عائلة الأسير عمار قزموز قدمت شهيداً وعاشت واقع المطاردة
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
ماذا بمقدور عائلة قدمت رب أسرتها شهيداً، فتربى الابن البكر على العمل وحمل العبء ومسؤولية الأسرة مبكراً، وانطوى كل شيء تحت مسؤوليته، سيما وإن إخوانه كانوا لا يزالون صغاراً، لكن هذا الابن البكر، اختار مع مسؤولياته طريقاً آخر للتضحية في قتال المحتل الاسرائيلي.
وفي التقرير الآتي لمركز أحرار لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان، تظهر جلياً معاناة عائلة الأسير عمار ياسر سعيد قزموز، (34عاماً ) من مخيم نور شمس قضاء مدينة طولكرم، والذي عاش حكاية طويلة ومؤلمة في صراع طال ضد جنود الاحتلال، فقضى أعواماً طويلة بعيدا عن عائلته بسبب المطاردة، وعاش حياته متنقلاً من منزل لآخر لأيام وشهور، وفي النهاية كان مصيره السجن بعد أن نجّاه الله من محاولتي اغتيال.
عامر قزموز، الشقيق الاوسط في العائلة يقول ان معاناة الاسرة لا توصف لما ذاقته من مرار منذ الانتفاضة الأولى، واحتار من أين يبدأ حديثه، أمن تاريخ استشهاد والده على يد قوات من المستعربين عام 1990 عندما كان وإخوته صغاراً، أم يبدأ حديثه عن شقيقه البكر الذي ينتظر عودته من الأسر بعد أن حكم عليه بالسجن ثلاثة عقود.
يقول عامر إن والده استشهد بتاريخ: 28/3/1990، بعد أن اقتحمت منزلهم قوات من المستعربين واقتادت والدهم إلى جبل في المخيم وقامت بتصفيته هناك، لتعلم العائلة بنبأ استشهاده في اليوم التالي.
ومن هناك بدأت معاناة الأسرة التي كان أبناؤها صغاراً، فحملت الأم العبء حتى كبر الابن البكر عمار، والذي ترك دراسته المدرسية وعمل بأكثر من مهنة ليعيل أمه وإخوته، وكانت ظروف العائلة في ذلك الوقت صعبة للغاية.
ومع المسؤوليات الجسام التي تحملها عمار منذ صغره، إلا أنه قرر أيضاً الانخراط في صفوف المقاومة وقتال المحتل الاسرائيلي، فانضم لصفوف حركة الجهاد الإسلامي وشكل فيها مجموعات قامت بعمليات عديدة ضد أهداف اسرائيلية منها: إصابات عشرات الجنود في مواجهات واشتباكات، والتمكن من تفجير سيارة “اسرائيلية” في الداخل المحتل وقتل يهود، كما كان عمار ومن معه من المقاومين يجعلون من منازلهم مكاناً لإيواء المطلوبين لقوات الاحتلال وحمايتهم.
مطاردة واختفاء لعامين
ظل عمار متمسكاً بالطريق الذي سلكه، ولم ينسى أمه وإخوانه، فرغم انشغاله وحرصه أن يبقى بعيداً عن أعين الاحتلال ومعاونيهم، إلا أنه بقي يزور أهله ويتواصل معهم ويلبي لهم احتياجاتهم خلسة، لكن ذلك صار اصعب مع مرور الوقت، وأصبحت العائلة لا ترى عمار إلا من بعد أشهر طويلة وفي الخفاء، بسبب مطاردته من قبل الاحتلال والتي تزامنت مع انتفاضة الأقصى عام 2000 واستمرت حتى عام 2003 وهو العام الذي اعتقل فيه.
ويؤكد شقيق الأسير عمار، إن فترة المطاردة التي تعرض لها شقيقه انعكست على حياة الأسرة ككل، فانعدم الأمان والاطمئنان وكان المنزل مهدد باقتحام جنود الاحتلال له في كل لحظة ومداهمته بحثاً عن عمار، وعاشت العائلة حياة خوف ورعب على امتداد عامين كاملين.
النجاة من محاولتي اغتيال
حاولت قوات الاحتلال الاسرائيلية اغتيال عمار مرتين قبيل اعتقاله عام 2003، فكانت المرة الأولى عندما كان عمار ومجموعة من المقاومين في منطقة تسمى ” الأحراش” بالقرب من المخيم، وحاصرتهم قوات اسرائيلية خاصة رافقها نشاط جوي مكثف وجرى تبادل لإطلاق النار، إلا أن عمار ومن معه نجوا من محاولة الاغتيال تلك.
أما المرة الأخرى التي كان قد خطط الاحتلال فيها لاغتيال عمار، فكانت أثناء اجتياح مخيم نور شمس عام 2003 والتي شهدت حدوث مواجهات بين جنود الاحتلال والمقاومين، فقامت قوات من جنود الاحتلال بنصب كمين على الشارع الرئيسي للمخيم، لكن المقاومين ومعهم عمار سرعان ما انتبهوا للكمين وتبادلوا إطلاق النار مع جنود الاحتلال، وسقط منهم شهيد في ذلك الحين بينما نجا عمار ورفاقه.
