'الميلاد' ينعش بيت لحم
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
بلال غيث
تشهد الحركة التجارية في مدينة بيت لحم انتعاشا كبيرا منذ مطلع الشهر الجاري تزامنا مع حلول أعياد الميلاد المجيدة، وما يرافق ذلك من نشاط للحركة السياحية، حيث بلغت نسبة الإشغال في فنادق المدينة حدا لم تصله منذ مطلع العام.
وتمثل عائدات السياحة مصدرا مهما للاقتصاد المحلي في المدينة، فزهاء خمسة آلاف أسرة في بيت لحم وحدها تعتمد عليها، وهي تشكل ما نسبته 14% من الاقتصاد الفلسطيني بشكل عام.
ويبدو المشهد مختلفا هذا العام مقارنة بالأعوام السابقة، إذ يلاحظ من يتوجه إلى بيت لحم أن المحال التجارية تشهد اكتظاظا بالسياح الراغبين بشراء مقتنيات دينية من مدينة مهد المسيح.
التاجر ماهر قنواتي صاحب محل لبيع التحف بالمدينة، يقول إن الإقبال على شراء الهدايا التذكارية في تزايد مستمر، معبرا عن أمله بأن يزداد هذا الإقبال بشكل أكبر في الأسابيع المقبلة، خصوصا أن العام الحالي يعد العام الأكثر اكتظاظا في المدينة إذ باتت الفنادق مزدحمة بشكل لافت.
إلى ذلك، أشار التاجر علي التعمري إلى أن الإقبال على شراء مختلف التحف يبدو لافتا هذا العام بعد سنوات من 'القحط' على حد وصفه، قائلاً: 'لم نشهد وفودا للحجيج مشابهة للوفود التي تزور بيت لحم خلال هذه الفترة، كما أن المسيحيين من داخل الأراضي المقدسة يحضرون لزيارة بيت لحم ما ينشط الاقتصاد بشكل عام'.
ويحج في مثل هذا الوقت من كل عام، آلاف المسيحيين من الداخل والخارج إلى مدينة بيت لحم، لحضور قداس منتصف الليل في كنيسة المهد التي تعد المكان المقدس الأول للمسيحيين؛ حيث وضعت مريم العذراء نبي الله عيسى عليه السلام، وتعتبر المهد كنيسة مدرجة على قائمة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للثقافة والعلوم (اليونسكو).
وتبلغ ذروة الاحتفالات بعيد الميلاد الليلة؛ حيث يحتفل المسيحيون بقداس منتصف الليل، بحضور القيادة الفلسطينية ورجال دين وآلاف الحجاج الفلسطينيين والعرب والأجانب.
من جهته، قال عضو مجلس إدارة جمعية الفنادق العربية إلياس العرجا، لـــ 'وفا'، 'إن الوضع السياحي جيد جدا ولا داعي للقلق، فالأمور تسير بالاتجاه الصحيح وهناك زيادة في عدد السياح من خلال العمل الدؤوب للفنادق باستقبال الحجاج والسياح والزوار قبل أيام العيد وبعده.
وأشار إلى أن كافة الغرف الفندقية في المدن الثلاثة بيت لحم، وبيت جالا، وبيت ساحور محجوزة بالكامل، لافتا إلى وجود 46 فندقا تحتوي على 3400 غرفة فندقية بسعة 6000 سرير، أي هنالك زيادة بـ1000 غرفة، عدا عن أن هنالك ستة فنادق قيد الإنشاء ثلاثة منها في بيت ساحور، وواحد في بيت لحم واثنان في بيت جالا.
وأوضح العرجا أن أكثر الحجز يأتي من المقبلين من أراضي الـ48 بنسبة 60% يلي ذلك روسيا، ورومانيا، وأوكرانيا، والهند، والولايات المتحدة الأميركية.
وأشار إلى أن الخدمات السياحية في تطور، حيث يحرص القائمون عليها على تقديم الأفضل والأحسن، إضافة لذلك، هناك تصنيف جديد للخدمات شرعت به وزارة السياحة فيما يتعلق بالفنادق، الأمر الذي سينعكس إيجابا على زيادة الإشغال، موضحا أن هناك 200 عامل مباشر ومثلهم غير مباشر.
