهم أنه غير موجود،فقاموا بتفيش البيت والعبث بمحتوياته،وعندما لم يجدوه غادروا البيت.وفي صباح اليوم التالي توجه جنود الاحتلال إلى جامعة بن غوريون وألقوا القبض على كريم أمام زملائه وأساتذته،حيث وقف الجميع متفرجين لأنه ليس بإمكانهم فعل أي شيء، ووجهت له تهمة قتل جندي اسرائيلي
لم تصدق عائلة الأسير كريم هذه التهمة،وأصابتهم الصدمة والحيرة وأصبحت الاسئلة تدور في عقلهم،ماذا عليهم أن يعملوا وكيف بإمكانهم مساعدة إبنهم وأصدقائه تقول والدة كريم:”أخذت العائلة تبحث عن محام قدير لعله يساعد إبنها في التخلص من هذه التهمة، وجدنا محامياً له باع في القضايا الأمنية،الا أننا صدمنا كثيراً حين طلب منا مبلغا مالياً يصل إلى 16 ألف دولار. قبلنا وأوكلنا له القضية،وبعد 27 جلسة محاكمة أمتدت لمدة سنة كاملة،صدر حكم النيابة الاسرائيلية.هنا فقدت الامل في الحياة فقد حكم عليه هو وماهرالمتهم وإياه بقتل الجندي بالاعدام شنقا بالحبل، لا انسى هذه اللحظة ولم أعرف ماذا أفعل، فالبكاء غير كفيل بمداواة جرحي،فابني وفلذة كبدي سيعدم وليس بيدنا حيلة،ماذا أفعل وكيف أتصرف؟؟؟لم أعد أعلم كيف أتصرف وكأنني عجزت تماما حتى عن التفكير.”
تقول والدة كريم ودموع عينيها تتدفق وصوتها خافت بالكاد تستطيع أن تسمعها،لأن رحلة الشقاء والتعب والتنقل من سجن لاخر أصبحت ظاهرة المعالم عليها:”هذا الحكم الجائر جاءوا به من أجل تحطيمنا معنوياً ونفسياً،اسرائيل لم تعدم أياً من سجنائها من قبل حتى عام 1983م،وكان الهدف من هذا القرار فقط إخافتنا ومعاقبتنا كوننا مواطنو اسرائيل أي أننا نحمل الجنسية الاسرائيلية ولم نحافظ عليها،فهم يمنون علينا بهذه الجنسية وينسون أننا نحن أصحاب الحق والأرض،وأنه سيأتي يوم ونسترجع فيه بيتنا وارضنا ووطنا.”
تتابع والدة الاسير كريم سرد ماحدث وتفتش بخبايا ذاكرتها وتنتقل من صفحة لاخرى وتروي لنا أحداثاً وكأنها حدثت اليوم ولم يمر عليها سوى دقائق فتقول:”عندما صدر هذا الحكم قررت العائلة تغيير المحامي وتعيين آخر. لقد كان يهودياً، وتقاضى مبلغاً مالياً كبيرأً،وخلال عدة جلسات لم تستغرق سوى شهر واحد غيرت المحكمة قرارها وحكمته بالمؤبد المفتوح بدل الشنق.”
لم تعلم العائلة هل تفرح ام تبكي؟فالعائلة لا تريده أن يشنق فيرحل رحيلا ابدياً،وحكم المؤبد المفتوح سيمكنهم على الأقل من رؤيته والاطمئنان عليه،ولكن سيبقى حضن والدته فارغ دائم الشوق والحنين له،فهي كباقي الأمهات تريد أن تراه يتزوج ،ينجب أطفالاً ولكن ليس باليد حيلة،تقول والدته ” أن يبقى أسيراً والباب مغلق عليه طوال حياته ونعيش على الأمل أفضل الف مرة من رؤيته تحت التراب.”
القلب سيبقى جريح للأبد،فأمه لم تعد تقوى على الحركة، والمرض أعياها وأبعدها بعض الشيء عن إبنها فلذة كبدها،فهي أصبحت سجينة مثل إبنها كريم،سجينة حكم عليهابالمؤبد المفتوح كابنها ،لم تترك سجنا إلا وزارته،تمضي أياما وهي تنتظر بفارغاً الصبر يوم الزيارة،تقول :”واحد وثلاثون عاماً وانا أنتقل من سجنٍ لآخر،لم أغب عن أي زيارة على الرغم من تعب المشوار والساعات الطويلة التي كنا ننتظرها من أجل رؤيته لوقت قصير،لا أذكر سوى بضع مرات لم أزره وكان المرض هو السبب الرئيسي لعدم زيارتي،فيقوم أحد إخوته بزيارته بدلاً مني.”
