موت على الرصيف.. الى الفنان والروائي محمد حسين بهنس- فارس سباعنة
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
اذ قالَ للبردِ:
احتضنّي
ليس لي إلا الرصيف
وإصبعُ النومِ الذي قرصَ الجفون:
هل يستطيعُ النومَ من لا بيتَ له؟
ثمّ انتبهْ:
هل كانَ يشغلني انقسامُ الأرض في السودان
قبل الآن!؟
ثمّ يضحكُ من دموعهِ فوقَ أوراقِ الرواية
: ربّما للأرضِ معنى مُلتبِس!
لكنّ هذا البردَ قاسٍ كالأحبة
ثمّ يهذي:
هكذا خُلقَ الزجاج
حينَ يبردُ رملُ أرضكَ يا إلهي يذبحكْ
قد كانت السودانُ يوماً تحتَ خط الاستواء
أيا لظى البردِ احتضنّي
خذ يديّ
فإن مصرَ بلا شجيراتٍ قصيرة
ولا قلوبٍ
تطعمُ الأيدي الفقيرة
خذ دمي،
يا بردُ خذهُ
فلن يميّزَني المُعزّي -حينَ أُقتلُ- من دمي
واسدُدْ فمي
ما نفعُ شعري والصقيعُ يحزّ منّي أعظُمي
خذ ساقي اليُسرى،
وخذ عينيّ، خذ جسدي
وأبقِ الروحَ تهنأُ بالسلامِ
وغطّني يا بردُ ريشاً
حينَ يأكل ما تبقّى من غدي سربُ الحمام
وغطّني يا بردُ كالشعراءِ من ورقِ الخريف
أنا ليسَ لي إلا الرصيف