الدوام في ظل الجليد.. فوضى مرورية وتزحلقات بشرية
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
منتصر حمدان
أكدت مصادر رسمية في مجلس الوزراء، اتخاذ قرار من قبل الحكومة بتحديد الساعة التاسعة صباحا موعدا لبدء دوام الموظفين في المؤسسات الرسمية، مع إبداء المرونة مع الموظفين القادمين من محافظات أخرى أو مناطق ما زالت تعاني من مشاكل في الطرقات بسبب الصقيع والجليد الناتج عن العاصفة الثلجية التي اجتاحت الأراضي الفلسطينية وما زالت تداعياتها متواصلة.
ونقلت صحيفة الحياة المحلية عن الناطق الرسمي باسم الحكومة د.ايهاب بسيسو، تأكيده ان الحكومة قررت ان يكون دوام الموظفين صباح اليوم الساعة التاسعة صباحا بعد ان أقرته امس الاول عند الساعة العاشرة صباحا، موضحا ان تحديد مواعيد دوام الموظفين جاء حسب الظروف الجوية ووضع الطرقات لضمان سلامة الموظفين وعدم تعريضهم لمخاطر السفر على الطرقات.
وقال بسيسو: "الحكومة أعطت الموظفين في اليوم الاول بعد العاصفة الثلجية مرونة في الدوام دون تحديد موعد محدد وثم أتبعت ذلك بتحديد الدوام عند الساعة العاشرة لتلافي مخاطر تجمد الثلوج على الطرقات"، مشددا على ان العمل جار لاستكمال فتح الطرقات في جميع المحافظات التي تعرضت لسقوط كميات كبيرة من الثلوج مثل الخليل وبيت لحم والقدس ورام الله ونابلس.
واضاف: "المطلوب من الموظفين هو استمرارهم في تقديم الخدمات للمراجعين مع حرص الحكومة على سلامة الموظفين والمواطنين على حد سواء".
واشار الى ان دوام الموظفين سيكون غدا عند الساعة الثامنة على أمل ان تعود الحياة لطبيعتها مع بداية الاسبوع المقبل.
في المقابل فقد واجه المواطنون والموظفون مخاطر حقيقية أبرزها كان سقوطهم أرضا بسبب الجليد على الطرقات، في حين أدى ارتداء بعض النساء "الكعب العالي" أثناء السير في شوارع مدينة البيرة ورام الله، الى سقوطهن ارضا، وسط تذمرهن من قرار الحكومة بإلزام موظفي المؤسسات العامة على الدوام دون أية اعتبارات للمخاطر أثناء توجههم للعمل خاصة في ساعات الصباح الاولى.
وشاهدت الصحيفة عددا من حالات تزحلق الفتيات أثناء سيرهن في الطرق الرئيسية، في حين تعرضت إحداهن للكسر في يدها اليسرى حيث ساعد أفراد من الأمن الوطني على نقلها للمستشفى، في حين ان الأمر لم يتعلق بالنساء فقط بل امتد ليطال الرجال ايضا الذين تعرضوا للزحلقة والسقوط بسبب الجليد.
ومنذ ساعات الصباح الباكر عمت الفوضى أغلبية شوارع المدينتين بسبب الجليد الذي اعاق حركة مرور المركبات ما ادى الى اغلاق الطرق بسبب الاكتظاظ، في حين اضطر العديد من الموظفين الذين خرجوا في ساعات الصباح الباكر الى الدوام للسير على الأقدام نظرا لعدم وجود وسائل النقل، في حين اصدرت الجهات المختصة دعواتها للمواطنين بضرورة الحذر وعدم الخروج من منازلهم الا في حالة الضرورة القصوى خاصة في ساعات الصباح الباكر بسبب "الجليد" الذي يساهم في تعطيل حركة مرور المركبات.
وتعرضت الموظفة (ع، ي) التي تعمل في احدى المؤسسات الرسمية في رام الله، للتزحلق مرتين اثناء توجهها للعمل وتقول:" لا اعرف ما هي الحكمة من دعوة الموظفين للدوام في ظل هذه الاجواء"، موضحة ان اغلبية الموظفين واجهوا صعوبات في الوصول الى عملهم خاصة في ظل عدم عمل مركبات النقل العام او السيارات العمومية في ساعات الصباح الباكر.
واضافت: "الكثير من الموظفين اضطروا للتوجه الى مؤسساتهم مشيا على الاقدام بسبب عدم توفر مركبات الاجرة ورفض من تواجد منهم نقل الموظفين الى اماكن عملهم الواقعة في مناطق يكثر فيها الجليد".
واشارت الى ان تزحلق المواطنين ليس بسبب الكعب العالي بل بسبب تجمد الثلوج بصورة كبيرة وقالت: "ارتديت حذاء عاديا ولكنني سقطت مرتين بسبب الجليد".
ولم يتوقف الأمر عند حد زحلقة المواطنين على الطرقات، بل ان اغلبية المركبات الخاصة والعمومية واجهت مصاعب ومخاطر حقيقية على الطرقات بسبب تراكم الثلوج وتحولها الى جليد، الأمر الذي ادى الى عرقلة حركة المرور واكتظاظ المركبات بصورة غير مسبوقة على الطرقات الرئيسية وعلى مداخل مدينتي رام الله والبيرة وسط انتشار افراد الشرطة على جميع مفارق الطرق في محاولة منهم لتسهيل حركة المركبات والمساعدة عند الضرورة.
وطالب العديد من المواطنين بضرورة قيام الجهات المختصة وطواقم البلدية بازالة الثلوج المتجمدة عن الطرقات برش المياه صباحا عليها قبل بدء سير المركبات الأمر الذي من وجهة نظرهم يساعد في ازالة مخاطر حقيقية قد يتعرض لها المارة سواء المركبات او المشاة.
في المقابل فان اغلبية من المواطنين عبروا عن تذمرهم من توجهات الحكومة بخصوص دوام طلبة المدارس في ظل البرد القارس واستمرار انتشار الثلوج داخل ساحات المدارس.
في المقابل واصلت الجرافات فتح الطرقات وازالة الثلوج عن جنبات الطرقات الرئسية في حين بقيت بعض الطرقات الفرعية مغلقة بسبب الثلوج. وتبرر البلديات ذلك بوجود اولويات لتحرك طواقمها من اجل ازالة الثلوج عن الطرقات الرئيسية في حين اضطر بعض موظفي الوزارات والمؤسسات الرسمية مثل سلطة جودة البيئة الى ازالة الثلوج المتراكمة امام مقر الوزارة بأيديهم.