تقول والدة الأسير كريم يونس:”أنتظر زيارته بلهفة وكأنني أزوره أول مرة،أحدثه بكل ما يحدث في هذه الدنيا،وهو دائم السؤال عن الجميع،عن الوطن والأهل،وأنا بدوري أحدثه بكل ما يحدث في بلدنا من أفراح واتراح،وفي نهاية كل زيارة،تنزل دموعي منهمرة بسبب ألم الفراق،ولكنه منذ أول زيارة له حتى اليوم ما زال يؤكد لي أنه سيعود ويتحرر من السجن،فيقول لي بصوته القوي والمليء بالتحدي:” لا تبكي سوف أعود يا أمي،لا تقلقي،لن يطول غيابي”.واحد وثلاثون عاما ,وانا أزوه كل أسبوعين مرة، وهو يردد هذه العبارة إلى أن جاء خبر الإفراج عنه.
سفيرة كريم للأسرى المحررين
منذ اعتقال كريم ووالدته تجوب وتسافر إلى كافة مدن وقرى ومخيمات الوطن،وذلك بهدف التواصل مع الأسرى المحررين وأهلهم،فهذه وصية كريم ،هو دائما يطلب منهم أن يذهبوا لتهنئة الأسرى المفرج عنهم،تقول ريم يونس زوجة أخ الاسير كريم:”لم نترك مدينة أو قرية إلا وزرناها مهنئين أهلها بالإفراج عن أحد أسراها،فنحن لا نخسر شيئاً بل نكتشف ونرى معزة كريم لدى هؤلاء الأسرى،ورؤيتهم عائدين إلى أحضان أمهاتهم وزوجاتهم وأبنائهم يؤكد لنا أن كريم عائد لا محالة.”
ذكريات لا تنسى
عادت دموعها للانهمار مرة أخرى كنهر دائم الجريان فهذه الدموع لم تجف منذ ما يقارب واحد وثلاثين عاماً، تمسح دموعها عن وجنتيها حتى لا يلاحظها أحد إلا أن هذه الدموع تأبى التوقف،تقول:” مرت علينا مواقف كثيرة وكنا نتمنى أن يكون كريم بيننا أصعبها يوم رحيل والده فقد توفي في 6/1/2013م،وتصادفت مع ذكرى اعتقاله،وقد طلبنا عدة مرات وقدمنا لعدة جهات أن يسمحوا لكريم بحضور جنازة والده فرفضوا،ومن ثم طلبنا أن يحضر عزاءه وأخبرونا بالموافقة ولكن قبل ساعات من السماح له عادوا وأخبرونا أنهم رفضوا الموضوع ولن يسمحوا له.”
تروي والدته حكاية إبنها وكأنها تتصفح كتاباً مليئاً بالذكريات منها الجميلة ومنها الحزينة،ولكن ذكرياتها عن كريم كلها جميلة فهو كزهرة الياسمين تفوح عطراً في كل مكان.كريم الذي تنقل في جميع سجون الاحتلال عندما يذكر أسمه الجميع يقف إجلالاً وإكباراً، فهو من ضحى بعمره دفاعاً عن وطنه وقضيته العادلة.العديد من الأسرى المحررين والذين تقوم والدة الاسير كريم بزيارتهم والتواصل معهم يؤكدون لها أن كريم دائم التفاني في النضال والجهد من أجل حقوق الأسرى،لديه خبرة ووعي كرسهما في خدمة الحركة الأسيرة وتطرير أوضاعها.فالأسرى الذين تزورهم دائما يتحدثون عن بطولات ومواقف كريم وخاصة مع الاسيرات حيث أنه دائم الإطلاع على أوضاعهن والسؤال عنهن، وبذلك ترى بعيونهم مدى حبهم له وتأثرهم به.
