الاسير السيلاوي.. كان عمر الفرح صغيرا !
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
علي سمودي - كان عمر فرحه صغيرا؛ فقد تزوج ابن السادسة عشرة ورزق بأنوار، ابنته التي لم يتجاوز عمرها الاربعين يوما حين اعتقل في تلك السن المبكرة جدا، فاليوم اسامة خالد السيلاوي (37 عاما) على موعد مع التحرر ورؤية أنوار التي أصبحت أمّا كذلك، وابنه الذي تحرر نطفةً وبقي والده اسيرا على قيد الحرية.
الطفل كامل - وعمره الان 3 شهور الذي لم يره والده منذ ولادته في عملية تلقيح صناعي - سيكون مع شقيقته انوار (21 عاما) في مقدمة مستقبلي والدهم الاسير الذي قضى في سجون الاحتلال 21 عاما شطب خلالها من كافة عمليات وصفقات التبادل والافراجات التي حولت حياة العائلة لجحيم ومسلسل مرير من المعاناة ، لكنها سرعان ما تحولت خلال دقائق لافراح واعراس واحتفال فور نشر اسماء الدفعة الثالثة.
واعتقل اسامة خلال الانتفاضة الاولى في سن 16 عاما وحكم بالسجن المؤبد 4 مرات اضافة لـ 20 عاما بتهمة قيادة مجموعات الفهد الاسود ومقاومة الاحتلال.
ومع بدء العد التنازلي للموعد المحدد لاطلاق الاسرى، تعددت اشكال الفرح.. والفرحة واحدة حيث طفح منزل عائلة السيلاوي في جنين بالصور "فمنذ اعتقال اسامة في ريعان الشباب صادر الاحتلال افراحنا واعيادنا تذوقنا كل صنوف الالم والمعاناة والعمر يمضي والسجن يغتصب حريته وزهرة شبابه بينما تتالت الصدمات بشطب اسمه من كل الصفقات، ولكن دوما كان ايماننا بالله كبير" كما تقول ام الاسير.
الوالد الحاج خالد انشغل في التحضير مع الاهل والجيران لمراسم استقبال ابنه الوحيد بعد استشهاد ابنه الثاني كامل خلال انتفاضة الاقصى فسمي الصغير (كامل) على اسم عمه.
تقول زوجة الاسير "مع مرور السنوات والسجن يغتصب زهرة شباب وعمر اسامة بدات فكرة الزراعة تراودنا ولكننا اجلناها لانه كان لدينا امل بالافراج عنه قبل اوسلو (..) بعد نجاح تجربة عائلة الاسير عمار وتاكدنا من موقف الشريعة الاسلامية والفقهاء والدين الحنيف شجعنا اسامة ودعمناه بقوة وفور موافقته تمت العملية".
الزوجة ام كامل تصف كيف وافقت على قبول فكرة النطف المهربة قائلةً "تابعت كافة الاجراءات المطلوبة في مركز رزان في مدينة نابلس وجرت عملية الزراعة والولادة ، وفرحتي لا توصف بعدما رزقنا بكامل حيث صبح لابنتي شقيق تاملنا ان يكون بشرى وفرحة بتحرر زوجي".
وتضيف ام كامل "الحمد لله، في 6-9-2013 رزقت بكامل في نفس تاريخ استشهاد عمه كامل واليوم تكتمل فرحتنا وتتحقق البشرى، فرغم ان الاحتلال حرم اسامة من رؤية طفلنا ومنع زيارته فانه سيراه رغما عن الاحتلال (..) اصلي لله ان تمضي عقارب الساعة بسرعة".
ومن نابلس، سارعت انوار ابنة الاسير وزوجها للحضور لمنزل عائلتها وسط مشاعر السعادة والفرح، وقالت "لم اعرف ابي طوال حياتي الا من خلف القضبان اعتقله الاحتلال عندما كنت في عمر 40 يوما وطوال حياتي انتظرت قول ابي حر والحمد لله سارددها باعلى صوتي".