وفاة " اللامنتمي" " كولن ويلسون"
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
توفي الكاتب و الفيلسوف كولن ولسون الذي تبحث أعماله – بدءا بكتاب " اللامنتمي " - في معنى وجود الإنسان ، عن عمر يناهز الثانية والثمانين .
كان كولن ولسون من اكثر كتّاب القرن العشرين غزارة و انتقائية. ففي اكثر من 150 كتابا و عدد لا يحصى من المقالات و المساهمات، نشرت على مدى خمسين عاما ، كان ولسون يغطي مواضيع متنوعة بتنوع الوجودية و الروحانيات و الغيب و الدين و السير و العديد من السير الذاتية، لكن يبقى كتابه الرائد عن الوجودية و التفكير الإبداعي – اللامنتمي – المنشور عام 1956 الذي حظي بإشادة الكثير من النقاد، هو اكثر أعماله شهرة .
ولد ولسون في ليسستر عام 1931 لرجل يعمل صانعا للأحذية. ترك المدرسة في سن السادسة عشرة، وعلى مدى السنوات الثمانية اللاحقة عمل في مهن مختلفة غير ماهرة في الوقت الذي كان مستمرا فيه على الكتابة . منذ سن الثانية عشرة كان منشغلا بالسؤال عن معنى وجود الإنسان و في سن الرابعة عشرة قرأ كتاب جورج برنارد شو " الإنسان و الإنسان الخارق " الذي أدرك منه بانه كما يقول " ليس أول إنسان يسأل هذا السؤال ".
من خلال معيشته القاسية في هامبستيد هيث و عمله في مقهى و قضاء أيامه في صالة القراءة بالمتحف البريطاني ، كان يحاول ان يكتب رواية ما عندما راودته الخطوط العامة لكتاب اللامنتمي .
استلهاما لعنوان و مضمون رواية " الغريب " لألبير كامو ( 1942 ) ،سعى ولسون إلى ترشيد التفكك النفسي المقترن بالتفكير الإبداعي الغربي . أخذ ولسون الخطوط العامة و نماذج من الصفحات إلى الناشر فكتور غولانكز الذي وافق فورا على الكتاب الذي نشر في 26 مايس 1956 ، و بيعت 5 آلاف نسخة من الطبعة الأولى في يوم واحد .
تقول سيريل كونولي إن الكتاب كان " واحدا من أبرز بواكير الكتب التي قرأتها منذ زمن طويل " ، بينما أطلق عليه فيليب توينبي " مساهمة حقيقية في فهم مأزقنا العميق ". يبين الكتاب كيف ان فنانين و أدباء من أمثال فان كوغ و كافكا و همنغواي يتأثرون بالمجتمع و كيف أنهم بدورهم ، مثل اللامنتمي ، يؤثرون في المجتمع .
في أول عام على نشره جمع الكتاب 20 ألف باون ( ما يعادل 430 ألف باون اليوم ) لصالح كولن ولسون . في ما بعد قال بانه لم يندهش برد الفعل الإيجابي لكنه لم يكن يتوقع ما تبع ذلك. يتحدث عن ردود الفعل الكبيرة و الهجمات التي شنت عليه، في إشارة إلى كتب ( الدين ) و ( الثورة ) عام 1957 ، روايته ( طقوس في الظلام) 1959 و غيرها من الأعمال على مدى العقد اللاحق، قائلا " كتبت كتابا أعرف بأنه كتاب لامع لكني حظيت بمراجعة خسيسة ". من الواضح ان المؤسسة الأدبية لم تكن سعيدة، رغم حماسها الأولي ، في ان يحظى كاتب غير متعلم من الطبقة العاملة بكل ذلك الاهتمام و الثناء. مع اهتمام وسائل الإعلام و تركيزها على الشؤون البيتية لولسون، اقترح عليه الناشر ان يغادر لندن إلى كورنوول حيث بقي هناك لما بقي من عمره .
كتاب ويلسون " قوة على الحلم " لعام 1962 – و هو دراسة عن الخيال في الأدب – كان يحمل عنوانا قال عنه انه كان عليه استخدامه في سيرته الذاتية ، مبني على عبارة لجورج برنارد شو : " كل حلم يمكن ان يصبح حقيقة في رحم الزمن لأولئك الذين لديهم القوة على ان يحلموا ". كان ولسون واحدا من أولئك الذين لديهم القوة على الحلم و على ان يروا الأحلام تتحول إلى حقيقة في الكتب .
في حزيران 2012 ، تعرّض كولن ولسون إلى جلطة و لم يعد قادرا على التحدث. ثم توفي في المستشفى وكانت زوجته جوي و ابنته سالي إلى جانبه .
( كولن هنري ولسون ، فيلسوف و كاتب ، ولد في ليسستر في السادس و العشرين من شهر حزيران 1931 ؛ تزوج أولا بيتي تروب و لديه منها ولد واحد ، ثم تزوج ثانيةً من جوي ستيوارت و له منها ولدان و بنت واحدة ؛ توفي في سنت أوستل – كورنوول في الخامس من ك1 عام 2013 ).
عن: الإندبندنت بتصرف