الشهيد معين الأطرش.. رحيل في يوم عاصف
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
اسامة العيسة- يوم 23 آذار من عام 2004، تاريخ لا ينسى بالنسبة لكثير من الفلسطينيين، ويرتبط في ذاكرتهم، باستشهاد الشيخ أحمد ياسين، الذي اغتالته قوات الاحتلال، عندما خرج من صلاة الفجر على مقعده المتحرك، ولكن أيضا بالنسبة لعائلة الأطرش، هو اليوم الذي أصيب فيه ابنهم معين، وعاش مع المعاناة حتى استشهاده، الأسبوع قبل الماضي.
في ذلك اليوم، جمع معين، زملاءه، وقادهم في تظاهرة احتجاجية، تنديدا باستشهاد الشيخ ياسين، وكان يعلم ان المحتجين، سيشتبكون مع جيش الاحتلال، على خط التماس بالقرب من الجيب الاحتلالي قبة راحيل شمال بيت لحم.
تذكر أحد زملاء معين ذلك اليوم، بدقة، والحماسة التي ملأت صديقه، ولكنه يذكر أيضا، انه قبل ذلك اليوم، زيارة معين مع رفاقه لعائلة الحلايقة، بعد استشهاد ابنهم الفتى يزن الحلايقة، وسلم والده درعا، وكأن ذلك بمثابة العهد بالسير على درب الشهيد.
عندما ولد معين، قبل 28 عاما، سمّاه والده، على اسم معين بسيسو، عندما تصادف ميلاده مع رحيل الشاعر اليساري. ولكنه اختار حركة فتح، ليناضل من خلالها، وعندما وصل مع رفاقه، الى قبة راحيل، بعد ورود خبر استشهاد الشيخ ياسين، كان صدره غير قادر على احتمال العواطف الجياشة، فأصيب برصاصة، تسببت له بشلل نصفي، واقعدته كرسيا، كالذي كان يستخدمه زعيم حركة حماس الراحل.
يتذكر شاهد عيان، ان معين عندما شاهد الجندي، يستعد لاطلاق النار، باتجاه احدى الفتيات، دفعها بعيدا، وتلقى الرصاصة عنها.
أما شقيقه المحامي فريد الأطرش فيتذكر، بأنه في اليوم الذي أصيب فيه شقيقه، صادف عيد ميلاده، وبالطبع آخر ما توقعه ان تكون هديته في ذلك اليوم رصاصة، تقعده، ولكن في ظل الاحتلال، الهدايا تكون أيضا مختلفة.
يقول فريد الأطرش: "لم يربنا أبي على حب فصيل أو حزب سياسي، أو التعصب أو التطرف لجهة معينة، بقدر ما علمنا حب الوطن والنضال من أجله، ولا نعرف من أين جاءتنا هذه الثقافة الدخيلة على قيمنا، ثقافة أن يصبح الفصيل أو الحزب أهم من الوطن".
بعد رحلة علاج طويلة، استأنف معين حياته، بكثير من الصبر والاصرار، ومنح في عام 2008، جائزة فلسطين الدولية للتميز لابداعه في مهنة الحفر على خشب الزيتون وتأسيسه مشغلا صغيرا لممارسة عمله.
يتذكر فريد الأطرش رحلة شقيقه الطويلة مع المعاناة، ويذكر مثلا: "للشتاء حكاية مع جرح أخي الشهيد معين، في احدى الليالي الباردة كانت المدفأة بجانبه، وحرقت قدمه التي أصابها الشلل نتيجة الاصابة، ولكنه لم يشعر بالحرق الا عندما تصاعد الدخان".
في مثل هذه الظروف من المعاناة، عاش معين عشرة أعوام، حرص خلالها على المشاركة في الفعاليات المختلفة، وكان يشدد باستمرار على الوحدة الوطنية، وخلال الأسابيع الماضية تدهورت صحته، ولكنه لم ييأس، وكان دائما يرفع شارة النصر، حتى وهو في غرفة العناية المركزة.
واستشهد معين، في بداية العواصف الثلجية التي ضربت فلسطين، ولكن تلك الأجواء، لم تحل دون خروج جماهير غفيرة، أصرت على حمل جثمان معين، والسير به، أطول مسافة ممكنة لمواراته الثرى في مقبرة الشهداء.
وخاض المشيعون في برك المياه، والثلوج المتراكمة - غير آبهين.