……يبثون الأمل في حياتها ويؤكدون لها أن إبنها سيعود لها عما قريب،إنهم الأسرى المحررون الذين عايشوا كريم فأصبح الأخ والصديق لهم،عندما قام الاحتلال الاسرائيلي بالإفراج عن الدفعة الثانية من الأسرى الذين تم اعتقالهم قبل إتفاقية أوسلو، قامت والدته بزيارتهم فأكد لها الأسير المحرر خالد الأزرق بأنه متفائل بعودة كريم إلى حضنها،وستفرح به وتزوجه وترى أحفاده عما قريب.
يقول الأسير المحرر أحمد أبو الرب:”كريم يونس أكثر ممثل للأسرى تم عزله عبر تاريخه الطويل في الأسر،وهو الأسير الأكثر تفانياً في تقديم مطالب الآخرين على نفسه.”
كثيرة هي الذكريات والاحلام،نتذكر ما نحب ونتمنى ونأمل أن نقوم بها مرة أخرى،فهذه الذكريات محفورة لا يمكن محيها أو نسيانها.كريم أخي كان الأب والاخ والصديق،يقول نديم يونس شقيق كريم:”لي ذكريات مع كريم أتمنى لو يعود بنا الزمن للوراء لنعود ونقوم بكل الأمور التي كنا معتادين على القيام بها سويا،فكريم كان الأخ الأكبر في العائلة،وكانت لدية رخصة قيادة مركبة،كان يحب ويفضل أن يأخذنا أنا وأخي وأخواتي للبحر ومن ثم يذهب بنا للسوق لشراء الملابس،أتمنى أن يفرج عنه ونذهب للبحر سوية،نلهو ونلعب، نشكو همومنا وأحزاننا،فالبحر نفسه يفتقد كريم.”
لقد قام الأسير كريم يونس برثاء والده فقال في رثائه:
اعلم انك انتظرتني وقد طال انتظارك
اعرف انك انتظرت وانتظرت وانتظرت
ثلاثون عاما انتظرت وتحملت وحاولت حتى لم تعد …. فرحلت
لماذا استسلمت؟! ا
هو القدر
ثلاثون عاما بالتمام والكمال كنت صامدا على أمل …. حتى سئمت
حياة السجن يا أبت أشبه بالأيام الغابرة
فهي الخيال والسكون والأحلام العابرة
كنت احلم ان أعود – كنت احلم ان أعود كما الشعب العائد إلى وطنه
كنت احلم ان أعود إلى حياه تغير شكلها وتغير لونها لكنك فيها
بل تنتظر كي ترمم ذاكرتي التي تشوهت
وتساعدني على استعاده ملامح وطني حين أعود …. هل نسيت
وقد اختتمها ب:
نم قرير العين ولا تحزن
فذكراك نخلدها ووصاياك سنحفظها ونحميها
ومشوارك سنكمله
وأحلامك سنحققها
أبناؤك وأحفادك بإذن الله على دربك فلا تقلق
ترفق أي ملك الموت ترفق
ترفق بأعز الناس علي ترفق إنا لله وإنا إليه راجعون
سجن هداريم
كثيرة هي المواقف التي تمنتها والدة الأسير كريم يونس أن يكون إبنها حاضراً ومشاركا فيها،تضيف:”إن قلبي لا تفارقه الأحزان وخاصة في الأعياد،فأنا لا أحتمل غيابه فهاهو يمر علينا عيد تلو الآخر وكريم ما زال قابعاً كالأسد في سجنه،أقسى لحظات مرت علينا ولن نستطيع نسيانها كانت عندما تزوج أشقاؤه وشقيقاته،كان يطلب مني أن أفرح عندما يتزوج أي واحد منهم،ولكن قلبي كقلب أي أم لا يستطيع أن يفرح وفلذة كبدها غائب عنها،ففرحتي الحقيقية والكبرى يوم خروجه وتحرره بإذن الله.”
حياته التعليمية
أنهى كريم دراسته الابتدائية بمدارس قرية عارة والثانوية في الناصرة حيث حصل على معدل 98 في البجروت، وهذا المعدل فتح له المجال لدراسة الهندسة الميكانيكية في جامعة بئر السبع،إلا انه وخلال السنة الثالثة إعتقلته سلطات الاحتلال الاسرائيلي فلم يتمكن من إكمال تعليمه الجامعي في تخصصه ،وخلال وجوده في سجون الاحتلال التحق كريم بالجامعة المفتوحة قسم العلوم السياسية والعلاقات الدولية،ولكن بسبب الأوضاع في السجون لم يتمكن مرةًأخرى من إنهاء تعليمه الجامعي.
