الأسرى المرضى : قتل بالتدريج وأطفالهم شركاء في المعاناة والعالم صامت على الجريمة
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
حلا تطالب بلقاء الرئيس لعرض معاناة والدها
صورة مأساوية من فلسطين مرسومة بالعذابات والحرمان هي المعاناة المتواصلة للأسرى القابعين خلف زنازين الاحتلال العنصرية يجسدها في أبشع معانيها ما يتعرض له الأسرى المرضى المحرومين من ابسط حقوقهم الإنسانية وهو الحق في العلاج وسط حالة من الصمت المطبق من العالم على الجرائم التي ترتكب بحقهم وبحق المدنية والإنسانية .
يذكر ان هناك 4900 أسير فلسطيني متواجدين في السجون العنصرية الإسرائيلية بينهم منهم 190 أسير طفل تقل أعمارهم عن سن 18 عام وبينهم 14 أسيرة يحتجزن بظروف سيئة ويعاملن بقسوة موزعين على قرابة 17 سجناً ومعتقلا ومركز توقيف ، بينهم مرضى وجرحى ومعاقين وأطفال وأمهات ونواب وكبار السن الأسرى المرضى .
وللتوضيح يوجد في سجون الاحتلال 1500 أسير يعاني من حالة مرضية في السجون ويشكلون ما يزيد عن ربع أعداد الأسرى ، منهم ( 20 ) حالة دائمة في ما يُسمى مستشفى الرملة ، ويعانون من أمراض الإعاقة والشلل والقلب والأورام الخبيثة والسرطانية، ومنهم معتصم رداد ومحمود أبو صالح وخالد الشاويش وناهض الأقرع ومنصور موقدة ومحمود سلمان وعلاء الهمص ومحمد براش ومراد أبو معيلق ونعيم شوامرة وثائر حلاحلة وغيرهم وجميعهم يتعرضون لإهمال الطبي المتعمد من اجل قتلهم بالتدريج من خلال حرمانهم من العلاج اللائق ويتناسب مع خطورة حالاتهم المرضية ويظل أطفالهم وذويهم شركاء في المعاناة.
إنها ليست مجرد أرقام ولكنها معاناة إنسانية متواصلة يعيشها الأسرى وذويهم ,وكي نرسم صورة بارزة لهذه المعاناة نذكر بالطفلة عبير يوسف السكافي من مدينة الخليل ابنة الأسير يوسف السكافي المحكوم بأربع مؤبدات ,استشهدت الطفلة سكافي في 29/4/2011 بعد زيارة لوالدها في المعتقل منعها خلالها السجان من معانقة والدها الذي يبعد عنها عدة سنتيمترات قليلة فأصيبت الطفلة بصدمة عصبية عنيفة فقدت النطق وشلت أطرافها وتوفيت في المستشفى بعد ذلك .
يشار إلى أن الطفلة السكافي ابنة التسعة أعوام رغم حداثة سنها كانت من الحريصات على المشاركة في الفعاليات المختلفة المناصرة لقضية الأسرى، وكانت تحلم بدراسة القانون للدفاع عن قضية والدها الذي قضى في الاعتقال ما يزيد على ستة أعوام متواصلة لكن الاحتلال حرمها من والدها وقتل حلمها في الحياة عندما قتلها بصورة بشعة بحرمانها من معانقة والدها .
هذا وتعيد الصورة البشعة إنتاج نفسها مع الطفلة حلا علاء الهمص ابنة الأسير المريض علاء الهمص 39 عام والمحكوم بـ29 عام الأسير الهمص الذي اعتقل وابنته حلا لم تتجاوز الخامسة من عمرها والتي تبلغ الآن العاشرة يعاني من عدة أمراض عضوية منها السل وفقدان البصر ويتقيأ دم وقالت محامية وزارة الأسرى شيرين عراقي، إن الأسير علاء إبراهيم علي الهمص من سكان رفح والمعتقل منذ 24/2/2009 ويقبع في سجن 'هداريم'، يعاني من مرض السل الذي سبب له مشاكل في الرئتين وورم في الغدد اللمفاوية ، ووضعه يزداد سوءا يوما بعد يوم.
وأضافت، أن مرض السل الذي يعاني منه الأسير الهمص يؤثر على الغدد اللمفاوية في الحنجرة، حيث أصيب بورم في الغدد إضافة إلى فقدان النظر في العين اليسرى بنسبة 80 % يؤثر على كافة أنحاء جسمه، ويتناول 14 حبة دواء للرئة وللمعدة ولعينيه وهو دائم لتقيؤ ويعاني من أوجاع في رأسه ودوخان شديد.
