نجاة الفالوجي .. تنتظر عودة "ضياء" و فيضا من فرح لا يتسعه البحر !!
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
من بين زوجات وأمهات وشقيقات الأسرى الفلسطينيين الـ 26 اللاتي ينتظرن على جمر الروح أزواجا وأبناء غيبتهم طويلا عتمة السجون، كان يمكن أن تكون الأم الغزية نجاة الفالوجي التي تكابد 22 عاما من الغياب – كان يمكن أن يغمرها فيض من الفرح قد لا يتسعه البحر؛ فقط لو أن "ضياء" سيكون بينهم ...
الأم "الفالوجي" التي تطل الآن على عامها الـثالث و الستين وتنتظر حرية نجلها الثاني محمد الذي يقضي حكما بالسجن لمدة 12 عاما ( من المقرر إطلاق سراحه بعد عام و عدة أشهر )، لم تكن تتوانى عن مشاطرة أمهات الأسرى الفرح مع كل فوج من الأسرى يتم تحريرهم، بما في ذلك لهفة الانتظار على معبر بيت حانون شمال القطاع ، وهي الآن لا تكف عن العشم بأن يوما سيأتي لكي تتنسم معنى الفرح ذاته؛ حين تقفز قلوب الأمهات لتعانق عظام الضلوع .
منذ 22 عاما، بعد اعتقال "ضياء" ثم الحكم عليه بالسجن مدى الحياة بتهمة قتل الضابط الإسرائيلي " إيمتاس حاييم" الذي شغل منصبا "أمنيا" رفيعا في قطاع غزة وكان شارك في ما تعرف بـ"عملية االفردان" التي استهدفت القادة الفلسطينيين الثلاثة كمال عدوان و كمال ناصر وأبو يوسف النجار – منذ ذلك الحين لم يتح للأم الفالوجي احتضانه ولو مرة واحدة، أو التقاط صورة برفقته؛ " ربما كنوع من الانتقام لمسؤوليته عن مقتل ضابط إسرائيلي كان مقربا من رئيس الوزراء الأسبق "إيهود باراك" والوزير الحالي "موشيه يعلون"، كما أشارت الأم في حديث مع "القدس دوت كوم"، فيما تقدر أن رفض الاحتلال الإفراج عنه ضمن الأسرى الـ 26 يعود للسبب ذاته .
حتى بعد أن نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية قبل أيام إسم ضياء ضمن قائمة الأسرى المحررين، وجف قلب الأم الفالوجي مثل كل مرّة استشعر فيها خيبة الأمل، مشيرة إلى أنها، حتى إعلان حكومة الاحتلال رسميا عن قائمة المحررين الأخيرة، ظلت متوجسة من أن الخبر "قد لا يكون دقيقا"، وان ضياء سوف يبقى رهن الاعتقال حتى دفعة المحررين الأخيرة .
تؤكد الأم "الفالوجي" التي أعدت نفسها فجر اليوم لزيارة نجليها ضياء ومحمد في سجن نفحة الصحراوي، أنها ستواصل البقاء على جناحي الأمل بأن الحياة ستمنحها "عمرا مستقطعا" لكي تحتضن نجلها الأكبر، ولو مرّة وحيدة قبل الموت، فيما ستعود من الزيارة لتنضم بثوبها المطرز، كما كل مرّة، للأمهات و الزوجات والشقيقات اللاتي سينتظرن العائدين من ظلام السجون على معبر بيت حانون
من بين أشياء كثيرة تنغص حياة الأم "الفالوجي"، إضافة إلى أوجاع الانتظار لحرية نجليها، هو أن زوجها توفي إثر نوبة قلبية بعد 6 أشهر من اعتقال "محمد" ولم يتمكن من رؤيتهما في السجن.
"الله الرحيم لا يخيب آمال الأمهات"، قالت الأم الفالوجي التي لن تمل الانتظار !!