انتاجه الأدبي والسياسي
أصدر كتابان الأول بعنوان( الواقع الآخر للأحزاب الاسرائيلية)، تحدث من خلاله عن جميع الأحزاب السياسية الاسرائيلية وفضح سياسية تلك الأحزاب،وأما الكتاب الثاني فكان تحت عنوان (الصراع الايديولوجي والتسويه) .
كتب عدة مقالات أثناء تواجده في السجن منها المقالات السياسية والأدبية والفكرية والايديولوجية،وتحدث في إحدى مقالاته وتحديداً عام 1989م عن توقيع اتفاقية سلام بين الجانبين الفلسطيني ممثلاً بمنظمة التحرير الفلسطينية والجانب الاسرائيلي،وأكد أن منظمة التحرير الفلسطينية ستوقع اتفاقاً مع اسرائيل تعترف بموجبه بدولة اسرائيل،ويعود عدد من قيادات المنظمة إلى الضفة الغربية وقطاع غزة،علماً أن كريم يونس الذي كان أول أسير فلسطيني يتنبأ بهكذا حدث،كان رافضاً لما سيحدث ولما ستفرزه هذه الاتفاقات وكان يتمنى الا تصح تنبؤاته،لأن اسرائيل دولة احتلال ترفض العيش مع الفلسطينيين في دولة واحدة
لم ينس أصدقاء كريم صديقهم فهم دائمو السؤال عنه وعن أخباره ويتفقدون والدته لأنهم يعتبرونها أمانة في أعناقهم،تقول ريم يونس زوجة أخ الأسير كريم:”أكثر شيء غريب حدث معنا قبل شهرين،حيث قام أحد الأشخاص بالاتصال بنا عن طريق إحدى وسائل التواصل الاجتماعي،وأخبرنا أنه صديق وزميل كريم في الجامعة،وأنه من منطقة قريبة منا،فهو زميله في المختبرات أيام الجامعة،وأخبرنا أيضاً أنه ما زال يحتفظ بأغراض كريم وكتبة ودفاتره،لم تصدق والدته الموضوع وبدأت بالبكاء .قمنا بالإتصال به فلامته والدة كريم وعاتبته على غيابه وانقطاعه طوال هذه الفترة.إعتذر منها وأخبرها أنه لا يستطيع أن يأتي لأنه لا يريد أن يراها وهي في هذه الحال،لأنها ستحزن كثيراً على حد قوله حينما تراه وترى أبناءه الذين أصبحوا شباباً ومقبلين على الزواج،إلا أن والدة كريم أكدت له أنها ستفخر وتفرح كثيراً برؤيته،فهذه الصداقة والعلاقة الطيبة التي كانت بينهما تبعث فيها أمل الإفراج،والأمل بأنها سترى كريم وتفرح برؤية أبنائه.”
هذا هو كريم يونس…… عميد الأسرى الفلسطينيين والعرب…… أسطورة الصمود عبر تاريخ السجون في العالم ……إنه القائد القدوة،الذي طالما أجمع عليه الآلآف من الأسرى،إنه القائد الذي التف حوله الأسرى في كل اللمحطات واختاروه لقيادتهم وتمثيلهم رغماًعنه أكثر من مرة،هو الإنسان الفلسطيني الوطني الذي يقدم نفسه فداءً لغيره،فهو أكثر قائد وطني فلسطيني وممثل للأسرى تم عزله عبر تاريخ سجون الاحتلال الإسرائيلي.
إنه الكريم بكل صفاته والقائد الحقيقي الذي طالما استحق ما أوكله له زملاؤه الأسرى لتمثيلهم وقيادتهم،فكان وما زال خير ممثل للأسرى،وخير مدافع عن همومهم ومشاكلهم،وخير مطالب بحقوقهم التي كفلها لهم القانون الدولي وحقوق الإنسان،وسيبقى المثل الأعلى في الصبر والصمود لأي أسير أو أسيرة في كل بقاع الدنيا