الاعتقال المباغت
وفي السابع من آذار للعام 2003، وبينما عمار في منزل أحد أقاربه، يقول مدير مركز أحرار فؤاد الخفش، وإذ بأشخاص يرتدون زياً مدنياً يتجولون حول المنزل، ليتبين فيما بعد أنهم مستعربين، وما هي إلا دقائق حتى كانت العشرات من الجيبات والآليات والجنود المدعمين بالسلاح يحيطون بالمنزل تمهيداً لاعتقال عمار الذي حاول الهرب لكنه لم يستطع وجرى اعتقاله في ذلك اليوم بعد ثلاثة أعوام وأكثر من مقارعة العدو الاسرائيلي وتوجيه ضربات ضد أهدافه.
وضع عمار بداية في مركز تحقيق الجلمة لمدة 90يوماً متتالية ثم جرى نقله إلى سجن الرملة، وما هي إلا فترة قصيرة وبعد كل لوائح الاتهام التي وجهها قاضي المحكمة الاسرائيلية ضده، حتى صدر الحكم ضده بالسجن 35 عاماً تم تخفيضها فيما بعد وبعد إبرام صفقة إلى 23 عاماً.
كان وقع الحكم أليماً على إخوة عمار وأخواته ووالدته خاصة، التي عاشت سنوات من الرعب والخوف على مصيره ولم تطمئن عليه، والآن جاءها نبأ سجن الابن لسنوات طويلة لا تعلم أتبقى خلالها على قيد الحياة أم لا.
التشديد على الزيارات
وكوسيلة اسرائيلية أخرى للضغط على الأسير وعائلته فإن الأسير عمار عيسى يشكو قلة الزيارات المسموحة له، خاصة وأن سلطات الاحتلال تمنح فقط تصاريح أمنية تسمح بها كل سنة فقط، وذلك يخول فقط الإخوة والأخوات من زيارته بالاضافة للأم المريضة والتي لا تقوى على زيارته في بعض الاحيان.
إصرار على النجاح
أما عمار… ورغم حكايته المريرة والأليمة والحكم الذي يعيشه، فاستطاع أن يكمل تعليمه وأنهى دراسة الثانوية العامة من سجنه ويصر أيضاً على إكمال دراسته الجامعية من الأسر راسماً على ثغره ابتسامة النصر على أعدائه، مثبتاً أنه مهما جرى له في سجنه فإنه لن يخضع للاحتلال ولن ينساق لأوامره.
haماذا بمقدور عائلة قدمت رب أسرتها شهيداً، فتربى الابن البكر على العمل وحمل العبء ومسؤولية الأسرة مبكراً، وانطوى كل شيء تحت مسؤوليته، سيما وإن إخوانه كانوا لا يزالون صغاراً، لكن هذا الابن البكر، اختار مع مسؤولياته طريقاً آخر للتضحية في قتال المحتل الاسرائيلي.
وفي التقرير الآتي لمركز أحرار لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان، تظهر جلياً معاناة عائلة الأسير عمار ياسر سعيد قزموز، (34عاماً ) من مخيم نور شمس قضاء مدينة طولكرم، والذي عاش حكاية طويلة ومؤلمة في صراع طال ضد جنود الاحتلال، فقضى أعواماً طويلة بعيدا عن عائلته بسبب المطاردة، وعاش حياته متنقلاً من منزل لآخر لأيام وشهور، وفي النهاية كان مصيره السجن بعد أن نجّاه الله من محاولتي اغتيال.
عامر قزموز، الشقيق الاوسط في العائلة يقول ان معاناة الاسرة لا توصف لما ذاقته من مرار منذ الانتفاضة الأولى، واحتار من أين يبدأ حديثه، أمن تاريخ استشهاد والده على يد قوات من المستعربين عام 1990 عندما كان وإخوته صغاراً، أم يبدأ حديثه عن شقيقه البكر الذي ينتظر عودته من الأسر بعد أن حكم عليه بالسجن ثلاثة عقود.
يقول عامر إن والده استشهد بتاريخ: 28/3/1990، بعد أن اقتحمت منزلهم قوات من المستعربين واقتادت والدهم إلى جبل في المخيم وقامت بتصفيته هناك، لتعلم العائلة بنبأ استشهاده في اليوم التالي.
ومن هناك بدأت معاناة الأسرة التي كان أبناؤها صغاراً، فحملت الأم العبء حتى كبر الابن البكر عمار، والذي ترك دراسته المدرسية وعمل بأكثر من مهنة ليعيل أمه وإخوته، وكانت ظروف العائلة في ذلك الوقت صعبة للغاية.
