سمير فوزي حاج يقرأ مرايا جبرا ابراهيم جبرا- احمد دحبور
اصبحت لا اذكر عدد المراجعات والمحاولات التي بذلتها في التعريف بأدب الفلسطيني الكبير جبرا ابراهيم جبرا، فهذا الكاتب المتعدد المتجدد باستمرار، يجعلك تلهث وراءه متابعا انتاجه الوافر في النقد والدراسات والرواية والقصة والشعر والسيناريو. وفي كل مرة كنت اراني اكتب في ادبه كمن يكتب اول مرة، على اني لم ايأس بل اقبل عليه لا ستزيد، غير خائف من تهمة التعصب الوطني، لانه عندما يكون موضوعك هو جبرا، او من هو في مقامه ابداعيا، فلا حرج عليك الا بمقدار التحدي الذي يفرضه الموضوع ذاته.
وها انذا امام كاتب فلسطيني ايضا يسبقني الى فضاء جديد من عالم جبرا الرحب، وهذا الكاتب هو سمير فوزي حاج من الجليل، وكتابه الذي سبقني اليه هو «مرايا جبرا ابراهيم جبرا والفن الروائي» والطريف انه لم يتناول في كتابه هذا الا ثلاثا من روايات جبرا مضافا اليها فصل من سيرته الذاتية بعنوان «البئر الاولى» مع ان ما انتجه هذا الكاتب الكبير من الروايات بلغ ستا بيانها كالآتي: «صراخ في ليل طويل - صيادون في شارع ضيق - السفينة - البحث عن وليد مسعود - يوميات سراب عفان - الغرف الاخرى» واذا كان الكاتب سمير فوزي حاج يضيف الى هذا السجل كتابين في السيرة الذاتية هما البئر الاولى وشارع الاميرات، فقد يكون محقا في ذلك، نظرا الى ان جبرا كتب سيرته بروح روائية خالصة، بل انه بث بعضا من حياته الشخصية في رواياته السابق ذكرها.
فأي اتساع افق هذا لكاتب احدث هذا الاثر الكبير في الادب من خلال رواياته المحدودة؟
منهج صارم
يتبع سمير فوزي حاج في كتابه هذا منهجا صارما او قل: خطة مدروسة للتجوال في عالم جبرا الروائي. فهو يشير في كل عمل يدرسه الى السرد اللغوي، والاسترجاع، والاستباق، والحذف والوقف والمونتاج بمستوييه المكاني والزماني، والتناص، بل انه تابع حتى الوسائل الميكانيكية من علامات ترقيم وفراغ مدروس بين السطور، وغير ذلك، متخذا مسارين واضحين احدهما ذو مسلك نظري تحليلي. والآخر مسلك تطبيقي يؤكد ما ذهب اليه في البحث النظري وقد افرد لكل واحدة من روايات جبرا فصلا مستقلا مسهبا حتى لا يكون ما تقدم به مجرد فرضيات. ولقد بدأ من حيث انتهى جبرا اي انه تناول هذه الروايات من الاحدث الى الاسبق، اللهم الا في تقديم دراسته لرواية السفينة، وهي طريقة خاصة بالمؤلف على اي حال.. ومع ذلك فهو يختم كتابه بما يشبه تلخيص وجهة نظره في ادب جبرا، مع سرد للمصطلحات الادبية التي استخدمها، وهي كثيرة ليثبت في النهاية قائمة بالمصادر والمراجع التي عاد اليها..
حتى اذا بدأ بعمله النقدي، راح يعدد فصول كل رواية درسها، وشخصيات تلك الرواية وتمييز ضمائر الكتابة من الغائب الى المخاطب الى المتكلم مشيرا الى تداخل الضمائر وتقاطعها في عملية السرد ليخلص الى القول: «ان سرد الذكريات يأتي من خلال تقنية الاسترجاع ومن خلال ضمير المتكلم تسرد الشخصية ما تشاء فتأتي القصة وحدة كاملة غير مبتورة بمجرد عملية سردها لأنها كلها ترجع الى شخص واحد..».
