صور: أثار كارثية وعائلات منكوبة جراء المنخفض: مناشدات من أهالي القطاع
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
تعرضت عشرات المنازل في مناطق مختلفة من قطاع غزة للغرق نتيجة الأمطار الشديدة التي هطلت الليلة الماضية على القطاع، وناشد المواطنون في شارع النفق شرق مدينة غزة صباح اليوم، الجهات المعنية بالتوجه للمنطقة لإنقاذ حياتهم بعد غرق عدد كبير من المنازل في المنطق وخاصة الطوابق الأرضية، حيث افادت مصادر غرق منطقة وادي السلقا بشكل شبه كامل وتحذيرات من كارثة بشارع النفق وبركة الشيخ رضوان.
وجاءت المناشدة بعد أن غرقت العديد من المنازل وخاصة الطوابقة الأرضية، بعد اشتداد المطر منذ يوم الأربعاء الماضي.
وتشهد مدينة غزة منخفض جوي غير مبسوق.
عائلة تنجو من الموت بعد غرق منزلها بالمياه العادمة في غزة
أنا سقعان كتير (أشعر بالبرد الشديد) ... أمضينا الليلة كاملة على سطح المنزل بدون أغطية بعد أن أغرقت المجاري ومياه الأمطار منزلنا"... نطق الطفل براء العف (10 أعوام) هذه الكلمات وأطرافه ترتجف من شدة البرد، بعد أن أخرجته طواقم الانقاذ من منزله المحاصر بالمياه بواسطة قارب صيد.
ولا يصدق الطفل العف أنه نجا من الموت مع بقية أفراد أسرته خلال تلك الليلة التي قضاها يرتجف من الخوف والبرد على سطح منزله بدون ملابس كافية أو أغطية، ويقول "في الساعة العاشرة ليلاً غرق المنزل كاملاً وبشكل مفاجئ بالمياه فأسرع والدي وحملنا إلى سطح المنزل".
ويضيف "لم يتمكن والدي من انقاذ شيء من الأغطية أو الملابس فقد أغرقتها المياه بشكل كامل ما اضطرنا إلى المكوث على سطح المنزل تحت المطر الشديد ولم نجد سوى قطعة من النايلون لنقي بها أنفسنا من المطر".
"احتضنتني والدتي أنا وأختي الصغيرة بكل قوتها لتقيني من شدة البرد ولكنها كانت تشعر بالبرد أيضاً ، لا أدري كيف استطعنا تحمل هذا البرد فلم أكن أشعر بأطرافي مطلقاً وأخي الرضيع لم يتوقف عن البكاء".
وقبل أن تُخرج طواقم الانقاذ الطفل العف واخته الصغيرة وأخيه الرضيع على متن قارب صيد من منزلهم الذي أغرقته المجاري ومياه الأمطار، تمكن من إنقاذ ثلاثة من اخوته وجدته التي لم تستطع أن تتمالك دموعها حزناً على الأطفال.
وتقول الجدة ختام العف "بعد أن نزلت عن متن القارب "سمعت صراخاً شديداً الساعة العاشرة من مساء أمس وخلال دقيقة واحدة غرق منزلنا الذي يتكون من طابق أرضي بالمياه العادمة التي فاضت من بركة قريبة لتجميع المجاري".
وتضيف المرأة الخمسينية "لم أعرف حينها كيف أتصرف فناديت على ابني الأكبر الذي يسكن معي في نفس المنزل فأسرع إلى انقاذ أطفاله الستة واخوته الصغار ووالده العجوز وحملهم إلى سطح المنزل".
وتشير إلى أنها لم تستطع نقل شيء من الأغطية أو الملابس إلى سطح المنزل لأن المياه العادمة أغرقتها بالكامل، موضحة أن عائلتها المكونة من ثمانية أفراد وعائلة ابنها المكونة من ثمانية أفراد قضوا الليل على السطح بدون أغطية أو ملابس باستثناء قطعة من النايلون استخدموها لتحميهم من مياه الأمطار.