ومع المسؤوليات الجسام التي تحملها عمار منذ صغره، إلا أنه قرر أيضاً الانخراط في صفوف المقاومة وقتال المحتل الاسرائيلي، فانضم لصفوف حركة الجهاد الإسلامي وشكل فيها مجموعات قامت بعمليات عديدة ضد أهداف اسرائيلية منها: إصابات عشرات الجنود في مواجهات واشتباكات، والتمكن من تفجير سيارة “اسرائيلية” في الداخل المحتل وقتل يهود، كما كان عمار ومن معه من المقاومين يجعلون من منازلهم مكاناً لإيواء المطلوبين لقوات الاحتلال وحمايتهم.
مطاردة واختفاء لعامين
ظل عمار متمسكاً بالطريق الذي سلكه، ولم ينسى أمه وإخوانه، فرغم انشغاله وحرصه أن يبقى بعيداً عن أعين الاحتلال ومعاونيهم، إلا أنه بقي يزور أهله ويتواصل معهم ويلبي لهم احتياجاتهم خلسة، لكن ذلك صار اصعب مع مرور الوقت، وأصبحت العائلة لا ترى عمار إلا من بعد أشهر طويلة وفي الخفاء، بسبب مطاردته من قبل الاحتلال والتي تزامنت مع انتفاضة الأقصى عام 2000 واستمرت حتى عام 2003 وهو العام الذي اعتقل فيه.
ويؤكد شقيق الأسير عمار، إن فترة المطاردة التي تعرض لها شقيقه انعكست على حياة الأسرة ككل، فانعدم الأمان والاطمئنان وكان المنزل مهدد باقتحام جنود الاحتلال له في كل لحظة ومداهمته بحثاً عن عمار، وعاشت العائلة حياة خوف ورعب على امتداد عامين كاملين.
النجاة من محاولتي اغتيال
حاولت قوات الاحتلال الاسرائيلية اغتيال عمار مرتين قبيل اعتقاله عام 2003، فكانت المرة الأولى عندما كان عمار ومجموعة من المقاومين في منطقة تسمى ” الأحراش” بالقرب من المخيم، وحاصرتهم قوات اسرائيلية خاصة رافقها نشاط جوي مكثف وجرى تبادل لإطلاق النار، إلا أن عمار ومن معه نجوا من محاولة الاغتيال تلك.
أما المرة الأخرى التي كان قد خطط الاحتلال فيها لاغتيال عمار، فكانت أثناء اجتياح مخيم نور شمس عام 2003 والتي شهدت حدوث مواجهات بين جنود الاحتلال والمقاومين، فقامت قوات من جنود الاحتلال بنصب كمين على الشارع الرئيسي للمخيم، لكن المقاومين ومعهم عمار سرعان ما انتبهوا للكمين وتبادلوا إطلاق النار مع جنود الاحتلال، وسقط منهم شهيد في ذلك الحين بينما نجا عمار ورفاقه.
الاعتقال المباغت
وفي السابع من آذار للعام 2003، وبينما عمار في منزل أحد أقاربه، يقول مدير مركز أحرار فؤاد الخفش، وإذ بأشخاص يرتدون زياً مدنياً يتجولون حول المنزل، ليتبين فيما بعد أنهم مستعربين، وما هي إلا دقائق حتى كانت العشرات من الجيبات والآليات والجنود المدعمين بالسلاح يحيطون بالمنزل تمهيداً لاعتقال عمار الذي حاول الهرب لكنه لم يستطع وجرى اعتقاله في ذلك اليوم بعد ثلاثة أعوام وأكثر من مقارعة العدو الاسرائيلي وتوجيه ضربات ضد أهدافه.
وضع عمار بداية في مركز تحقيق الجلمة لمدة 90يوماً متتالية ثم جرى نقله إلى سجن الرملة، وما هي إلا فترة قصيرة وبعد كل لوائح الاتهام التي وجهها قاضي المحكمة الاسرائيلية ضده، حتى صدر الحكم ضده بالسجن 35 عاماً تم تخفيضها فيما بعد وبعد إبرام صفقة إلى 23 عاماً.
كان وقع الحكم أليماً على إخوة عمار وأخواته ووالدته خاصة، التي عاشت سنوات من الرعب والخوف على مصيره ولم تطمئن عليه، والآن جاءها نبأ سجن الابن لسنوات طويلة لا تعلم أتبقى خلالها على قيد الحياة أم لا.
التشديد على الزيارات
وكوسيلة اسرائيلية أخرى للضغط على الأسير وعائلته فإن الأسير عمار عيسى يشكو قلة الزيارات المسموحة له، خاصة وأن سلطات الاحتلال تمنح فقط تصاريح أمنية تسمح بها كل سنة فقط، وذلك يخول فقط الإخوة والأخوات من زيارته بالاضافة للأم المريضة والتي لا تقوى على زيارته في بعض الاحيان.
إصرار على النجاح
أما عمار… ورغم حكايته المريرة والأليمة والحكم الذي يعيشه، فاستطاع أن يكمل تعليمه وأنهى دراسة الثانوية العامة من سجنه ويصر أيضاً على إكمال دراسته الجامعية من الأسر راسماً على ثغره ابتسامة النصر على أعدائه، مثبتاً أنه مهما جرى له في سجنه فإنه لن يخضع للاحتلال ولن ينساق لأوامره.