ولخصت الطفلة حلا ابنة الأسير الهمص معاناتها ومعاناة أبيها الأسير بجملة موجزة قالت فيها " أريد أن احتضن أبي و لا أريد أبي بتابوت محملاً على الأكتاف" الطفلة التي دفعها الحنين الى والدها الى النضوج المبكر وتحمل العبء والمسئولية حلا بنت العاشرة تقف أمام مسئولية كبيرة تفوق عمر الزهرات وتكرس أغلب وقتها للعمل على مساعدة والدها القابع خلف زنازين الاحتلال الإسرائيلي الذي يعاني الويلات والأوجاع من المرض المتفشي في جسده فلم بثنيها ذلك عن دراستها رغم تفوقها في التعليم من كل عام دراسي لتقول لأبيها الأسير كما تركتني سأكون.
وإضافة إلى تفوقها الدراسي لا تفوت حلا اعتصام أو فاعلية لمناصرة الأسرى وإلا تشارك فيها مساندة لقضية أبيها وتقف في كل مكان تلقي كلمة للصحافة والإذاعات المحلية والأجنبية وعبر مكبرات الصوت أمام الجماهير لتصل لقلوبهم ولتبكي عيون الحاضرين .
وتقول الطفلة حلا معبرة عما يعانيه والدها ومعه كل الأسرى المرضى مناشدة الجميع بالوقوف مع والدها المريض الذي يتعذب يومياً من شدة المرض تستغيث بكل مسئول وكل ذي صاحب شأن بقضية الأسرى أن ينقذوا لها أبيها من تعنت إدارة السجون الإسرائيلية الذين يمنعون علاجه ويتلذذون بالموت البطيء لأبي بعد أن تفشى مرض السل في جسده وسبب له عجز بالبصر والقيء والغثيان وكان آخرها سرطان بالحنجرة .
وأرسلت الطفلة حلا نداء استغاثة للرئيس محمود عباس أبو مازن مطالبة لقائه من اجل عرض معاناة والدها في تعبير منها عن يئسها من إيجاد قلوب رحيمة وضمائر إنسانية تساعدها في احتضان والدها مرة أخرى قبل أن يختطفه الموت نتيجة لسياسة الإهمال الطبي الذي تمارسه إدارة السجون الاحتلاليه تجاه الأسرى الفلسطينيين والعرب .
وتعتبر قضية الأسرى احد الأولويات الهامة التي يضعها السيد الرئيس محمود عباس على قائمة أعماله في كل لقاءاته الداخلية والخارجية وقد نجح الرئيس عباس في تحرير مئات الأسرى الفلسطينيين والعرب خلال السنوات القليلة الماضية من خلال ضغطه المتواصل على دولة الاحتلال كان آخرها دفعات الأسرى من المعتقلين قبل توقيع أوسلو كما يذكر أن وزير الأسرى الحالي السيد عيسى قراقع مهتم جدا بقضايا الأسرى وعلى رأسها ملف الأسرى المرضى الذي يحفظ أسمائهم وأماكن سكناهم والمعتقلات المتواجدين فيها ويرددها في كل لقاء عام أو خاص , إلا أن تعنت دولة الاحتلال وعدم وجود ضغط دولي كافي يبقى آلاف الأسرى العرب داخل المعتقلات يستخدم ملفهم للابتزاز السياسي .
وتشير الإحصاءات الرسمية إلى أن 205 من الأسرى استشهدوا في السجون الإسرائيلية منذ عام 1967 جراء التعذيب والقتل العمد بعد الاعتقال والإهمال الطبي واستخدام القوة المفرطة بحق المعتقلين وكان آخرهم الشهيد حسن الترابي بالإضافة لعشرات من الأسرى استشهدوا بعد تحررهم بفترات وجيزة جراء أمراض ورثوها عن السجون بسبب سوء الأوضاع الحياتية وظروف الاحتجاز والإهمال الطبي ، أمثال مراد أبو ساكوت وهايل أبو زيد واشرف أبو ذريع وفايز زيدات وزكريا عيسى وغيرهم .