وفي هذه الرواية تحديدا السفينة يضع جبرا امام القراء صفحات من مذكرات فالح عبد الحسيب، وهو من الشخصيات الرئيسة، على افتراض ان هذه الصفحات تشكل فصلا جديدا في الرواية اي ان جبرا لم يكتف بتسيير شخصياته وفق خطته الكتابية بل ترك لبعض هذه الشخصيات حرية اتخاذ القرار ونقل وجهة النظر التي تحملها.
وليد مسعود
ونصل الى الفصل المخصص لدراسة رواية جبرا «البحث عن وليد مسعود» وكان على هذا الفصل ان يكون ذروة الكتاب، لان هذه الرواية في نظري ونظر معظم قراء جبرا، هي درة اعماله وارقى ما وصل اليه هذا الكاتب الصناع في تحليل الشخصيات واستنطاقها.
ووليد مسعود في هذه الرواية هو كوديع عساف في رواية السفينة وجميل فران في رواية «صيادون في شارع ضيق» من حيث ان هذه الشخصيات جميعا فلسطينية مسيحية من منطقة القدس او بيت لحم، ويجمع بينها انها شخصيات ناجحة في ميدان العمل، متفوقة على مستوى الحضور الاجتماعي، بل ان كلا من هذه الشخصيات يكاد يكون قناعا روائيا لشخصية جبرا الذي نعرف، والذي لم يبخل علينا بالمعلومات المتعلقة بحياته الشخصية. ويقول سمير فوزي حاج ان هذه الرواية ذات الاثني عشر فصلا، يسردها ثمانية رواة وهي تتبع تقنية وجهات النظر المتعددة، ولعل هذه المعلومة تفسر المقصود بالمرايا، اذ ان كل شخصية تقدم احد وجوه البطل المركزي من خلال وجهات النظر هذه حتى لتسرد الحكاية مكونات شخص راويها.
واذا شبهنا الرواية بالدائرة كان وليد مسعود مركز الدائرة في الرواية لان بقية الشخصيات تدور في فلكه وتتحدث عنه «وهي اثناء حديثها عن تكشف نفسها للقارئ» وربما كان علي هنا ان اضيف معلومة من خارج النص، هي ان جبرا ينحدر من اسرة مسعود، بمعنى ان تفكيك شفرة العنوان يدلنا على ان الرواية هي البحث عن ابن آل مسعود.. الذي هو جبرا شخصيا.. وقد قلت ذلك في ندوة لي ببيت لحم، ومن حسن طالعي ان عيسى، شقيق جبرا، كان بين الحضور وقد ايد ما ذهبت اليه باعتبار هذه الاشارة معلومة مثبتة وليست مجرد تحليل ادبي او نقدي..
يتساءل د. جواد حسني احد شخصيات الرواية: هل كان وليد الا حاصل حياته وحياة المحيطين به او حاصل زمانه الخاص وزماننا العام في وقت واحد؟ وهذه الاشارة تكفي كما ارى لايجاد نوع من التطابق بما هو ذاتي وما هو موضوعي، فوليد مسعود ليس شخصا اشكاليا وحسب، بل هو ينقل اشكاليته الى رواة حكايته بعد ان اثر فيهم وترك بصمته النفسية على ملامح كل منهم، وليس اختفاؤه المفاجئ الا مناسبة للبحث عنه لا على المستوى الجسدي الفردي وحسب، بل على مستوى حضوره في مجمل الشخصيات التي تعرفت عليه وتأثرت به. انه الفلسطيني الذي ان لم يفعل فقد تكفل اختفاؤه بالفعل الروائي من حيث كونه بؤرة علاقات انسانية متشابكة تشكل هذه الشخصية الفذة.
