أياد ناعمة في شوارع الشقاء
تختلف الوسائل والسبل، لكن الغاية واحدة لمجموعة من النساء الفلسطينيات اللواتي يبادرن دوما لإيجاد حلول وسيطة تساعدهن على مواجهة ظروف الحياة المختلفة.
ومن الطرق التي تلجأ إليها النساء العمل في البسطات النسائية التي أصبحت ظاهرة منتشرة في مدينة نابلس وغيرها من المدن الفلسطينية باعتبارها مصدرا من مصادر الدخل.
فكره مشروع البسطات النسائية جاءت بهدف حفظ كرامة المرأة واحترام أنوثتها. ويتضح ذلك جلياً في إحدى البسطات القائمة لثلاث نساء قرب قاعة البلور شرقي مدينة نابلس، حيث تعمل النساء على بيع ملابس أطفال بأسعار متوسطة، الأمر الذي يزيد من الإقبال عليهن.
ليس بعيدا عن وسط مدينة نابلس وفي مدخل كراج طولكرم بالتحديد، تجد محلا صغيرا لامرأة، تم تخصيصه للاحتياجات النسائية، وبذلك جعلته مكانا جذابا للفتيات والنساء، لا سيما أن البائع امرأة مثلهن ولا يخجلن بذكر احتياجاتهن المطلوبة.
السيدة آمنة (32 عاما) والقائمة على إحدى البسطات، قالت 'السبب الرئيس في لجوئي للوقوف وراء بسطة ملابس الأطفال هو ضعف الإمكانيات الاقتصادية في المخيمات، الناجمة عن التقصير من قبل وكالة الغوث الدولية في تقديم المساعد لنا'.
ولأن لكل عمل صعوبته الخاصة، تعاني العاملات في البسطات من نظرة بعض المارة والتجار، وأحيانا من التعليقات التي تحط من قيمة هذه المهنة، إضافة إلى رفض الكثير من أصحاب المحال التجارية السماح لهؤلاء النسوة بالجلوس أمام محالهم، فمنهم من يرى فيهن منافسا، وآخرون يجدون فيها تقليلاً من قيمة المحل ومكانته لدى الزبائن.
وبحثا عن لقمة العيش، تجلس أم سامي أمام كومة من الأعشاب الطبيعية، كالزعتر والبابونج والخبيزة في موسمها، فالبيع بالنسبة لها أفضل من مد يدها للآخرين.
وتحت مظلة السوق الشعبي في مدينة نابلس، تعرض بعض النساء للبيع ملابس مستخدمة سابقا، وهي ما يطلق عليها 'البالة'، وينتظرن المارة ليقلبوا البضائع عسى أن تعجب أحدهم ويشتري قطعة أو قطعتين مقابل ثمن زهيد.
معظم النساء اللواتي يعملن في هذه المهنة من الطبقة متدنية الدخل، وأغلبهن من الأرامل والمطلقات وزوجات الأسرى.
ووفقا للعاملين فيها، كانت البسطات تدرّ دخلا جيدا، لكنها حاليا لا تلبي الاحتياجات الأساسية. وهناك القليل من النساء يمارسن البيع والشراء على البسطات ليس بهدف الكسب وحسب إنما لاستمرار النشاط وعدم انقطاعه.
وحول دور الجمعيات النسوية، قالت سيدة في مقتبل العمر إن هناك العديد من السيدات اللواتي تضيع حقوقهن بسبب غياب دور جمعيات حقوق المرأة في دعم النساء العاملات.
وأكد رئيس غرفة تجارة وصناعة نابلس حسام حجاوي، مدى الحاجة لمصادر الرزق، معترضا في الوقت ذاته على عدم تنظيم سوق خاص للباعة المتجولين.
وقال إن الغرفة التجارية دعت أكثر من مرة لضرورة الحفاظ على المظهر العام للمدينة بشكل يساهم في عملية تنظيم الأسواق.
وأشار رئيس الغرفة التجارية إلى أن هذه البسطات تلبي احتياجات المستهلك الفقير، ولا بد للمسؤولين من العمل على تنظيم هذه المهنة بطريقة لا تسبب مشاكل وتؤذي المحلات التجارية في المدينة.