ورشحت معلومات أن هناك تجارب طبية تجريها دولة الاحتلال على الأسرى داخل السجون فلقد كشفت عضو الكنيست الإسرائيلي ورئيس لجنة العلوم البرلمانية الإسرائيلية سابقاً ( داليا ايزيك) النقاب في تموز 1997 - أي قبل عشر سنوات - ، عن وجود (1000) ألف تجربة لأدوية خطيرة تحت الاختبار الطبي تجري سنوياً على الأسرى الفلسطينيين والعرب ، وأضافت في حينه أن بين يديها وفي حيازة مكتبها ألف تصريح منفصل من وزارة الصحة الإسرائيلية لشركات الأدوية الإسرائيلية الكبرى لإجراء ألف تجربة دوائية على معتقلين فلسطينيين وعرباً داخل السجون الإسرائيلية .
وهذه الممارسات تعكس وبصورة واضحة مقدار العنصرية التي يشهدها النظام الإسرائيلي ككل ، إذ أن استخدام الأجساد البشرية عنوة ودون معرفة الشخص المعني لأغراض التجارب تعد تجاوزاً خطيراً لإنسانية الإنسان وانتهاكا لكرامته، واعتداء على حقه في الحياة وامتهان لكرامته وهناك أمثلة كثيرة لأسرى وأسيرات حقنوا بإبر لم يروها من قبل ، أدت لتساقط شعرهم وشعر وجههم للأبد ، وهناك أسرى فقدوا أبصارهم وشعورهم ، وآخرون فقدوا عقولهم ، وآخرون حالتهم النفسية في تدهور مستمر ، وآخرون يعانون من العقم وعدم القدرة على الإنجاب.
هذه جزء من الصورة التي يعيشها المعتقلين داخل المعتقلات العنصرية الإسرائيلية ونموذج بسيط عن معاناة ذويهم ,ففي كل بيت فلسطيني نجد صورة محزنة لذوي الأسرى الذين منهم فارق الحياة وكل أمله أن يحتضن ابنه أو أخيه أو ابنها أو أخيها وصورة مبسطة عن الممارسات المخالفة للقانون والإنسانية التي يعيشها الأسرى وذويهم , وان أقبح ما في الصورة هو الصمت العالمي على هذه العنصرية والمخالفات التي ترتقي إلى مستوى جرائم حرب فهل سيفيق يوما ذوي الأسرى على انتهاء لهذه المعاناة وتصدي لهذه الممارسات التي ستظل وصمة عار على جبين الإنسانية وستنال العدالة يوما من الجناة والمجرمين ....
haحلا تطالب بلقاء الرئيس لعرض معاناة والدها
صورة مأساوية من فلسطين مرسومة بالعذابات والحرمان هي المعاناة المتواصلة للأسرى القابعين خلف زنازين الاحتلال العنصرية يجسدها في أبشع معانيها ما يتعرض له الأسرى المرضى المحرومين من ابسط حقوقهم الإنسانية وهو الحق في العلاج وسط حالة من الصمت المطبق من العالم على الجرائم التي ترتكب بحقهم وبحق المدنية والإنسانية .
يذكر ان هناك 4900 أسير فلسطيني متواجدين في السجون العنصرية الإسرائيلية بينهم منهم 190 أسير طفل تقل أعمارهم عن سن 18 عام وبينهم 14 أسيرة يحتجزن بظروف سيئة ويعاملن بقسوة موزعين على قرابة 17 سجناً ومعتقلا ومركز توقيف ، بينهم مرضى وجرحى ومعاقين وأطفال وأمهات ونواب وكبار السن الأسرى المرضى .
وللتوضيح يوجد في سجون الاحتلال 1500 أسير يعاني من حالة مرضية في السجون ويشكلون ما يزيد عن ربع أعداد الأسرى ، منهم ( 20 ) حالة دائمة في ما يُسمى مستشفى الرملة ، ويعانون من أمراض الإعاقة والشلل والقلب والأورام الخبيثة والسرطانية، ومنهم معتصم رداد ومحمود أبو صالح وخالد الشاويش وناهض الأقرع ومنصور موقدة ومحمود سلمان وعلاء الهمص ومحمد براش ومراد أبو معيلق ونعيم شوامرة وثائر حلاحلة وغيرهم وجميعهم يتعرضون لإهمال الطبي المتعمد من اجل قتلهم بالتدريج من خلال حرمانهم من العلاج اللائق ويتناسب مع خطورة حالاتهم المرضية ويظل أطفالهم وذويهم شركاء في المعاناة.