الرواية الاولى
صحيح ان رواية «صيادون في شارع ضيق» هي العمل الروائي الثاني لجبرا بعد «صراخ في ليل طويل» ولكنها تعد الاولى من حيث المتابعة الدرامية لشريط روايات جبرا المتسلسل. فهذه الرواية تتابع مسيرة جميل فران - الذي اتفقنا انه قناع جبرا - منذ وصوله لاجئا من فلسطين الى العراق «حيث يمتاز السرد فيها بالانسياب بعيدا عن الخطة المصممة، ويتجلى سحرها بتأمل الماضي بدقة وامانة، كما ان غياب الشكل فيها هو دلالة على الشكل الصحيح».
ولان هذه الرواية كذلك، فان جبرا يقدم تقريره الى القراء عن وضع بطله جميل فران - الذي هو وضعه في تاريخ احداث الرواية - فيقول: «كنت احمل شهادة من كيمبردج، استطعت بعد البحث والانتظار وطرق العديد من الابواب العابسة، ان احصل على وظيفة تعليمية في احدى كليات بغداد، وتركت معظم النقود عند اخوتي، ورحلت نحو مدينة الف ليلة وليلة غير شاعر بأية بهجة».. وبشهادة كيمبردج في جيب هذا اللاجئ، يتقدم الى بغداد العريقة الساحرة ليكون هذا المدخل الروائي - الذاتي مفتاح سيرته في مرحلة اللجوء.
على ان هذا اللجوء سرعان ما يبين عن اعادة انتاج لحياة جميل فران، فالمظاهرات والاضرابات التي رآها جميل في بغداد، جعلته يسترجع الاضرابات والتظاهرات في القدس «كما تذكرت الايام المئة والثمانين من سنة 1936 حين عم الاحتجاج فلم تنج منه مدينة واحدة» وغني عن القول ان هذا التاريخ يخص الاشارة الى اضراب فلسطين الشهير الذي وصفه بعض المؤرخين بأنه اطول اضراب شعبي في التاريخ، اما لماذا يستحضره جبرا في روايته، فلأنه يؤكد انه يحمل فلسطينيته في دمه. سواء أكان في الوطن مقيما، ام في بغداد لاجئا بعد النكبة. وهذه الفلسطينية ليست حالة فردية، بل هي مكون اساس في الوجدان الجمعي الذي يصدر عنه جبرا وبطله جميل، وهو ما يفسر لنا ان وليدا عندما اختفى، انما عاد الى طريقته الى فلسطين، وليس هذا وحسب، بل انه ابنه مروان سيسلك هذا المسار حتى ليستشهد في احدى العمليات الفدائية.
لقد قال الكثير من خصوم جبرا الادبيين، ان هذا كاتب نرجسي لا ينتبه الى غير شأنه الشخصي، وقد لا نختلف مع هؤلاء الخصوم اذا وعينا ان الجرح الفلسطيني هو ذلك الشأن الشخصي الذي ملك على جبرا حياته، فالجميع يعرفون المكانة التي حققها في اوساط بغداد الاجتماعية، لكن هذا لم يمنع ان رواياته الست بلا استثناء هي روايات فلسطينية وابطالها فلسطينيون، وقل الامر ذاته في الاجناس الاخرى التي كتبت فيها جبرا، وهو القائل في احدى قصائده: كانت القدس ارضا لي في الارض وهي في السماء لي سماء..
البئر الاولى
يؤكد سمير فوزي حاج ما نوافقه عليه بحماسة من ان «الطفولة والذاتية والجذر الفلسطيني هي من المواضيع الجوهرية في رواياته، فالبطل عنده رغم نفيه الجغرافي ما زال متعلقا بالمدينة التي تركها - بيت لحم او القدس» واذا كانت مؤلفات جبرا تصدع بهذه الحقيقة، فإن كتابه «البئر الاولى» يأتي مصدقا لها بشكل مباشر، وقد توقفت عند البئر الاولى مع ان لديه كتابا متمما في السيرة الذاتية، هو «شارع الاميرات» الا انه في البئر الاولى يطلق العنان لذكرياته حتى بقيت «بقسوتها وحلاوتها تتألق في كتاباته، وجبرا من الروائيين الذين اتبعوا اسلوب الترجمة الذاتية، فاستقى الشخصيات والاسماء من البيئة والمجتمع..».