وتجنب آلاف السياح الأجانب خلال السنوات الماضية زيارة بيت لحم بسبب إجراءات الاحتلال الإسرائيلي خلال الانتفاضة، لذا توقع مراقبون أن يزور مدينة بيت لحم هذا العام الجاري وخلال فترة أعياد الميلاد قرابة مليوني سائح وحاج.
وتبدو بيت لحم مختلفة هذا العام إذ ازدانت شوارعها بزينة وصفت حسب المواطنين بأنها الأجمل والأبهى منذ سنوات طويلة، أضفت على المدينة منظرا مختلفا.
من ناحيتها، قالت وزيرة السياحة رولا معايعة، إنه توجد طفرة سياحية ملحوظة في فلسطين هذا العام، مع ارتفاع عدد الزائرين 18% وأكثر من نصفهم بقليل هم من الأجانب.
وأضافت معايعة، أن مدينة بيت لحم بشكل خاص شهدت حركة سياحية غير مسبوقة عشية حلول عيد الميلاد المجيد، أدت إلى إشغال غالبية فنادق المدينة.
وذكرت أن السياحة في المدينة ارتفعت ما يقارب 14% مقارنة بالعالم الماضي، حيث من المتوقع أن يصل عدد السياح هذا العام إلى 2.5 مليون سائح.
وقالت إن الوزارة حرصت على تنفيذ البرامج والفعاليات والمشاركة في المحافل والمعارض السياحية بهدف الترويج للسياحة الفلسطينية، من خلال المشاركة بوفود مشتركة مع القطاع السياحي الفلسطيني الخاص للتشبيك بينه وبين وكالات السياحة العالمية لتسويق برامج سياحية فلسطينية بحتة والترويج لفلسطين كمقصد سياحي مستقل .
وأوضحت معايعة أنه من المتوقع أن يكون عدد السياح المتواجدين ليلة الميلاد في بيت لحم 50 ألف سائح، لذا عمدت وزارة السياحة والآثار ومن خلال عضويتها في مجلس إدارة الهيئة العامة لتشجيع الاستثمار، بالتعاون مع الهيئة وكافة المؤسسات ذات العلاقة، على مساعدة كافة المستثمرين في القطاع السياحي الخاص للحصول على إعفاءات وحوافز استثمارية سهلت وشجعت عملية الاستثمار وساهمت بالنهضة السياحية في فلسطين.
haبلال غيث
تشهد الحركة التجارية في مدينة بيت لحم انتعاشا كبيرا منذ مطلع الشهر الجاري تزامنا مع حلول أعياد الميلاد المجيدة، وما يرافق ذلك من نشاط للحركة السياحية، حيث بلغت نسبة الإشغال في فنادق المدينة حدا لم تصله منذ مطلع العام.
وتمثل عائدات السياحة مصدرا مهما للاقتصاد المحلي في المدينة، فزهاء خمسة آلاف أسرة في بيت لحم وحدها تعتمد عليها، وهي تشكل ما نسبته 14% من الاقتصاد الفلسطيني بشكل عام.
ويبدو المشهد مختلفا هذا العام مقارنة بالأعوام السابقة، إذ يلاحظ من يتوجه إلى بيت لحم أن المحال التجارية تشهد اكتظاظا بالسياح الراغبين بشراء مقتنيات دينية من مدينة مهد المسيح.
التاجر ماهر قنواتي صاحب محل لبيع التحف بالمدينة، يقول إن الإقبال على شراء الهدايا التذكارية في تزايد مستمر، معبرا عن أمله بأن يزداد هذا الإقبال بشكل أكبر في الأسابيع المقبلة، خصوصا أن العام الحالي يعد العام الأكثر اكتظاظا في المدينة إذ باتت الفنادق مزدحمة بشكل لافت.
إلى ذلك، أشار التاجر علي التعمري إلى أن الإقبال على شراء مختلف التحف يبدو لافتا هذا العام بعد سنوات من 'القحط' على حد وصفه، قائلاً: 'لم نشهد وفودا للحجيج مشابهة للوفود التي تزور بيت لحم خلال هذه الفترة، كما أن المسيحيين من داخل الأراضي المقدسة يحضرون لزيارة بيت لحم ما ينشط الاقتصاد بشكل عام'.
ويحج في مثل هذا الوقت من كل عام، آلاف المسيحيين من الداخل والخارج إلى مدينة بيت لحم، لحضور قداس منتصف الليل في كنيسة المهد التي تعد المكان المقدس الأول للمسيحيين؛ حيث وضعت مريم العذراء نبي الله عيسى عليه السلام، وتعتبر المهد كنيسة مدرجة على قائمة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للثقافة والعلوم (اليونسكو).