"كنا جميعاً نرتجف من الخوف والبرد وخاصة الأطفال وزوجي العجوز الذي نجا بأعجوبة من شدة البرد والرياح العاصفة، لا أتمنى إلا أن يحصل الأطفال على الدفء فقد أمضوا ليلة قاسية وموحشة بكل معنى الكلمة"، كما تقول المسنة الغزية.
وأغرقت مياه الأمطار والمياه العادمة التي فاضت من بركة لتجميع المجاري في شارع النفق شمال مدينة غزة أكثر من 200 منزل الليلة الماضية.
أوضاع سكان قطاع غزة لا توصف
تضاعفت معاناة هذه الأسر بسبب غياب التيار الكهربائي عن المنازل لأكثر من 24 ساعة متتالية، واضطر كثيرون إلى إيقاد النار داخل المنازل غير آبهين بالمخاطر المترتبة على ذلك، كما فعل سامي دكا الذي برر ذلك بعدم مقدرة أبنائه على تحمل البرد.
وقال دكا من جباليا إنه لجأ إلى إشعال النار في الموقد وإدخالها إلى داخل المنزل لغياب وسائل التدفئة الأكثر أمناً وخصوصا التي تعمل على الكهرباء، بسبب انقطاع التيار الكهربائي منذ صباح أول من أمس الأربعاء.
وتتكرر المأساة نفسها مع عائلة هاني سعد الذي لم يكترث بتضرر أثاث منزله من جراء دخان النار أو المخاطر المترتبة على نوم أفراد العائلة في جو من الدخان والغازات المنبعثة من النار، طيلة يوم أول من أمس.
واضطر سعد إلى إشعال النار بعدما فشل في توفير التدفئة لأفراد عائلته الذين اشتكوا من برودة المنزل المفتقد إلى القصارة الخارجية ما يزيد من الرطوبة داخله.
وقال سعد في أواخر الثلاثينات من عمره إن ما يهمه الآن توفير الحرارة والتدفئة المطلوبة للأطفال حرصاً على عدم تعرضهم للمرض، وأعرب عن سخطه الشديد لانقطاع التيار الكهربائي منذ بدء تساقط الأمطار صبيحة يوم الأربعاء وحتى ظهيرة يوم أمس.
ولم تقف أزمة الكهرباء وحدها عائقاً أمام نادر جمعة لتدفئة منزله، فقد حالت أزمة الغاز دون تشغيله مدفأة الغاز لعدم امتلاكه سوى اسطوانة واحدة للطهي، ما أجبره على استخدام الفحم لتدفئة منزله، بالرغم من مخاوفه من الآثار التي تنجم عن إيقاده داخل المنزل.
أما كمال رجب فقد استخدم برادة النجارة لتدفئة المنزل بعد حصوله عليها من ورشة للنجارة بالقرب من منزله، مفضلاً استخدامها على الفحم.
ونفدت الأحطاب من المحال التي تبيعها خلال الأيام الماضية، فيما تضاعفت أسعار المتوفر منها بسبب ارتفاع الطلب عليها، مع استمرار التحذير من تدني درجات الحرارة حتى صباح الأحد المقبل.
وقال رجب إن الحطب هو الرفيق الوحيد لأمثاله الفقراء الذين لا يجدون أي حرج في إيقاد النار داخل المنازل وكذلك في غرف النوم، معرباً عن خشيته من نفاد الحطب بشكل كامل من الأسواق، ليلحق بغياب التيار الكهربائي التام خلال اليومين الماضيين، بالإضافة إلى استمرار أزمة الغاز المتفاقمة منذ خمسة أشهر تقريباً.
وأعرب عن غضبه الشديد لانقطاع التيار الكهربائي المتواصل عن منطقة غرب جباليا منذ بدء هطول الأمطار، مؤكدا أن ذلك فاقم من معاناة أسرته.
وقال رجب إن سلبيات انقطاع التيار الكهربائي لا تتوقف فقط على ما يصاحبها من انخفاض في درجات الحرارة، موضحا أنها تضاعف من حالة الملل لدى الأطفال الذين يرغبون في مشاهدة التلفاز والتسلية.
https://www.facebook.com/media/set/?set=a.752363871459075.1073742916.307190499309750&type=3&uploaded=8