عميد أسرى نابلس ..ابراهيم الطقطوق.. حكاية تجاوزت حدود الممكن ..عمر عفانه
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
في زمن تجلت فيه القصص الحقيقيه ... ليست خيالا ولا ضرب من الوهم بقدر ما هي حكايه واقعيه ... هي حكاية تجاوزت حدود الممكن ... وتجسدت فيمن عشق الوطن والحريه ...
هي حكاية ألأسير أبراهيم الطقطوق ,,, وكغيره من أبناء هذا الوطن نشأ في ظل ألأحتلال وانتهاكاته لكل مقومات الحياه في الوطن العزيز ... وفي سن مبكره من عمره قرر أن يعيد رسم الخارطة التاريخيه لفلسطين ... والتحق بركب العظماء مسطرأ أروع الملاحم البطوليه ... ليشهد التاريخ أن هذه ألأرض لا يدوم عليها ظالم ... وأن عشق الوطن أسمى من كل المسميات وأقوى من آلات القتل الهمجيه ...
ابراهيم لا يحب السياسه ولا يشغله السياسيون ... خاض معركته بعيدأ عن ألأضواء ... فأصابت رصاصات الغدر جسده النحيل ... وأطفأت عينه التي أنارت له طريق العوده... فقرر أن ينتقم لنفسه بنفسه ... وأبى الا أن يكون بطل السواقيف ... وبدد كل معاني القهر ووسائل الموت الهمجيه ... ليعلوا ويعلو كما راية الوطن الذي أحبه... فقهر القهر وقتل السكون ... وباتت معادلة ابراهيم مصطلحأ من مصطلحات ألأنتفاضه ...
وما بين آلام جراحه ونشوة النصر طاردته قوات ألأحتلال من حي الى حي ومن بيت الى بيت ... وأخيرأ تكالبت عليه مخالب المحتل ليقع أسيرأ بين أنيابه ...
وهنا حكاية أخرى لأبراهيم ... حكاية ذاك الشاب اليافع الرافض لكل أشكال الظلم ... حكاية صمود أسطوريه أرهقت المحققين وبددت عتم الزنازين ... وحكم عليه بالسجن مدى الحياه ... وتم عزله في زنزانة كانت بمثابة مرحلة تحدي للسجان ... وكعادته انتصر ابراهيم عليها وحولها الى قلعة صمود وتصدي لكل اشكال ألأعتقال والعزله ...
ويمر العام تلو العام ليفقد ابراهيم والديه وهو خلف القضبان ... ولم يكن غيابهما عن الحياة الدنيا الا مصدر الهام وقوة يستمدها من عشقه لهم وحزنه عليهم ... ليبقى كما ارادو له أن يكون ... وتعملق على أحزانه وكابر على حرمانه وأعتصر في قلبه غربته وأشجانه ...
ابراهيم تجاوز ربع قرن من الزمان ... يعانق الحرية كل يوم ... يستقبل أسرى ويودع أخرون ... وهو لا يزال قابع خلف جدران القهر ... ينتظر موعد زيارة شقيقته من بين اسرته الكبيره ... وأبى ألأحتلال الا أن ينغص على ابراهيم بحرمانه من زيارة باقي افراد اسرته بحجة الرفض الامني ... ويعد ألأيام ليلقى شقيقته خلف الاسلاك الشائكه والزجاج العازل لبضع دقائق يستحضر فيها كل أحبته وأزقة بلدته القديمه ... يتحدث فيها عن موعد معانقة الحريه ... ويؤكد على أن السجن زائل .......
هنيئأ لأهله وذويه وأصدقائه ومحبيه