إنها ليست مجرد أرقام ولكنها معاناة إنسانية متواصلة يعيشها الأسرى وذويهم ,وكي نرسم صورة بارزة لهذه المعاناة نذكر بالطفلة عبير يوسف السكافي من مدينة الخليل ابنة الأسير يوسف السكافي المحكوم بأربع مؤبدات ,استشهدت الطفلة سكافي في 29/4/2011 بعد زيارة لوالدها في المعتقل منعها خلالها السجان من معانقة والدها الذي يبعد عنها عدة سنتيمترات قليلة فأصيبت الطفلة بصدمة عصبية عنيفة فقدت النطق وشلت أطرافها وتوفيت في المستشفى بعد ذلك .
يشار إلى أن الطفلة السكافي ابنة التسعة أعوام رغم حداثة سنها كانت من الحريصات على المشاركة في الفعاليات المختلفة المناصرة لقضية الأسرى، وكانت تحلم بدراسة القانون للدفاع عن قضية والدها الذي قضى في الاعتقال ما يزيد على ستة أعوام متواصلة لكن الاحتلال حرمها من والدها وقتل حلمها في الحياة عندما قتلها بصورة بشعة بحرمانها من معانقة والدها .
هذا وتعيد الصورة البشعة إنتاج نفسها مع الطفلة حلا علاء الهمص ابنة الأسير المريض علاء الهمص 39 عام والمحكوم بـ29 عام الأسير الهمص الذي اعتقل وابنته حلا لم تتجاوز الخامسة من عمرها والتي تبلغ الآن العاشرة يعاني من عدة أمراض عضوية منها السل وفقدان البصر ويتقيأ دم وقالت محامية وزارة الأسرى شيرين عراقي، إن الأسير علاء إبراهيم علي الهمص من سكان رفح والمعتقل منذ 24/2/2009 ويقبع في سجن 'هداريم'، يعاني من مرض السل الذي سبب له مشاكل في الرئتين وورم في الغدد اللمفاوية ، ووضعه يزداد سوءا يوما بعد يوم.
وأضافت، أن مرض السل الذي يعاني منه الأسير الهمص يؤثر على الغدد اللمفاوية في الحنجرة، حيث أصيب بورم في الغدد إضافة إلى فقدان النظر في العين اليسرى بنسبة 80 % يؤثر على كافة أنحاء جسمه، ويتناول 14 حبة دواء للرئة وللمعدة ولعينيه وهو دائم لتقيؤ ويعاني من أوجاع في رأسه ودوخان شديد.
ولخصت الطفلة حلا ابنة الأسير الهمص معاناتها ومعاناة أبيها الأسير بجملة موجزة قالت فيها " أريد أن احتضن أبي و لا أريد أبي بتابوت محملاً على الأكتاف" الطفلة التي دفعها الحنين الى والدها الى النضوج المبكر وتحمل العبء والمسئولية حلا بنت العاشرة تقف أمام مسئولية كبيرة تفوق عمر الزهرات وتكرس أغلب وقتها للعمل على مساعدة والدها القابع خلف زنازين الاحتلال الإسرائيلي الذي يعاني الويلات والأوجاع من المرض المتفشي في جسده فلم بثنيها ذلك عن دراستها رغم تفوقها في التعليم من كل عام دراسي لتقول لأبيها الأسير كما تركتني سأكون.
وإضافة إلى تفوقها الدراسي لا تفوت حلا اعتصام أو فاعلية لمناصرة الأسرى وإلا تشارك فيها مساندة لقضية أبيها وتقف في كل مكان تلقي كلمة للصحافة والإذاعات المحلية والأجنبية وعبر مكبرات الصوت أمام الجماهير لتصل لقلوبهم ولتبكي عيون الحاضرين .
وتقول الطفلة حلا معبرة عما يعانيه والدها ومعه كل الأسرى المرضى مناشدة الجميع بالوقوف مع والدها المريض الذي يتعذب يومياً من شدة المرض تستغيث بكل مسئول وكل ذي صاحب شأن بقضية الأسرى أن ينقذوا لها أبيها من تعنت إدارة السجون الإسرائيلية الذين يمنعون علاجه ويتلذذون بالموت البطيء لأبي بعد أن تفشى مرض السل في جسده وسبب له عجز بالبصر والقيء والغثيان وكان آخرها سرطان بالحنجرة .
وأرسلت الطفلة حلا نداء استغاثة للرئيس محمود عباس أبو مازن مطالبة لقائه من اجل عرض معاناة والدها في تعبير منها عن يئسها من إيجاد قلوب رحيمة وضمائر إنسانية تساعدها في احتضان والدها مرة أخرى قبل أن يختطفه الموت نتيجة لسياسة الإهمال الطبي الذي تمارسه إدارة السجون الاحتلاليه تجاه الأسرى الفلسطينيين والعرب .