والواقع ان جبرا في البئر الاولى التي كتبها في اواخر حياته فيما هي - للمفارقة - سيرة طفولته ظل يحمل هذه البئر في روحه وعلى امتداد انتاجه حتى غادر دنيانا، واذا كان الطفل هو والد الرجل الذي سيكون كما يقول الفرنسيون، فإن ذلك الطفل ظل يرشد جبرا في استشراف مشروعه الادبي حتى اللحظة الاخيرة، وهو ما يدفعني الى المغامرة بالقول ان البئر الاولى هي المدخل الرئيس لمن يريد ولوج عالم هذا الكاتب الاستثنائي.
وبناء على ما سبق يبدو الفصل الصغير الذي خصصه سمير فوزي حاج للحوار مع يوسف ابراهيم جبرا، شقيق جبرا الاكبر. حول طفولته فصلا شديد الاهمية دراميا، فضلا عن المتعة الادبية التي يوفرها النص. اذ يروي يوسف جبرا جانبا من محاولة كاتبنا ان يترك المدرسة ليعمل في طفولته، وكيف ان الاسرة، بأفرادها جميعا، قد منعوا جبرا من ارتكاب تلك الحماقة، لادراكهم بأن ذلك الفتى المتفوق الناجح ينتظره مستقبل واعد، وان ثمن ذلك المستقبل هو الجد والاجتهاد ومتابعة الدراسة.. وهذا ما كان.
«ولعل شخصية يعقوب في قصة «الغراموفون» من مجموعة جبرا القصصية «عرق..» هي نفسها شخصية اخيه يوسف من حيث عمله الشاق في سبك الزمن، رغم صغر سنه وولعه بالموسيقى والمطالعة» ان هذه المعلومات الثمينة عن طفولة جبرا واسرته تعتبر الملحق الحقيقي لا لكتاب سمير فوزي حاج على اهميته الواضحة بل لكتاب جبرا «البئر الاولى» حيث قادنا الى عالم طفولته التي كانت غاية في الصعوبة وهي رد على ما كان يشاع حول الملعقة الذهب التي كانت في فم جبرا الطفل. فقد عاش طفولة قاسية انهكها الفقر وعدم استقرار الاسرة، ولكن هل كان للمكتبة العربية ان تنعم بكتب جبرا لولا صمود اسرته في تحدي الصعاب وتأهيله ليصبح هذا الكاتب الكبير الذي به نعتز؟
قاموس الكتاب
يتميز كتاب سمير فوزي حاج هذا بين كثير من المزايا المضيئة باجتراحه مفردات ومصطلحات تلائم طبيعة البحث. فالعودة الى الماضي تستحق عنده تسمية خاصة هي الاسترجاع والاسترجاع كما يرى سمير هو تقنية سردية يترك الراوي فيها فجوة ويرجع الى بعض الاحداث الماضية التي وقعت ما قبل زمن بداية الرواية او ما بعدها، ويرويها في فترة لاحقة لحدوثها.
اما مصطلح «الاستباق» فيشكل توطئة لاحداث لاحقة لم تقع بعد واستبقها الراوي.. واما في «المشهد المسرحي» فتختفي الاحداث وتظهر الشخصيات التي تقوم بتمثيل الموضوع بينها كما في المسرح، ويكون المشهد في الغالب حواريا.. وقس على ذلك مختلف المصطلحات التي يستخدمها الكاتب، وشرحه لما يقصده من استخدامها، بحيث ان القارئ الآتي الى هذا الكتاب ليعرف جديدا عن جبرا يجد نفسه في حاجة الى معرفة الجديد في كل شيء تقريبا مما يتعلق بالمعارف والعلوم الانسانية..
