اليوم الأبيض يقلب أسودا على اهالي قرية تل قضاء نابلس
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
فراس الصيفي - كل شيء قد أصبح أبيضا خاصة بعد العاصفة الثلجية التي أطاحت بالبلاد، شلت الحركة بكاملها، وانقطعت أسلاك الكهرباء، حتى بات المواطن العادي يخشى على حاله من الخروج كي لا يتسبب بخدش بسيط لا يستطيع أن يجد من يعالجه.
قلوب ملأتها الفرحة، وأخرى اكتست بثياب السواد بعد رؤية لقمة معيشتها تذوب كما يذوب الثلج عن المرج، لتظهر حقيقة الوجع الذي حل بها من سقوط للعديد من المزارع والبركسات، خالد الصيفي مزارع من قرية تل إلى الجنوب الغربي من مدينة نابلس تكبد عناء كبيرا خلال السنوات الماضية خاصة بعد نشر تقرير صحفي حول نفوق دواجنه نتيجة تقصير وزارة الزراعة في فحص عينات الدجاج التي وصلتها لتصل خسارته ما يقارب 50 ألف شيقل خلال أيام قليلة، نتيجة لنفوق 3000 طير بمرض كان قد أصابها، غير أن الصيفي وكل أمره لله في ذلك دون أن يعوضه أحد على هذه الخسارة.
كارثة أخرى حلت مع بزوغ فجر اليوم الأول من العاصفة الثلجية الموافق 13/12/2013
مع رنين هاتفه الجوال ما يقارب الساعة السادسة فجرا حتى يتم إبلاغه عن وقوع كارثة حقيقية في مزرعته، والتي كانت قد كلفته ما يقارب 400 ألف شيقل هو وأخ له شريك في ذلك.
الصيفي يقول:" رن هاتفي صباحا فأجبت فكانت صدمة لي عندما قال ليَ المستأجر بأن المزرعة قد سقط سقفها أرضا نتيجة للثلوج، فاتصلت بأخي وذهبنا على الأقدام تحت العاصفة الثلجية إلى المزرعة والتي تبعد ما يقارب 3 كم عن بيتنا، دون أن نتوقع النتائج التي رأيناها."
ويتابع الصيفي:" ما أن وصلنا إلى هناك حتى كانت الفاجعة بانهيار سقف المزرعة بالكامل على الأرض، والمستأجر الذي كان يربي دواجنه في المزرعة كانت قد سقط السقف على معظم هذه الدواجن ما أدى إلى نفوقها، ويضيف:" للوهلة الأولى لم نستطع التنفس، وبدأت أقول في نفسي ضاعت مزرعتي ضاعت لقمة عيشي، فأنا قد ذرفت دمي وأرضي كي أبني مشروعا يطعمني ويطعم أبنائي، وما أن مضى هذا المشروع قدما حتى واجهت مشاكل كثير ووكلتها لربي، حتى حلت هذه الكارثة بمزرعتي ولقمة عيشي ومسحتها أرضا، ماذا أفعل الآن؟ سيحل الشهر القادم ولا يوجد دخل على اسرتي!
دمعة ألم سالت على وجه خالد الذي بات يوجه نداءه إلى ربه أن يعوضه خيرا منها، ويضيف:" مباشرة اتصلنا بقوات الدفاع المدني كي تأتي لنجدتنا ولكنها قالت لنا لا نستطيع أن نفعل شيئا فالطريق مغلقة، فاتصلنا بوزارة الأشغال العامة ليلبوا المناشدة بفتح الطريق كي نستطيع أن ننقذ الدجاج من المزرعة، ما يقارب 7000 دجاجة موجودة في ظل الأجواء الثلجية والصقيع وهي لا تستطيع أن تتحمل أكثر من ساعة، وتوقعنا موتها على أية حال، ولكن كان لدينا بصيص أمل في إنقاذ أكبر عدد منها، الجرافات لا تستطيع الخروج من نابلس، جرافات القرية لا تستطيع الوصول للمزرعة أصبحنا كالغريق المعلق بقشة، ولكن لم تصمد هذه القشة حتى فقدنا الأمل لأكثر من 4 ساعات ونحن نجري اتصالاتنا ونشاهد الدجاج يموت واحدا تلو الآخر والمزرعة قد انهارت بالكامل.
خرجنا منها ووكلنا أمرنا لله، دون أن تصلنا أي مساعدة، أو أي نجدة.
يقول خالد الصيفي :" بعد مضي 48 ساعة على هذا المشهد بت مدركا أنني وعائلتي في مهب الريح، وننتظر عون الله كي يعيد لنا لقمة عيشنا، وينقذنا كمزراعين ضحينا ومضينا قدما رغم كل الخسائر التي وقعت بنا سابقا."
ويضيف الصيفي:" نناشد السيد الرئيس محمود عباس ووزارة الزراعة وكل من له ضمير حي في مساعدتنا على إعادة مزرعتنا من جديد كي نستطيع أن نأكل ونشرب ونعيش في دولة انعدمت فيها مقومات العيش والحياة، عدا عن ايماننا العميق بقيادتنا الفلسطينية والمضي دائما خلفها."
"ساعدونا فنحن على حافة الهاوية، أرجوكم."
هذه هي الكلمات الأخيرة التي تكلم بها خالد قبل أن نختم هذه المقابلة والتي وضعتنا في وضع مأساوي وحقيقة موجعة، ولقمة عيش ضائعة، لعل وعسى أن تتحرك كل جهة لمساعدة خالد الصيفي وكل من أًصابه ضرر نتيجة للمنخفض الجوي.