وتعتبر قضية الأسرى احد الأولويات الهامة التي يضعها السيد الرئيس محمود عباس على قائمة أعماله في كل لقاءاته الداخلية والخارجية وقد نجح الرئيس عباس في تحرير مئات الأسرى الفلسطينيين والعرب خلال السنوات القليلة الماضية من خلال ضغطه المتواصل على دولة الاحتلال كان آخرها دفعات الأسرى من المعتقلين قبل توقيع أوسلو كما يذكر أن وزير الأسرى الحالي السيد عيسى قراقع مهتم جدا بقضايا الأسرى وعلى رأسها ملف الأسرى المرضى الذي يحفظ أسمائهم وأماكن سكناهم والمعتقلات المتواجدين فيها ويرددها في كل لقاء عام أو خاص , إلا أن تعنت دولة الاحتلال وعدم وجود ضغط دولي كافي يبقى آلاف الأسرى العرب داخل المعتقلات يستخدم ملفهم للابتزاز السياسي .
وتشير الإحصاءات الرسمية إلى أن 205 من الأسرى استشهدوا في السجون الإسرائيلية منذ عام 1967 جراء التعذيب والقتل العمد بعد الاعتقال والإهمال الطبي واستخدام القوة المفرطة بحق المعتقلين وكان آخرهم الشهيد حسن الترابي بالإضافة لعشرات من الأسرى استشهدوا بعد تحررهم بفترات وجيزة جراء أمراض ورثوها عن السجون بسبب سوء الأوضاع الحياتية وظروف الاحتجاز والإهمال الطبي ، أمثال مراد أبو ساكوت وهايل أبو زيد واشرف أبو ذريع وفايز زيدات وزكريا عيسى وغيرهم .
ورشحت معلومات أن هناك تجارب طبية تجريها دولة الاحتلال على الأسرى داخل السجون فلقد كشفت عضو الكنيست الإسرائيلي ورئيس لجنة العلوم البرلمانية الإسرائيلية سابقاً ( داليا ايزيك) النقاب في تموز 1997 - أي قبل عشر سنوات - ، عن وجود (1000) ألف تجربة لأدوية خطيرة تحت الاختبار الطبي تجري سنوياً على الأسرى الفلسطينيين والعرب ، وأضافت في حينه أن بين يديها وفي حيازة مكتبها ألف تصريح منفصل من وزارة الصحة الإسرائيلية لشركات الأدوية الإسرائيلية الكبرى لإجراء ألف تجربة دوائية على معتقلين فلسطينيين وعرباً داخل السجون الإسرائيلية .
وهذه الممارسات تعكس وبصورة واضحة مقدار العنصرية التي يشهدها النظام الإسرائيلي ككل ، إذ أن استخدام الأجساد البشرية عنوة ودون معرفة الشخص المعني لأغراض التجارب تعد تجاوزاً خطيراً لإنسانية الإنسان وانتهاكا لكرامته، واعتداء على حقه في الحياة وامتهان لكرامته وهناك أمثلة كثيرة لأسرى وأسيرات حقنوا بإبر لم يروها من قبل ، أدت لتساقط شعرهم وشعر وجههم للأبد ، وهناك أسرى فقدوا أبصارهم وشعورهم ، وآخرون فقدوا عقولهم ، وآخرون حالتهم النفسية في تدهور مستمر ، وآخرون يعانون من العقم وعدم القدرة على الإنجاب.
هذه جزء من الصورة التي يعيشها المعتقلين داخل المعتقلات العنصرية الإسرائيلية ونموذج بسيط عن معاناة ذويهم ,ففي كل بيت فلسطيني نجد صورة محزنة لذوي الأسرى الذين منهم فارق الحياة وكل أمله أن يحتضن ابنه أو أخيه أو ابنها أو أخيها وصورة مبسطة عن الممارسات المخالفة للقانون والإنسانية التي يعيشها الأسرى وذويهم , وان أقبح ما في الصورة هو الصمت العالمي على هذه العنصرية والمخالفات التي ترتقي إلى مستوى جرائم حرب فهل سيفيق يوما ذوي الأسرى على انتهاء لهذه المعاناة وتصدي لهذه الممارسات التي ستظل وصمة عار على جبين الإنسانية وستنال العدالة يوما من الجناة والمجرمين ....