دفتر الصداقة- عمر أبو الهيجاء
زعترُ الأخوّةِ
سأمحو سطراً من دفترِ الصداقةِ،
وأنامُ مثلَ لحنٍ قديمٍ،
قُدامَ العازفينْ،
وعلى بُعدِ ليلٍ،
أصحو..،
بعدَ ركضٍ،
في جدولِ الحلمْ،
أغني بلسانٍ طلِقٍ،
وقلبٍ مكشوفٍ للناظرينْ،
وأزيلُ اللهاثَ من "رزنامةِ"، الروحِ،
لهاثَ الجرحِ،
في معنى المعنى،
معنى أن تصبحَ بلا معنى،
يا لِتلِّ الكلامِ،
في زعترِ الأخوةِ،
ها أنا أحتاجُ لنزفٍ آخرَ،
لتصحو الأرضُ في كفي،
وأغمرُها بمعنى الضوءِ،
سأمحو سطراً
من دفترِ الصداقةِ
وأتركُ طيفاً للخيالِ،
يمعنُ كثيراً،
في سماءِِ القلبْ.
كأسُ المحبةِ
رأيتُهُ يمرُّ عارياً،
يجادلُ الكائناتِ،
ويمضي كغرابٍ مكسورِ الهيبةِ،
رأيتُهُ ..يرى الأشياءَ بعينِ لصٍ
لا يتقنُ سوى الصراخِ،
ويمضي ناقصاً كأسُ المحبةِ،
رأيتُهُ يفرُّ للقصيدةِ مقصوفَ الكلامِ،
ناقصاً ماااااءَ الخيالِ،
هكذا.. هكذا
بعضُ الكتبةْ.
صداقة التراب
الآنْ/
بعدَ أكثرِ من بُعدٍ
أرى نشيداً
يمرُّ على فمٍ
خانتهُ الصدفةُ المارقةْ،
وبكى بوجهٍ مرتبكٍ
خزانةَ العمرِ
الآنْ/
بعدَ أكثرِ من قصيدةٍ،
أحجُّ إلى البيتِ الأولِ
في مخدعِ الدمعِ
وأنادي عليّ
من غيرِ سوءٍ
أيها الشاعرُ
اليعوي
في جرارِ
الحزنِ
خذني
إلى
صداقةِ
الترابِ.
ظل خائن
يمشي معي،
أحاورُه..في الضوءِ،
أتسابقُ في الممراتِ معهُ،
في الشوارعِ،
في المقاعدِ ،
في الحافلاتِ،
في الحدائقِ الكسلى،
كانَ يعانقُ الأشياءَ،
بلونٍ واحدٍ حينَ يصلُ،
ظلٌ خائنٌ،
خانَ..شبيهَهُ في المرايا،
وبقيتُ مريضاً به،
مثلَ عجوزٍ هرمٍ،
..لا تراني الجهاتُ،
ظلٌ ينامُ في سريري،
َيحلمُ عنيّ
ظلٌ خائنٌ
لا يرى
سواهْ.