شام ابيض..ويغرق
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
جميل ضبابات
تبث نداءات استغاثة على اثير اذاعة محلية في مدينة نابلس.. ويدوي الرعد وسط جو غير مألوف لكثير من سكان المدينة التي بدت معزولة عن العالم.
وتضرب عاصفة ثلجية عاتية عدة دول في الشرق الاوسط اطلق عليها عالميا 'اليكسا'، طغت على مختلف نواحي الحياة فيها.. ويقول رجل عبر اذاعة محلية، إنه محاصر وهو وآخرين قرب مستوطنة اسرائيلية شرق رام الله. وعندما يسأل المذيع مرة اخرى الرجل المحاصر عن المدة التي قضوها. قال منذ ليلة امس.
وتظهر تداعيات العاصفة اكبر من قدرات الدول التي تتعرض لها. ففي حين بالكاد تستطيع فرق الانقاذ في مدينة نابلس الوصول الى المحاصرين في الثلوج، يظهر اسرائيليون على الجانب الآخر محاصرون وسط كتل عالية من الثلوج بعد انقطاع الكهرباء.
نابلس ذاتها تظهر احيانا مدينة متجمدة. فالجبال العالية التي تحيط بها تظهر كاطار ابيض للوحة في اوروبا. ويمكن لأي اذاعة محلية فتحت موجة متواصلة لنقل استغاثات السكان ان تعطي صورة عن ما يجري في المدينة.
وتحاصر الثلوج بعض الاحياء العالية في المدينة.
ويقول سكان يقطنون على قمة جبل جرزيم، انه لم يعد بالإمكان الدخول والخروج من والى المنطقة. وكثير من الطرق تحاول جرافات الدفاع المدني في مختلف مناطق الضفة الغربية فتحها، لكن تراكم الثلوج يحول دون ذلك احيانا.
وشلت الحركة تقريبا بين المدن الفلسطينية.
وقالت بدوية الكاهن التي تسكن على قمة جبل جرزيم 'لم يعد بإمكاننا الحركة. في بعض الاماكن وصلت الثلوج الى اكثر من متر'. وتظهر جبال نابلس والريف المحيط بها كتلة بيضاء. وسقطت الثلوج على جبال تطل على مناطق الأغوار وهي ظاهرة طبيعية نادرة في فلسطين.
وظهرت قوات الشرطة والدفاع المدني في مدينة نابلس تعمل بكل قوتها وآلياتها. ويعمل الدفاع المدني على مدار الساعة رغم الامكانات المتوفرة. وطلبت اليات من بعض المناطق للوصول الى مدينة نابلس.
لكن رغم ذلك لم يستطع بعض المواطنين الوصول الى المناطق العالية في المنطقة.
وقالت الشرطة ظهر اليوم، إن جميع الطرق في مدن رام الله والخليل ونابلس مغلقة بشكل كامل امام حركة المرور (دخول وخروج وداخل المدينة نفسها) مناشدة المواطنين عدم الخروج من المنازل الا للضرورة القصوى.
ومع تقدم ساعات النهار، ضربت 'اليكسا' بقوة معظم مناطق فلسطين والمنطقة.
وقيل ان شبانا كانوا عائدين من مطار اللد الى جبل جرزيم علقوا في الثلوج ولم يستطيعوا الوصول الى منازلهم. وكانت دوائر الارصاد الجوية حذرت على مدار الايام الماضية من عاصفة باردة ستهب على الارض الفلسطينية.
وتظهر العاصفة قوة أكبر مما توقعته دوائر الارصاد. ففي كثير من المدن والبلدات انقطعت الكهرباء. وقالت الكاهن 'انه لا اتصالات ولا كهرباء في المنطقة'. واشتكى مواطنون في نابلس من صعوبة الوصول الى مراكز شحن الكهرباء.
واعلنت بعض دول بلاد الشام عن تعطيل العمل والدراسة في المدارس والجامعات. وفي الاراضي الفلسطينية ذاتها توقفت الحركة واعلنت الحكومة الفلسطينية عن تعطيل الدراسة والعمل الا لفرق الطوارئ.
فالوصول من مدينة لأخرى بات مستحيلا.
وقالت ميرال وهي صحافية من القدس، ان 'الخروج من البلدة القديمة في المدينة المقدسة صعب نسبيا والمعظم التزم بيته. بعض البيوت دلفت'.
واضاف' الثلوج تراكمت بشكل كبير. هناك خوف من تهدم اسطح بعض المنازل'.
وساعدت مواقع التواصل الاجتماعي مثل( فيس بوك) على نشر استغاثات لإيواء المحتجزين بسبب تراكم الثلوج في لبنان وغيرها من المدن. لكن الفلسطينيين اظهروا تزامنا مع هبوب العاصفة قدرا من التندر والفكاهة.
وبثت بعض الشبكات اليوم، فيديو لرجل قالت انه من الخليل لا يرتدي غير سروال خفيف يسبح في مياه متجمدة ويبرز قوة كبيرة على تحمل درجات حرارة دون الصفر.
ويبدو ان تداعيات التساقط الكثيف للثلوج والامطار المستمر ستظهر بعد ذوبانه. فغير المركبات العالقة يقول سكان ان فيضانات شرق شمالي الضفة الغربية ادت الى عزل مناطق في شرقي طوباس.
ولا يمكن معرفة شدة الخطورة بعيدا عن المناطق النائية.
قال احد السكان في مدينة نابلس لمراسل 'وفا' ' ربما نحن بحاجة الى آليات مدرعة للتحرك. لا يمكن التحرك وسط هذه العاصفة الهوجاء'. واتصل مستغيثون يطلبون كيلو خبز.
وسقطت اشجار وبعض اعمدة الكهرباء في المدينة. لكن سكان اتصلت 'وفا' معهم قالوا انهم بحاجة الى خبز وبعض الادوية وحليب الاطفال. وتعمل الشرطة بكل قوتها للوصول الى العائلات التي بحاجة لبعض الحاجيات.
وفي ساعة محددة لم تظهر اي من المحلات التجارية يفتح ابوابها. وتجاوزت الثلوج في بعض مناطق نابلس اكثر من متر ونصف. ولم تسقط ثلوج بهذه الكثافة الا في بداية التسعينات.