يقول فريد: "شكرا للذين حملوا شقيقي الشهيد معين على أكفهم في يوم ثلجي عاصف، أقبل أقدامهم الطاهرة".
zaاسامة العيسة- يوم 23 آذار من عام 2004، تاريخ لا ينسى بالنسبة لكثير من الفلسطينيين، ويرتبط في ذاكرتهم، باستشهاد الشيخ أحمد ياسين، الذي اغتالته قوات الاحتلال، عندما خرج من صلاة الفجر على مقعده المتحرك، ولكن أيضا بالنسبة لعائلة الأطرش، هو اليوم الذي أصيب فيه ابنهم معين، وعاش مع المعاناة حتى استشهاده، الأسبوع قبل الماضي.
في ذلك اليوم، جمع معين، زملاءه، وقادهم في تظاهرة احتجاجية، تنديدا باستشهاد الشيخ ياسين، وكان يعلم ان المحتجين، سيشتبكون مع جيش الاحتلال، على خط التماس بالقرب من الجيب الاحتلالي قبة راحيل شمال بيت لحم.
تذكر أحد زملاء معين ذلك اليوم، بدقة، والحماسة التي ملأت صديقه، ولكنه يذكر أيضا، انه قبل ذلك اليوم، زيارة معين مع رفاقه لعائلة الحلايقة، بعد استشهاد ابنهم الفتى يزن الحلايقة، وسلم والده درعا، وكأن ذلك بمثابة العهد بالسير على درب الشهيد.
عندما ولد معين، قبل 28 عاما، سمّاه والده، على اسم معين بسيسو، عندما تصادف ميلاده مع رحيل الشاعر اليساري. ولكنه اختار حركة فتح، ليناضل من خلالها، وعندما وصل مع رفاقه، الى قبة راحيل، بعد ورود خبر استشهاد الشيخ ياسين، كان صدره غير قادر على احتمال العواطف الجياشة، فأصيب برصاصة، تسببت له بشلل نصفي، واقعدته كرسيا، كالذي كان يستخدمه زعيم حركة حماس الراحل.
يتذكر شاهد عيان، ان معين عندما شاهد الجندي، يستعد لاطلاق النار، باتجاه احدى الفتيات، دفعها بعيدا، وتلقى الرصاصة عنها.
أما شقيقه المحامي فريد الأطرش فيتذكر، بأنه في اليوم الذي أصيب فيه شقيقه، صادف عيد ميلاده، وبالطبع آخر ما توقعه ان تكون هديته في ذلك اليوم رصاصة، تقعده، ولكن في ظل الاحتلال، الهدايا تكون أيضا مختلفة.
يقول فريد الأطرش: "لم يربنا أبي على حب فصيل أو حزب سياسي، أو التعصب أو التطرف لجهة معينة، بقدر ما علمنا حب الوطن والنضال من أجله، ولا نعرف من أين جاءتنا هذه الثقافة الدخيلة على قيمنا، ثقافة أن يصبح الفصيل أو الحزب أهم من الوطن".
بعد رحلة علاج طويلة، استأنف معين حياته، بكثير من الصبر والاصرار، ومنح في عام 2008، جائزة فلسطين الدولية للتميز لابداعه في مهنة الحفر على خشب الزيتون وتأسيسه مشغلا صغيرا لممارسة عمله.
يتذكر فريد الأطرش رحلة شقيقه الطويلة مع المعاناة، ويذكر مثلا: "للشتاء حكاية مع جرح أخي الشهيد معين، في احدى الليالي الباردة كانت المدفأة بجانبه، وحرقت قدمه التي أصابها الشلل نتيجة الاصابة، ولكنه لم يشعر بالحرق الا عندما تصاعد الدخان".
في مثل هذه الظروف من المعاناة، عاش معين عشرة أعوام، حرص خلالها على المشاركة في الفعاليات المختلفة، وكان يشدد باستمرار على الوحدة الوطنية، وخلال الأسابيع الماضية تدهورت صحته، ولكنه لم ييأس، وكان دائما يرفع شارة النصر، حتى وهو في غرفة العناية المركزة.
واستشهد معين، في بداية العواصف الثلجية التي ضربت فلسطين، ولكن تلك الأجواء، لم تحل دون خروج جماهير غفيرة، أصرت على حمل جثمان معين، والسير به، أطول مسافة ممكنة لمواراته الثرى في مقبرة الشهداء.
وخاض المشيعون في برك المياه، والثلوج المتراكمة - غير آبهين.
يقول فريد: "شكرا للذين حملوا شقيقي الشهيد معين على أكفهم في يوم ثلجي عاصف، أقبل أقدامهم الطاهرة".