ولماذا نبتعد؟ ان فكرة المرايا التي تشغل مضمون الكتاب هي بحاجة الى تعريف خاص من حيث هي العاكسة لصورة الفعل والشخص في آن. فقد يكون احدنا مرآة للآخر اذا توفرت شروط التعريف بالمستويات النفسية والموضوعية للشخصية المقصودة، وكيف تكون هذه الشخصية من وجهة نظر الآخرين.. وبهذا المعنى فأن شخصيات جبرا الروائية هي مرايا عاكسة لما تتحدث عنه ومن تتحدث عنه اذ قل لي ما هو رأيك وكيف تعبر عن هذا الرأي فأعرف من تكون.. ويقول سمير مؤلف هذا الكتاب ان اختيار جبرا انموذجا لهذا البحث لم يأت مصادفة فرواياته خير مثال للمثاقفة.. حيث تتجلى ثقافات الشعوب المختلفة اي انها شخصيات موسوعية تسرد للمتلقي جميع فنون المعرفة الانسانية».
ان دراسة تحفل بهذا الطموح النظري، لتستمد من شخصية جبرا المدروسة مجالات حيويا شاسعا في المعارف والاخبار الادبية، وهذا طبيعي عندما يتعلق الكتاب بشخصية مركبة ترفدها ثقافة نوعية ونظرة نفاذة الى البشر والاشياء على حد سواء..
والى ذلك فإن جبرا بأسلوبه الطيع السلس، ابعد ما يكون عن الحذلقة والتنظير واستخدام المصطلحات غير المألوفة.. انه يتدفق كالنبع الرقراق في سرده المتأني، ولذلك تفسير بسيط: هو ان جبرا ما يريد مسبقا، بمعنى انه لا يترك الخواطر تقوده والاسترسالات ترهق متابعيه، واذا طالعتنا شخصية غامضة في ادبه فلأن تلك مشكلة هذه الشخصية اما هو فيتقدم بالتواضع والثقة ليقول: هذا انا..
حماسة مشروعة
كدت انسى في غمرة الانفعال والحماسة لمبدعنا الكبير جبرا انني اعرض كتابا ليس لي، بل هو جهد صادق عميق لكاتب فلسطيني يعرف ما يريد وكيف يعبر عما يريد.. فسمير فوزي حاج، بلا شك، بذل جهدا غير عادي في انشاء هذا الكتاب واخراجه بهذه الصورة المشرفة..
وتعود حماسة الدراسة ثم دراسة الدراسة في رأيي الى الشخصية المدروسة، فجبرا ليس كاتبا موسوعيا كبيرا وحسب، بل انه في كل ما اعطى، رحمه الله، كان يخص موضوعه باهتمام نادر وكأنه موضوعه الوحيد، فإذا اضفنا الى ذلك ان الموضوع يتعلق بالادب الروائي، على ما للرواية من اتساع يشمل مختلف جوانب الحياة وجدنا اننا امام عدد لا يستهان به من المحاور وكل محور يستحق اهتماما وبحثا خاصين..
لقد عني الباحث بالتمييز بين المكان المغلق كالبيت او السيارة او الملهى وبين الفضاء المفتوح كالبحر والصحراء والشارع منتبها الى ان عالم جبرا يزخر بهذا كله، وهذا ليس اجراء تزيينا لتجميل الشكل الادبي، بل هو نابع من صميم الدراما التي شغلت جبرا في مختلف اشكال انتاجه. وقد نتذكر ان بعض شخصياته الروائية تقول الشعر، وهو ككاتب يسعف هذه الشخصيات ببعض الشعر المطلوب، وما كان له ذلك لولا موسوعية التي تحيط بمختلف الابداعات الجمالية، فهو الى جانب الادب، فنان تشكيلي كبير ولعل اول ما يطالع زائري بيته صورة رسمها عندما كان ابنه سدير طفلا، وتخيله في الرسمة شابا يعانق الحصان واطلق عليها اسم «سدير والحصان»..
ان حصان جبرا لا يزال حتى بعد غيابه الاليم يرود الآفاق، حتى لنفخر بأننا شعب انجب مبدعا من طراز جبرا ابراهيم جبرا..