"بيت لحم قلب العالم".. لوحة السلام والمحبة لعام 2014
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
عبدالرحمن يونس – كنيسة ومسجد وبيوت عتيقة يزينها أناس لبسوا زيهم التقلدي بألوان الطيف الربيعي، ويتوسط ذلك امرأة كنعانية ترفع فوق رأسها خارطة العالم على شكل قلبْ، لتشكل في النهاية لوحة "بيت لحم قلب العالم".
هي لوحة يعكف الفنان الفلسطيني جمال بدوان و9 فنانين أخرين من جنسيات مختلفة فلسطينية وأكرانيا وروسية وروسيا البيضاء وألمانية ويونانية وتشادية، أمضوا عدة أيام على رسمها وسط بيت لحم على بعد أمتار قليلة من كنيسة المهد التي يقابلها مسجد عمر بن خطاب، ليكون افتتاحها مع أول دقيقة من عام 2014.
بدوره قال الفنان العالمي جمال بدوان لـ القدس دوت كوم، إن الهدف من رسم اللوحة هو تنفيذ عمل فني للتسامح الديني والتعايش والسلام ونبذ الحروب والصراعات، وإيصال رسالة إلى العالم مفادها بان الفلسطينيين يريدون السلام وليسو هم المعطل في الوصول اليه وهذه الرسالة يدعمها كافة الفنانين المشاركين في العمل.
وأكد بدوان أن المشاركين من مختلف انحاء العالم اجتمعوا على فكرة رفيعة، بهدف اعطاء العمل الفني صبغة عالمية على أرض فلسطينية لا يبعد سوى امتار قليلة عن كنيسة المهد التي هي بأمس الحاجة إلى تحقيق الحرية وتحقيق السلام والأمن والاستقرار.
ويحاول بدوان والفنانون الاخرون إظهار طابع الهوية الوطنية والثقافية الفلسطينية في بيت لحم من خلال الجمع بين الديانتين المسيحية والاسلامية وابراز أهم المعالم الدينية والأثرية في المدينة برسم كنيسة المهد ومسجد عمر بن الخطاب، بالاضافة إلى البلدة القديمة وأناس يلبسون اللباس التراثي التقليدي الفلسطيني من بينهم إمرأة تبعث من فوق رأسها حبا نحو العالم.
واعتبر بدوان أن رسم اللوحة جاء بالتزامن مع اعلان الامم المتحدة عام 2014 للتضامن مع الشعب الفلسطيني، لذلك سيكون افتتاح اللوحة مع الدقيقة الأولى لعام 2014 وسط بيت لحم، لتكون بهذا أول مجموعة فنية تشارك في فعاليات التضامن مع الشعب الفلسطيني.
وتقدر المساحة الاجمالية للوحة بـ 15 مترا مربعا، تم جلب جميع المواد اللازمة للرسم من الخارج لعدم توفرها في الاراضي الفلسطينية بسبب الحظر الذي يفرضه الاحتلال على مثل هذه المواد الفنية.
وقدم الفنان الفلسطيني العالم جمال بدوان أكثر من 45 معرضا فنيا تتحدث معظمها عن القضية الفلسطينية، لكنه لأول مرة يقوم برسم لوحة فنية بمشاركة فنانين محليين وعالميين متجدين على فكرة التأكيد على هوية بيت لحم الفلسطينية الكنعانية التي تتجلى فيها سمة التعايش الديني والتنوع الثقافي والعرقي وباعتبارها مدينة تمثل قلب العالم وناشرة للسلام والمحبة لكنها ايضا تتعطش للحرية والانعتاق من الاحتلال الاسرائيلي.
من جانبه قال الفنان الأكراني الكسيه المشارك في رسم لوحة بيت لحم قلب العالم، "صحيح أن لدينا ثقافات مختلفة لكن لدينا لغة مشتركة في رسم لوحة لتأكيد على هوية بيت لحم التي يدعي الاحتلال بأنها منطقة سياحية اسرائيلية".
وأعتبر أن لوحة "بيت لحم قلب العالم" تختلف عن الاعمال الفنية التي قام برسمها سابقا، خاصة لأنها لوحة تحمل رمزية تخص كل شخص في هذا العالم وهي السلام والمحبة.
ولعل ذلك ما شجع الفنان الفلسطيني الصاعد محمد الجعيدي إلى المشاركة في رسم لوحة بيت لحم قلب العالم، والذي قال "سمعت بمشروع رسم اللوحة وتشجعت كثيرا للمشاركة في رسم اللوحة لأنه عمل إنساني وطني للتأكيد على هوية بيت لحم الدينية والتاريخية المحاصرة بالجدار الفاصل الذي يخنق المدينة ويعزلها عن مدينة القدس".
وبين "كوننا من عدة دول ونحمل ثقافات متنوعة وتجارب متنوعة هذا اعطى اللوحة جمالية أكثر وادخل عليها اساليب واشكال وافكار فنية متعددة ساهمت في اثراء وجمالية اللوحة.
يشار إلى أن رسم اللوحة جاء بدعم وتشجيع من الرئاسة الفلسطينية وبتوجهات مباشرة من الرئيس محمود عباس الذي أبدى اعجابه بالمشروع.
وعبر سنوات الصراع الطويلة المستمرة مع الاحتلال الاسرائيلي، يظل الفن الفلسطيني واحدا من أبرز أشكال المقاومة الشعبية في حشد الناس وإيصال الرسالة الفلسطينية إلى العالم باسره، بدءا بالمئات من الأغاني الوطنية والشعبية والقصائد الشعرية وفن الرسم بمختلف اشكاله والسينما ووصولا إلى لوحة بيت لحم قلب العالم.