وتبلغ ذروة الاحتفالات بعيد الميلاد الليلة؛ حيث يحتفل المسيحيون بقداس منتصف الليل، بحضور القيادة الفلسطينية ورجال دين وآلاف الحجاج الفلسطينيين والعرب والأجانب.
من جهته، قال عضو مجلس إدارة جمعية الفنادق العربية إلياس العرجا، لـــ 'وفا'، 'إن الوضع السياحي جيد جدا ولا داعي للقلق، فالأمور تسير بالاتجاه الصحيح وهناك زيادة في عدد السياح من خلال العمل الدؤوب للفنادق باستقبال الحجاج والسياح والزوار قبل أيام العيد وبعده.
وأشار إلى أن كافة الغرف الفندقية في المدن الثلاثة بيت لحم، وبيت جالا، وبيت ساحور محجوزة بالكامل، لافتا إلى وجود 46 فندقا تحتوي على 3400 غرفة فندقية بسعة 6000 سرير، أي هنالك زيادة بـ1000 غرفة، عدا عن أن هنالك ستة فنادق قيد الإنشاء ثلاثة منها في بيت ساحور، وواحد في بيت لحم واثنان في بيت جالا.
وأوضح العرجا أن أكثر الحجز يأتي من المقبلين من أراضي الـ48 بنسبة 60% يلي ذلك روسيا، ورومانيا، وأوكرانيا، والهند، والولايات المتحدة الأميركية.
وأشار إلى أن الخدمات السياحية في تطور، حيث يحرص القائمون عليها على تقديم الأفضل والأحسن، إضافة لذلك، هناك تصنيف جديد للخدمات شرعت به وزارة السياحة فيما يتعلق بالفنادق، الأمر الذي سينعكس إيجابا على زيادة الإشغال، موضحا أن هناك 200 عامل مباشر ومثلهم غير مباشر.
وتجنب آلاف السياح الأجانب خلال السنوات الماضية زيارة بيت لحم بسبب إجراءات الاحتلال الإسرائيلي خلال الانتفاضة، لذا توقع مراقبون أن يزور مدينة بيت لحم هذا العام الجاري وخلال فترة أعياد الميلاد قرابة مليوني سائح وحاج.
وتبدو بيت لحم مختلفة هذا العام إذ ازدانت شوارعها بزينة وصفت حسب المواطنين بأنها الأجمل والأبهى منذ سنوات طويلة، أضفت على المدينة منظرا مختلفا.
من ناحيتها، قالت وزيرة السياحة رولا معايعة، إنه توجد طفرة سياحية ملحوظة في فلسطين هذا العام، مع ارتفاع عدد الزائرين 18% وأكثر من نصفهم بقليل هم من الأجانب.
وأضافت معايعة، أن مدينة بيت لحم بشكل خاص شهدت حركة سياحية غير مسبوقة عشية حلول عيد الميلاد المجيد، أدت إلى إشغال غالبية فنادق المدينة.
وذكرت أن السياحة في المدينة ارتفعت ما يقارب 14% مقارنة بالعالم الماضي، حيث من المتوقع أن يصل عدد السياح هذا العام إلى 2.5 مليون سائح.
وقالت إن الوزارة حرصت على تنفيذ البرامج والفعاليات والمشاركة في المحافل والمعارض السياحية بهدف الترويج للسياحة الفلسطينية، من خلال المشاركة بوفود مشتركة مع القطاع السياحي الفلسطيني الخاص للتشبيك بينه وبين وكالات السياحة العالمية لتسويق برامج سياحية فلسطينية بحتة والترويج لفلسطين كمقصد سياحي مستقل .
وأوضحت معايعة أنه من المتوقع أن يكون عدد السياح المتواجدين ليلة الميلاد في بيت لحم 50 ألف سائح، لذا عمدت وزارة السياحة والآثار ومن خلال عضويتها في مجلس إدارة الهيئة العامة لتشجيع الاستثمار، بالتعاون مع الهيئة وكافة المؤسسات ذات العلاقة، على مساعدة كافة المستثمرين في القطاع السياحي الخاص للحصول على إعفاءات وحوافز استثمارية سهلت وشجعت عملية الاستثمار وساهمت بالنهضة السياحية في فلسطين.